" التوك توك فى خطر" هذا ما عبر عنه أصحاب و سائقي التكاتك فى شبرا الخيمة. تجولت "المشهد " داخل مدينة التكاتك بشبرا الخيمة كما يطلق على الساحة الكبيرة أمام بنزينة عرابي لأنها جراج التكاتك، وكان السؤال "كيف يعيش التوك توك بعد الثورة ؟!"، ثم كيف تأثر التوك توك هذا الكائن الصغير الذى يعيش معنا منذ سنة 2000ولا ندرى له تقنيناً داخل حجرات إدارة المرور أو وزارة النقل و المواصلات. أما الإجابات فجاءت، مثيرة للدهشة فهذا الكائن يمكن أن يكون فى يوم من الأيام، حسبما قال البعض، وسيلة المواصلات القومية الأساسية داخل شوارع مصر، ولذلك فهم مندهشون من العقبات التي توضع في طريقه. يقول محمد صلاح - سائق توك توك و حاصل على دبلوم فنى - أن التوك توك أصبح من وسائل المواصلات المهمة داخل شوارع شبرا و لا يمكن الاستغناء عنه، نظراً لندرة مواصلات النقل العام داخل مناطق أساسية مثل كوبري عرابى و بيجام و المظلات. وأضاف :"الراكب دائماً لا يحب الانتظار حتى يمتلأ الميكروباص فلا يجد أمامه وسيلة أسرع سوى التوك توك". و يحكى محمد أن المشكلة الرئيسية التى تواجههم هى البلطجة و عملية سرقة التكاتك بسهولة من قبل البلطجية المنتشرين بكثرة داخل الشوارع الضيقة، حيث ينتظرون الى نصف الليل و يسرقون التو ك توك بسهولة نظراً لصغر حجمه، و يقول محمد "ابن عمى اتسرقت منه الماكنة بتاعته الاسبوع الماضى بهذه الطريقة عشان كده لازم تكون عنينا مفتوحة طول الليل". أما زكى سيد - صاحب توك توك - فيرى أن مشكلة الترخيص من أهم العقبات التي تواجههم ، موضحاً أن مجلس المدينة بمحافظة القليوبية أصدر قراراً قبل الثورة بضرورة حصول التوك توك على ترخيص من ادارة المرور. و كان مجلس المدينة متعسفاً فى هذا الشأن بحسب ما ذكره زكى "للمشهد"، حيث أكد أن شروط حصول التوك توك على ترخيص تقتضي أن بتم تركيب أبواب له، وهنا توقف زكي عن الكلام متسائلاً " انتى تتخيلي توك توك بباب طب ازاى ؟!!". فضلا عن ذلك، يقول زكي، أن بقية الشروط غاية فى الصعوبة فمنها كما قال مصطفى ابراهيم أن يكون التوك توك ذات شكل موحد و لا تسير فى الطرق العمومية. و أكد عدد من سائقي التوك توك أن مشكلة الترخيص تم حلها بعد الثورة ليس بسبب تعديل شروط الترخيص و لكن لأن "مجلس المدينة مبقاش فاضلنا" كما عبر أحد السائقين، مضيفاً " الثورة أراحتنا من الإتاوة التى كانت تفرضها علينا نقطة التفتيش فى عبود بين الحين و الآخر، حيث كانوا يأخذون التوك توك رهن حتى يتم دفع مبلغ 1000 جنيه أو يزيد حسب حالة التوك توك". من ناحية أخرى، فإن المكسب من عمل التوك توك ليس قليلاً، كما أوضح معظم سائقى التوك توك و يقول محمد صلاح "احنا بنحصل حوالي 60 جنيه يومياً ". و تقدر توصيلة التوك توك، حسب الاتفاق بين الزبون و السائق، لكنها لا تقل عن جنيهين، علما بأن السيدات كبار السن هن الأكثر اقبالا عليه كونه يصل إلى باب البيت، حتى في الشوارع الضيقة. و تعد شبرا واحدة من أكثر مناطق القاهرة اكتظاظا بالسكان، الأمر الذي يوفر مجالا مفتوحا أما الراغبين في امتلاك توك توك، ليكون وسيلة للرزق.