مجدى الجلاد له من اسمه نصيب، وهو أحد أبرز جلادى الفلول الذين لا يألون جهدًا لتشويه مصر الثورة، تارة تحت فزاعة الدولة الدينية، وفزاعة أخونة الدولة، وتارة بمسح بيادة العسكر، وساويرس وأبوحامد. أكثر من 100 يوم قضاها الجلاد فى صحيفة الوطن كانت كافية لإثبات أن الرجل لا يعمل لمصلحة هذا البلد بعد إصابته بمرض فوبيا الإخوان، وتسخير صفحات صحيفته لتشويه الرئيس المنتخب محمد مرسى والتحريض عليه، وتضخيم الصعاليك وما يقومون به من حركات بهلوانية صورها على أنها ثورة، وأن أبو حامد يمهل مرسى 24 ساعة لحل التأسيسية. الجلاد يسير على خطى توفيق عكاشة، وبات صوتاً نشازاً يسيء لمهنة الصحافة والصحفيين، بتقديمه مطبوعة لا تعبر سوى عن خيالاته المريضة، التى كانت تحلم بوصول شفيق لسُدة الحكم، وعلى ذلك بنى أحلامه ومشروعه، ولذلك كانت الصدمة كبيرة بشكل أفقدته اتزانه ومهنيته. رئيس تحرير "الوطن" ترك مقاله مساحة بيضاء احتجاجاً على ما سماه محاولات الإخوان السيطرة على الصحافة القومية ومؤسسات الإعلام العام المملوكة للشعب المصرى كما كان يفعل الحزب الوطنى، وكان يظن أن الشعب المصرى سيفزع عندما لا يجد مقاله اللولبى الحلزونى، أو أن الدموع ستنهمر لأن أعين المصريين لم تصطبح بإبداعه. الرجل الذى ترأس "المصرى اليوم" لمدة 8 سنوات، نجح خلالها فى تلفيق أكبر قضية للإخوان فى تاريخهم، راح ضحيتها عشرات القيادات فيما عرف إعلاميا ب"ميليشيات الأزهر"، وها هو الآن يقدم خدمات جليلة لقوى الفلول والثورة المضادة ظناً منه أن إفشال محمد مرسى وتشويه الإسلاميين سيعيد له دولة التوريث التى كان يحلم بها ويتمناها، واعترف فى برنامج على الهواء قائلاً "صوتى محجوز لجمال مبارك، وأن جمال أنعش الاقتصاد المصرى وأنه رجل طموح وشاب مهذب وأنه سينتخبه إذا قام بترشيح نفسه". الجلاد الذى يتشدق بحرية الرأى والتعبير له تاريخ من اضطهاد الصحفيين الإسلاميين، قائلاً لأحدهم "أنا عندى يكون فى الجورنال عشر صحفيين أمن ولا يكون عندى واحد إخوان"، فضلاً عن توجيه الأخبار الصحفية خدمة لأجندته بعيدًا عن قواعد المهنية والموضوعية، وما الهراء الذى تنشره صحيفة "الوطن" يوميًا إلا دليل عن حالة "صحافة الجلاد"، وتميزه فى الفبركة وضرب الأخبار وتضخيم الصعاليك، والنفخ فى الميت على أمل إشعال ثورة ثانية تحرق الإخوان. الثورجى جدًا مجدى الجلاد استدعى قبل الثورة زميلين صحفيين، وقال لهما "يا صحفى .. يا تمشى فى مظاهرات"، وهددهما بالفصل لو اشتركا فى مظاهرات تضامنية مع قضية خالد سعيد !!. "الجلاد" من عينة "الفلول" ممن ركبوا موجة الثورة وارتدوا سريعًا ثوب الثورجية دون أن تنزل منهم نقطة عرق واحدة فى التحرير، وعلى مدار شهور وتحت غطاء من القصف الإعلامى المكثف قادوا الثورة المضادة ونظموا عملية غسيل لسمعة الفاسدين من أمثال أحمد فتحى سرور، وساويرس، وحسين سالم وممدوح إسماعيل، ويمارسون الآن حملة تشويه ضد المؤسسات المنتخبة على أمل عودة أسيادهم.