أصحاب التكاتك: فرحة طال انتظارها و"غربلة" للمهنة.. المهم "الرسوم تكون بسيطة" خبراء: الترخيص يسهم فى ضبط المرور وتقنين المخالفات والحد من الجرائم عمرو خليفة "التوك توك" وسيلة انتقال مهمة فى مختلف مناطق ومحافظات مصر إلى الحد الذى أصبح فيه من النادر أن يخلو منه شارع، والانتشار الكبير للتوك توك جعله وسيلة انتقال أساسية لسكان بعض المناطق، كما صار المصدر الوحيد لدخل كثير من الأسر، ولكن على الرغم من كثافة الإقبال عليها فإنها لم تجد قبولا من جانب الجهات المسئولة أثناء حكم النظام السابق، وهو ما يستلزم العمل على تقنين هذه المهنة. وقد استعرض مجلس الوزراء فى اجتماعه أمس الأول تطورات المشكلة المروية، حيث أكد الدكتور علاء الحديدى- المتحدث باسم مجلس الوزراء- أنه قد اتُّفق على تقديم تيسيرات لأصحاب التوك توك والدرجات النارية -دون لوحات- لاستخراج تراخيص عن طريق إنشاء وحدات مرورية خاصة بهم لتسهيل حصولهم على التراخيص اللازمة، بالإضافة إلى تخفيض الرسوم الإدارية عليها، على أن يصدر بتلك التيسيرات قرارات وزارية فى القريب العاجل. ومن جانبهم أشاد خبراء النقل والأمن بالقرار، مشيرين إلى أنه سيسهم بشكل كبير فى تقنين أوضاع هذه المركبات، وكذلك الحد من أعمال البلطجة والشغب التى يثيرها سائقو التوك توك. وبدورهم أعرب سائقو "التوك توك" عن سعادتهم بالقرار، مؤكدين أن القرار يسهم فى هيكلة المهنة التى اختُرقت من قبل البلطجية ومثيرى الشغب، وأنهم أول من سعوا إلى هذا التقنين؛ لأنه يصب فى مصلحتهم ليعملوا فى إطار قانونى وتشريعى يحدد لهم الواجبات والحقوق. وأكد أصحاب التكاتك أن القرار يأتى فى إطار اهتمام الدولة بمحدوى الدخل، وقالوا: إن ذلك بدأ مع الرئيس محمد مرسى الذى لم ينسهم فى خطابه الشهير الذى تحدث فيه عن سائقى التوك توك، وهو ما يؤكد أنه يستحوذ على جانب من اهتمام الحكومة. وفى هذا الصدد قال أسامة أبو الخير- سائق توك توك بمركز كفر شكر محافظة القليوبية-: إنهم كانوا يطالبون بحصولهم على تراخيص مرورية لتقنين أوضاع التكاتك والحد من ظاهرة انتشار أعمال البلطجة التى يمارسها بعض سائقى التوك توك ضد المواطنين وتسىء لجميع العاملين بالمهنة، مشيرا إلى أن الترخيص يأتى لصالح ركاب التوك توك، لحفظ حقوقهم عند تعرضهم لأى اعتداء من السائقين أو أى خلاف ينشأ بينهم من خلال أخذ نمر المركبة وعمل محضر لها. وأضاف أبو الخير أن رفض تراخيص التكاتك أسهم بشكل كبير فى ممارسة أصحابها كل أنواع المخالفات المرورية لتأكدهم من أنه لا يوجد ما يمكن أن يتتبعهم بسبب عدم وجود أوراق لهذه المركبات. وطالب بأن تقوم الدولة بتحديد الفئات العمرية التى يحق لها قيادة التوك توك، مشيرا إلى أن هناك أطفالا فى الثامنة من العمر يقودون المركبات البخارية دون دراية سليمة بالقيادة، وهو ما يسبب مشاكل مرورية وحوادث طرق كثيرة، فضلا عن ترويع المواطنين الذى يسيرون بالطرق من القيادة غير المسئولة لهؤلاء الأطفال. أما أحمد عبد التواب -سائق توك توك ويبلغ من العمر 20 عاما- فأوضح أن اعتراف الدولة بهذه المهنة وتقنين أوضاع هؤلاء السائقين بداية موفقة لمهنة تضم آلاف الشباب، خاصة أن لها قبولا كبيرا لدى الناس، برغم اعترافه بأن بعض العاملين بتلك المهنة يسيئون السلوك، وهم بذلك يسيئون لشرف المهنة، على حد تعبيره. عبد التواب، كان يدرس بكلية الحقوق ولكن ظروف أسرته المادية عاندته، ولم يتمكن من إكمال دراسته والحصول على الشهادة الجامعية، فاضطر إلى الخروج من الدراسة وهو فى الفرقة الثانية، ليبحث عن عمل ولم يجد أمامه سوى "التوك توك" ليحل به أزمته، حسب قوله. وأشار إلى أن اتجاه الحكومة إلى تقنين أوضاع التكاتك يسهم بشكل كبير فى الحد من السلبيات التى يمارسها بعض سائقى التوك توك، كما أنه يتفق مع فكرة تحديد فكرة خط سير للتوك توك، مشيرا إلى أن ذلك يصب فى مصلحة أصحاب التكاتك بمنع وجود دخلاء على المهنة، وفى صالح المواطنين بتسهيل حركة السير فى الشوارع الرئيسية. أما محمد كامل- خبير أمنى– فقال: إن القانون قد نظّم هذه العملية بضرورة وضع تراخيص لأية مركبة تعمل بالوقود وتسير بالطرق، لافتا إلى أن ذلك ينطبق على التوك توك، وهو ما يوفر الإطار التشريعى والقانونى للإسراع بالتعامل مع المخالفين من أصحاب التكاتك. وأشاد كامل بقرار تقنين أوضاع التوك توك، كما أن العمل على ترخيص جميع التكاتك فى مصر يسهم بشكل رئيسى فى مقاومة الجرائم التى انتشرت بشكل كبير، ومنها الجرائم التى ترتكب باستخدام الدراجات النارية وغيرها مثل السرقة والتحرش الجنسى والبلطجة والحوادث المرورية مما يهدد أمن الناس، وذلك لعدم امتلاك هذه المركبات أية لوحات معدنية تساعد فى معرفة مرتكبى هذه الجرائم. وأشاد بخفض الرسوم المطلوبة مما يسهم فى التسهيل على الحكومة وأصحاب التكاتك الإسراع بإصدار تراخيص التكاتك، إلا أنه أوضح أن تطبيق هذا الأمر يحتاج إلى شرطة قوية تستطيع الانتشار فى جميع أحياء مصر وفرض سيطرتها على هذه الطبقة التى يتخللها عدد كبير من مثيرى الشغب وإجبارهم على العمل ضمن الأطر القانونية والتشريعية. ومن جانبه، قال صابر عامر- رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب-: إن الاتفاق على تقديم تيسيرات لأصحاب التوك توك والدراجات النارية بدون لوحات لاستخراج تراخيص عن طريق إنشاء وحدات مرورية خاصة بهم لتسهيل حصولهم عليها، هى بداية قوية للحل الجذرى لمشكلة التكاتك فى مصر والتى أصبحت ظاهرة تؤرق الشارع المصرى. وأضاف عامر أن تراخيص هذه المركبات سيسهم بشكل كبير فى الحد من ظاهرة سيرهم فى الشوارع الرئيسية بالمدن وتسببهم فى ازدحام الطرق وكذلك الحد من ظاهرة استخدام التوك توك فى الأفعال الإجرامية. ولفت إلى أن هناك قانونا كان قد وضعه مجلس الشعب لتقنين وضع التوك توك فى مصر وقواعد ترخيصه، وإسناد مهمة سيره إلى المحليات لكونها لديها الدراية الأكبر باحتياجات المنطقة وكذلك الشوراع الرئيسية التى يفضل عدم وجود التكاتك بها للحفاظ على الوجه الحضارى للمنطقة.