يبدو أن الفريق "أحمد شفيق"، المرشح الرئاسي المحتمل في الفصل الثاني من مسرحية الرئاسة في 2018، يعتبر قائد الانقلاب "عبد الفتاح السيسي" عجلاً سقط وكثرت سكاكينه، مستغلاً كارثة حادث الواحات البحرية التي قتل فيها 54 عسكريا بين ضابط ومجند، "الجمعة" الماضية. ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة مزيدا من الصراعات بين جنرالات العسكر، فقد وصف شفيق الاشتباكات التي دارت في منطقة الواحات بين الأمن وعناصر مسلحة، بأنها "عملية عسكرية كاملة الأركان". وكتب -في تغريده على حسابه بموقع "تويتر"، صباح أمس "السبت"-: "ما هذا الذي يحدث لأبنائنا، وهم على أعلى مستويات الكفاءة والتدريب، هل ظلمتهم الخيانة أو ضعف التخطيط لهم، أو كل الأسباب مجتمعة. أرجوكم لا تتعجلوا في الانتقام قبل أن تستوعبوا وتفهموا حقيقة ما دار أمس على أرض بلدنا الجريح وفي عمله". وقال "شفيق": "أرجوا أن تدركوا أن ما حدث لم يكن مجرد اغتيال كمين منعزل، ولا هو مهاجمة بنك في مدينة حدودية، أبداً لمن لا يفهم ولمن لا يريد أن يفهم، ما دار كان عملية عسكرية كاملة الأركان، أديرت ظلما ضد أكثر أبنائنا كفاءة ومقدرة وإخلاصاً". وأضاف: "عفواً، لا أستطيع أن أنطق أو أكتب عزاء لأسر أبنائنا، أحباتنا الشهداء، فالكارثة مروعة، العزاء لمصر، ولكل محب لمصر". انتهاء العمرة وعلى مايبدو أن "شفيق"، أردا أن يلقي بحجر في المياه الراكدة؛ حيث تتحدث بعض المصادر المقربة منه عن احتمالات ترشحه لمسرحية الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في مايو 2018، في مواجهة أمام قائد الانقلاب السفيه "عبد الفتاح السيسي". وحتى الآن لم يحدد "شفيق" موعد عودته إلى مصر، التي هرب منها في اليوم الثاني مباشرة لإعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية في مصر منتصف العام 2012، وما أفرزته من فوز الدكتور "محمد مرسي". ولم يعد هناك ما يمنع الفريق "شفيق" من العودة إلى مصر، بعد خمس سنوات قضاها هارباً في الإمارات، بعد ما رفع اسمه من قوائم "الترقّب والوصول". ودائما ما يؤكد "شفيق"، أنه لم يحسم ترشحه إلى الرئاسة بعد، ففي تصريح له مايو الماضي، قال: "ما زال الوقت مبكرا للحكم على الأمور بشأن الانتخابات الرئاسية، وما زالت الفترة مفتوحة لتقييم الأمور والظرف السياسي" عيون تل أبيب ولم تكن هذه المرة الأولى التي يهاجم فيها المرشح الرئاسي السابق قائد الانقلاب السفيه السيسي، فقد قاد هجومًا ضد مناقشة برلمان الدم لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية؛ حيث أكد مصرية الجزيرتين اللتين تم بيعهما للسعودية لجل عيون تل أبيب. وقارن بيان "شفيق" بين المخلوع مبارك، والسفيه السيسي وذكّر بقضية طابا، قائلًا: "في ذكرى استعادة طابا، تجدر الإشارة إلى أن المسئولين أحسنوا التقدير حينه لمدى صعوبة المعركة، فسادت الحكمة وإنكار الذات، فإذا كان ذلك نهج شعب، فلابد أن يكون الله حليفه". وينتمى «شفيق» إلى المؤسسة العسكرية، وهو ما يعنى أن الجيش ربما يدعم ترشيحه، كما أن «شفيق» حصل فى الانتخابات الرئاسية التى واجه خلالها الرئيس الشرعي «محمد مرسى» عام 2012، على ما يقرب من 13 مليون صوت، وهو ما يعنى أن له أرضية كبيرة فى الشارع. ويعتزم الفريق، بحسب تقارير صحفية، البقاء خارج مصر حتى إعلان فتح باب الترشح لمسرحية الانتخابات الرئاسية، ويتقدم إلى الانتخابات عبر أحد محاميه، وبعد قبول أوراقه يعود إلى القاهرة. ويعيش المصريون أوضاعا اقتصادية متدهورة منذ الانقلاب العسكري على الرئيس «محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب في 3 يوليو 2013، وشهد الجنيه المصري انهيارا كبيرا أمام الدولار، وسط موجة جنونية من الغلاء وارتفاع الأسعار وتفاقم البطالة. وتعاني البلاد أزمة في قطاع السياحة، وتراجعا في تحويلات المصريين بالخارج، وتنامي مؤشرات الفساد وقضايا الرشوة، فضلا عن إجراءات قمعية ضد معارضي الانقلاب، أسفرت عن اعتقال عشرات الآلاف، وفرض قيود على حرية الرأي والتعبير.