يقف قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي عاجزا، أمام شعبية أعدائه الذين اشترى عداوتهم لصالح الكيان الصهيوني، وعلى رأسهم الرئيس محمد مرسي والأمير تميم أمير دولة قطر، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خاصة في ظل المعلومات التي تؤكد انهيار هذه الشعبية للسيسي، بعد التفريط في الأرض والدم، للدرجة التي وصلت لتحدي المصريين السيسي في أن يخرج في لقاء شعبي كما فعل الرئيس محمد مرسي الذي وقف خطيبا في ميدان التحرير وسط أكثر من مليون مواطن. ولعل اعتراف مركز بصيرة الذي يتبع مخابرات السيسي، بتقلص شعبية السيسي خير دليل على انهيار هذه الشعبية المزعومة، بعدما أظهر استطلاع للرأي أجراه "بصيرة" تقلص شعبية عبد الفتاح السيسي في عامه الثاني من حكمه الذي بدأه في يونيو 2014، أي قبل عامين من الآن، أي قبل التنازل عن تيران وصنافير، وانهيار الحالة المعيشية والاقتصادية للمواطنين ورفع الدعم عنهم. فيما نشرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية تقريرا لها عن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي قبل انقلابه على الرئيس الشرعي د. محمد مرسي، معتبرة أنه شخص "كاذب"، وأن الإعلام يصنع من السيسي "أسدًا" ويحرص رموز نظام مبارك على تمجيده ويسخر رجال الأعمال من أصدقاء النظام البائد أموالهم لخدمة السيسي أيضًا. وفي مقابل حالة الرعب التي يشعر بها السيسي، لدرجة أنه لا يجرؤ أن يظهر وسط مؤيديه في أي محفل شعبي، ولا حتى الظهور وسط جنوده، حتى أنه كان في كتائب أحد الجيش بسيناء، وظهر حرسه الشخصي موجها سلاحع في وجه الجنود الذي لا يستأمن السيسي على نفسه منهم، نجد في المقابل شعبية عدد من زعماء دول الجوار الذي اكتسب السيسي عداوتهم لصالح الكيان الصهيوني، فضلا عن شعبية الرئيس محمد مرسي، الذي كان يخطب أغلب خطاباته وسط الجماهير، في صالات الألعاب الرياضية المفتوحة وفي استاد القاهرة وميدان التحرير. وفي قطر ظهرت شعبية الأمير تميم أيضا، حيث استقبل آلاف المواطنين القطريين والمقيمين، الأحد الماضي ، على كورنيش الدوحة، أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي عاد من نيويورك، بعد إلقائه كلمة بلاده في الأممالمتحدة، حاملين صوره والعلم القطري. ولعل شعور الأمير تميم باعتزاز شعبه إليه، في ظل مستوى دخل الفرد القطري الذي يعد الأعلى في العالم، وصموده أمام الحصار الذي يفرضه النظام السعودي بالاشتراك مع الإمارات والبحرين ومصر، جعله يؤكد فخره بالشعب القطري "الذي رفض الإملاءات بعزة وكبرياء، وأصر على استقلالية قرار قطر السيادي، وعزّز وحدته وتضامنه، وحافظ على رفعة أخلاقه ورقيه رغم شراسة الحملة الموجهة ضده وضد بلده". ووصل أمير قطر، إلى مطار حمد الدولي في تمام الساعة السادسة مساء، وكان في استقباله أعضاء الأسرة الحاكمة والمسؤولون في قطر، ثم استقل الموكب الرسمي، وقد احتشد مواطنون قطريون ومقيمون في قطر على جوانب شارع كورنيش الدوحة لاستقباله، بالورود وهتافات الفرح. وخلال مسيرة الموكب الرسمي، التي استمرت لأكثر من ساعة، على طول كورنيش الدوحة، ترجّل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أكثر من مرة من السيارة التي كان يقودها شقيقه الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، لمصافحة مستقبليه، من أبناء الشعب القطري والمقيمين الذين احتشدوا للترحيب به. حتى أن مدير حملة السيسي للانتخابات حازم عبد العظيم الذي كان أحد أبرز مؤيدي السيسي وانقلابه العسكري، قال: "استقبال شعبي كبير للأمير تميم في قطر. أرجو ألا يخاف السيسي ويرفع قبضة الأمن عن الشارع لعدة ساعات فقط عند عودته وسيلاقي احتفال لا يحلم به". وفي تركيا لا يخطب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلا وسط مئات الآلاف من المواطنين في ميدان تقسيم بإسطنبول، الأمر الذي يكشف شعبيته، خاصة بعد احتشد الملايين من الأتراك في التصدي للانقلاب العسكري عليه خلال يوليو 2016. في الوقت الذي كشفت فيه صحيفة "الجارديان" البريطانية، الشهر الماضي، خلال تقييمها للوضع الحالي في مصر، أن المشهد الحالي بمصر لا ينبئ بشيء سوى اقتراب خروج الشعب في ثورة شعبية كبيرة ستختلف كثيرًا عن سابقتها 25 يناير، خاصة مع فشل وفضائح قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي. وأضافت "الجارديان": "بالرغم أن مصر أكبر البلدان العربية، إلا أنها لم تشهد الديمقراطية المنشودة منذ إسقاط نظام المخلوع حسني مبارك، حيث تتوالى الأزمات بشكل غير مسبوق في البلاد، وتزداد الأوضاع الاقتصادية سوءا، وهو ما دفع بعض المصريين، الذين تملكهم اليأس إلى الهجرة غير الشرعية في قوارب الموت باتجاه أوروبا؛ بحثًا عن حياة أفضل من تلك التي تتوفر لهم في بلدهم". وتابعت: "الأسباب التي فجرت ثورة يناير لم تختلف، بل إن الأوضاع اليوم أشد وأقسى وقابلة للانفجار أكثر، مما كانت عليه قبل 6 سنوات"، محذرة من أن الأسوأ قادم، لأن إغلاق أبواب الاحتجاج السلمي أمام الشباب، ربما يدفعهم للجوء للعنف.