قال مساعد رئيس التحرير صحيفة "الجارديان" البريطانية: إن الرد على هجمات الإرهاب بضربات عشوائية لا يزيد الوضع إلا سوءًا. وأضاف الكاتب سيمون تيسدال في مقال له اليوم الأحد بعنوان "اليد الحديدية مع الإرهاب في مصر لم تفلح أبدًا"، "بعد ساعات من قيام مسلحي داعش بقتل أكثر من 300 من المصلين الصوفيين، أرسل السيسي أفواجًا من الطائرات الحربية للانتقام.
وصرح الجيش بأن "القوات الجوية قامت بإزالة عدد من البؤر الإرهابية التي تستخدمها العناصر الإرهابية"، متسائلاً: هل العملية بهذه السهولة؟.. إذًا السيسي وجنرالاته يعرفون مواقع تمركز الإرهابيين، فلماذا لم يتم تدميرها قبل أن يشنوا هجومهم؟
ويعتقد الكاتب أن أهداف القوات المسلحة تم اختيارها عشوائيًا؛ ما يزيد من إحتمال إزهاق أرواح بريئة وبالتالي تتفاقم مشكلة مصر طويلة الأمد مع المتمردين، وقال إن السيسي صرح بعد الهجوم مباشرة بأنه "سيثأر للشهداء" وأنه "سيرد بقوة غاشمة" وهذه هي اللغة والوحيدة التي يعرفها.
وذكر سيمون تيسدال أن السيسى أصبح مثل مدمني الخمر يتناولون الشراب على أمل أن تتحسن الأمور بعد أن يستفيقوا.
وأضاف أن إدمان السيسى للعنف يعد شططًا من الجنون؛ حيث إن إستخدام السادات ومبارك للعنف ضد الإرهابيين لم يفلح أبدًا، وتوقع أن السيسي لن يفلح أيضًا، وأكد أن القبضة الحديدية التي يتبعها السيسي لن تجدي، وأن انهيار داعش فى العراق وسوريا قد يؤدي إلى إعادة تجمع أنصارها فى كل من سيناء وليبيا.
وقال "تيسدال" إن التجارب السابقة أثبتت أن أعمال القتل والقمع والحكم الديكتاتوري ليست الحل المناسب لمشاكل مصر ولا دول الربيع العربي؛ فقد أصبحت مصر تحت حكم السيسي ثقبًا أسود لحقوق الإنسان والحكم الديمقراطي، ورغم ذلك تغض الولاياتالمتحدة وبريطانيا الطرف عن هذه التجاوزات، والأسوأ من ذلك أن تغريدات دونالد ترامب متعطشة لمزيد من الدماء وتنادى بالانتقام.
وحذر تيسدال من أنه إذا لم تتوقف الدولة عن استخدام العنف كإحدى الأدوات السياسة فإن العنف الذي تستخدمه الجماعات غير الحكومية سيستمر وينمو، وهذا درس من الصعب على السيسى فهمه، حسب الكاتب.