حوار مع صديقى حسن

نهى سلامة
www. nohasalama. com
جاء لى حسن فى يوم من الأيام.. شاب مميز يبحث عن بصمته
حسن: الحقينى يا أ. نهى.
نهى: خير يا حسن.
حسن: حد قابلنى من الناس بتوع التنمية البشرية وسألنى سؤال عقدنى فى حياتى.
نهى: آه عارفاهم.. ها.
حسن: سألنى انت هتبقى إيه بعد عشر سنين إن شاء الله؟ اتلخبطت واتلجلجت، وحسيت فى لحظة انى ولا حاجة ومليش لازمة فى الحياة.. أ. نهى أنا مش عارف هابقى إيه بعد عشر سنين.
ابتسمتُ وأعجبت بحسن رغم حيرته
حسن: ابتسامتك مطمئنة يا أ. نهى.. فيه أمل يعنى؟
نهى: شوف يا حسن.. أنا مش باشوفها كدا. أنا ببساطة أعرف لو أنك تعرف جيدًا هتعمل إيه بكرة ستحل عقدة العشر سنين إن شاء الله.. إزاى ستعرف من أنت بعد عشر سنين لو لم تعرف من أنت الآن؟.. حضر أجندة المساء واجلس مع نفسك جلسة مراقبة.. تفكر فيها فى يومك وما حدث فيه. تعلم فيها عن نفسك شيئا جديدا أو عن الآخرين وعليها تبنى قراراتك.
حسن: لكن معرفة أجندة يوم واحد كفيلة بأنها تعرفنى اتجاهى فى حياتى؟؟
نهى: إذا واظبت على ذلك يومًا بعد يوم.. هتضطر تنتقل إلى أجندة الأسبوع.. وستظهر لك أشياء هامة ستخططها لأسبوعك القادم.. وإذا ما واظبت يا حسن على ذلك فسيظهر لك بعد شهر هتعمل إيه بإذن الله. مثلا هتشوف احتياجك لأنك تشارك فى برنامج تأهيلى وقته بعد شهر أو اتنين، أو ستقرر تستمر فى محاولات تغيير صفة ما؛ لأن أسبوع مش كافى عشان تغيرها، ثم سيظهر لك بعد شهور ماذا ستفعل ثم بعد سنة ثم بعد سنين بإذن الله.
حسن: يااه.. كدا أبسط كتير.. وهل دا كفاية انى أعرف أنى أعرف اتجاهى؟
نهى: بالطبع لأ.. أن تسأل الآخرين عن نفسك نقطة أخرى مهمة جدًّا، تستمع لهم ولنصائحهم.. أن تقضى وقتًا مع من يهتم بك.. تسأله عن سلبياتك، إيجابياتك، متى أحب قربك ومت أحب بعدك، تسأل عن صفاتك التى يراها، هل ترانى أمينًا، كريمًا، مغرورًا، حاد المزاج.. إلخ.
بعض الشباب يا حسن بيعمل معانا ورقة اسمها "رأيك يهمنى" بيكتب فيها ما يقرب من 15 سؤالا.. يصورها عشر نسخ ويعطيها لعشرة أفراد ممن حوله.. ونوّع فى اختيارك.. ناس قريبين أوى، ناس فى عملك، ناس حديثى التعرف عليك.. إلخ.
حسن: هذه فكرة رائعة.. لكن الناس لم تتعود على هذا، إما سيرفضون أو يجاملون.
نهى: هذا صحيح، الناس لم تتعود على دا. أعطيهم الأمان وحثهم على الأمانة.. اتبع ما اتفقنا عليه، بإذن الله سيظهر لك ما تريد.
واستعن بالله ولا تعجز، فإن علاقتك بالله يا حسن.. واستخارتك له فى كل خطوة لهى صمام الأمان فى حياتك.. وحوارنا أكيد مانتهاش.
انطلق حسن، شاكرًا سعيدًا، عاقد العزم على الانطلاق.