حالة من الغضب والاستياء تسود الوسط السينمائى جراء مشاركة عدد من الشخصيات التى يعتبرها البعض محسوبة على النظام السابق، فى إدارة الدورة المقبلة من مهرجان القاهرة السينمائى ضمن أعضاء اللجنة العليا للمهرجان التى يرأسها وزير الثقافة، ويشارك فيها كل من: الناقدة خيرية البشلاوى، والناقد رفيق الصبان، وسهير عبد القادر نائب رئيس المهرجان، والناقد على أبو شادى (مقررا)، والمنتجة ماريان خورى، والمهندس محمد أبو سعدة المشرف على قطاع مكتب وزير الثقافة ورئيس صندوق التنمية الثقافية، والناقدة نعمة الله حسين، والفنانة يسرا. وذلك بناء على القرار الوزارى الذى أصدره د. محمد صابر عرب -وزير الثقافة- برقم 730 لسنة 2012؛ حيث عقدت اللجنة الاستشارية العليا لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى اجتماعها السنوى لاستعراض أهم أحداث الدورة الخامسة والثلاثين للمهرجان، التى تجرى مراسم افتتاحها يوم 27 نوفمبر المقبل وتستمر حتى يوم 6 ديسمبر المقبل. "الحرية والعدالة" تفتح هذا الملف لتستطلع خلاله آراء السينمائيين من مختلف الاتجاهات. وعقد رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى عزت أبو عوف، أمس، مؤتمرا صحفيا للإعلان عن تفاصيل دورة هذا العام من المهرجان. وحضر المؤتمر محمد صابر عرب وزير الثقافة، وأعلن أبو عوف عن مشاركة 160 فيلما من 46 دولة فى الدورة ال35 من المهرجان، وسيتم إهداء تلك الدورة لشهداء الثورة المصرية. ويشارك بالمهرجان فى دورته المقبلة 12 دولة عربية؛ هى: الأردن ولبنان والإمارات والكويت والمغرب والجزائر وتونس وفلسطين، بالإضافة لمصر. يذكر أن دورة العام الماضى من المهرجان ألغيت بسبب تداعيات ثورة 25 يناير التى أسقطت نظام حكم حسنى مبارك. وجود بالعافية! الناقد الفنى طارق الشناوى يعقب قائلا: هناك شخصيات سينمائية كل ما يهمها ويعنيها فى المقام الأول هو الوجود على الخريطة السينمائية فى ظل أى معادلة أو توجه من أجل تحقيق وجود مادى وأدبى إلى درجة أنهم تحولوا إلى أسلحة وخناجر فى أيدى الوزارة تطعن بها الجميع، وأعتقد أنه لهذا السبب انسحب كل من كاملة أبو ذكرى وأحمد عبد الله ومحمد دياب ومروان حامد وغيرهم من السينمائيين واعتذروا عن المشاركة فى إدارة المهرجان رغم حصولهم على مراكز مرموقة فى إدارته، ورغم ذلك فإننى أرى أن الحديث عن فلول السينمائيين فى المهرجان أمر يصرفنا عن الخطر الحقيقى الذى يهدد المهرجان وصناعة السينما كاملة فى الفترة المقبلة، وهى محاولة الدكتور صابر عرب وزير الثقافة السيطرة على المهرجان . وأضاف الشناوى: إقامة المهرجان تحت إشراف الوزارة بشكل مباشر ومعاداتها للمجتمع المدنى وجمعية مهرجان القاهرة خطيئة، خاصة بعد إصداره قرارا يمنع فيه الموظفين فى الوزارة من الإدلاء بأى أحاديث صحفية. فى حين رجح مصدر -رفض ذكر اسمه- أن إصرار الوزارة على اشتراك على أبو شادى فى المهرجان هو محاولة لإعادته إلى رئاسة مهرجان الإسماعيلية من الباب الخلفى، بعد أن سحب مجدى أحمد على -رئيس المركز القومى للسينما السابق- البساط من تحت أقدامه وأعاد المهرجان إلى المركز ليتولى رئيس المركز رئاسة المهرجان كما كان أصل المهرجان وجرت العادة عليه؛ لأن الدولة هى التى تقيمه من ميزانيتها. بينما قال المخرج على بدرخان: سأتحدث فى هذا الموضوع بشكل عام؛ لأن موقفى من فلول النظام السابق مختلف بعض الشىء عن تصورات الكثيرين وأرى أننا لا ينبغى أن نطلق الرصاص على الفلول، وهو أمر يجعلنا نتعامل مع الموقف بكثير من الحكمة، حيث نستبعد كل من تورط فى أى فساد مالى أو إدارى ونتعاون مع من كانوا مغلوبين على أمرهم وهو ما ينطبق تقريبا على المهرجان ومع وزارة الثقافة.