اهتمت الصحف الأجنبية برصد أجواء الجولة الأولى من الاستفتاء على الدستور باعتباره حدثا مهما سيخرج مصر من أزمتها الحالية وينتقل بها إلى الاستقرار الذي ينشده المواطن البسيط بعد معاناته من الاضطرابات التي امتدت لنحو عامين، مشيرة إلى أن النخبة والمعارضة التي تطالب برفض الدستور لا تعبر عن المواطن المصري. فذكر تقرير بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن غالبية المصريين سيصوتون للدستور ب"نعم" للعودة إلى الاستقرار، مشيرة إلى أن المواطنين ينظرون إلى الاحتجاجات التي تقودوها المعارضة باعتبارها تهدف إلى تحقيق مصالح شخصية ولا تنظر إلى صالح المواطن المصري الذي يعاني مع تراجع الاقتصاد في ظل الاضطرابات المستمرة. ونقلت عن محمد علي (40 عاما تاجر سيراميك) قوله: "سأصوت بنعم للدستور لاستقرار البلاد" مضيفًا "نريد للبلاد التقدم إلى الأمام حتى نحصل على الاستقرار والعمل". وقال علاء عبدي (36 عاما عاطل عن العمل) "لم أكن مولعًا بمرسي ولكن أكره جميع معارضيه الذين من بينهم شخصيات من نظام مبارك"، مشيرًا إلى أن "هؤلاء الناس لا يعملون إلا لمصالحهم الخاصة، ولا يريدون للبلاد أن تتقدم.. هؤلاء يقولون لا لجميع قرارات مرسي" متسائلا: "هل يعقل أن تكون جميع قرارات مرسي خاطئة يجب أن نمهله الوقت لكي يعمل" مؤكدًا "سأصوت أنا وأصدقائي لصالح الدستور". وقالت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية أن ملايين المصريين التي خرجت للمشاركة في الاستفتاء عبر الجولة الأولى ستحدد ما إذا كانت البلاد ستتكيف مع الدستور الجديد أم لا في ظل الاحتجاجات الأخيرة، مشيرة إلى أن الاستفتاء يخضع لإشراف مراقبين من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام الأجنبية والمحلية، فضلا عن الإشراف القضائي على الاستفتاء لضمان نزاهة النتائج. وأضافت الشبكة أن الدستور الجديد في حال موافقة المصريين عليه سيمهد الطريق لعقد اجتماعي جديد بين الدولة المصرية وبين المواطنين؛ حيث سيحل محل دستور 1971 الذي تم تعديله من قبل الرئيس المخلوع لدعم حكمه الاستبدادي الذي دمر حقوق المواطنين الفردية. من جانبها قالت صحيفة "شيكاغو ترابيون" أن المصريين انتظروا في طوابير أمام لجان الاستفتاء للتصويت على مشروع الدستور الجديد بعد الثورة على الرغم من الاشتباكات التي شهدها يوم الجمعة بين مؤيدين ومعارضين للدستور، لافتة إلى التواجد المكثف لقوات الشرطة والجيش لتأمين عملية التصويت. ونقلت الصحيفة عن عادل إمام (53 سنة) أحد المواطنين من أمام إحدى لجان التصويت بالقاهرة قوله: "لقد قرأت الدستور وسأصوت بالموافقة عليه، فسلطات الرئيس أقل من ذي قبل، ولا يمكن أن يكون ديكتاتورا". وأشارت الصحيفة إلى أنه من المتوقع تمديد فترت التصويت إلى ما بعد السابعة مساء في حالة زيادة الإقبال على التصويت في ظل انتشار طوابير المواطنين الطويل أمام لجان الاستفتاء مع بدء فتح أبواب اللجان في الجولة الأولى التي تغطي نحو 26 مليون ناخب.