في مشهد تبلور سريعا فيه القمع، تحولت دولة الانقلاب العسكري بمجمل مؤسساتها للهجوم على أحد فنانييها، ومريدي قائد الانقلاب، متناسين سابق تعريضها للسيسي وإبدائها أكثر من مرة حبها له ورغبتها بالغناء له منفردا. وبمجرد انفعال ضاحك من شيرين خلال إحدى حفلاتها، حيث ردت على إحدى المعجبات حينما قالت لها، مشربتش من نيلها.. وهي أحد المقاطع الشهيرة من إحدى لغنيات الفنانة، فردت عليها قائلة: "يجيللك بلهارسيا".. فاشتاطت الأذرع الانقلابية سخطا وغضبا.. وجاءت قرارات الدولة "اد الدنيا" لتوقف الفنانة عن الغناء، ولتصرح وزارة الصحة بأن مصر خالية من البلهارسيا.. وتشن وسائل إعلام الانقلاب الحرب على شيرين، صديقة الأمس واليوم، والغد!!! وبعد كلمات شيرين.. قلبت الدنيا رأسا على عقب، تخوين وعمالة ودعاة يؤكدون: دي بتكره مصر، وإخوانية مندسة، بل وصل الأمر إلى أن يطالب ملحن الأغنية "ما شربتش من نيلها" بسحب الأغنية من شيرين. أما النظام العسكري، الذي يخيفه أي شيء وكل شيء، فأمر أبواقه الإعلامية بتدشين هجوم قوي على شيرين، التي كانوا يتغنون بها في السابق باعتبارها مثالا للوطنية. كما أحال قضاء العسكر إلى المحاكمة، وحددت جلسة 23 ديسمبر المقبل أمام محكمة جنح عابدين بتهمة بث دعاية مثيرة، وأوقفت نقابة المهن الموسيقية المطربة وإحالتها للتحقيق، وعدم منحها تصاريح لحفلاتها المقبلة حتى تمثل أمام لجان التحقيق. على الجانب الآخر، يرى مناهضو حكم العسكر أن القضية برمتها من صنع العسكر، وأن الاهتمام بقضية شيرين عبدالوهاب الخاصة بسخريتها من مياه النيل يأتي لإلهاء الشعب عن قضيته الرئيسية بفشل مفاوضات سد النهضة. وأضاف معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي أن النظام العسكري ينتهج سياسة الانتقام من أي شخص لا ينفذ ما يراه العسكر، وأن ما يحدث مع شيرين هو مجرد انتقام فني بعد تعديها على المطرب عمرو دياب. استشهد المعارضون بفيديو عمرو أديب، الذي علق فيه على القضية، منوها في بداية الفيديو أنه تلقى تهديدات بعدم الدفاع عن شيرين، مؤكدين أن الجهة المهددة هي نفسها الجهة التي تخطف الشباب وتقتلهم في المعتقلات وتنتهك حقوق المعارضين، وتذل الشعب المصري. وسبق ان اوقفت سلطات الانقلاب العديد من الفنانين عن الغناء في مصر او المشاركة في اعمال فنية يريدها الانقلاب، وهو ما حدث مع الفنان حمزة نمرة، وكذلك الفنانة أحلام التي منعت من المشاركة في الغناء ضد قطر، فتم ايقاف مشاركتها في البرنامج الغنائي THE VOIC الانتقام المخابراتي جاء أيضا كرسالة لإخضاع كل أصحاب الفكر والرأي والفنون.. لتأميم الرأي العام ضد أي إساءة قد يحسبها النظام.. وصاحبه السيسي.