رغم تكتم وزارة الصحة بحكومة الانقلاب وامتناعها عن كشف تفاصيل حول الفيروس الغامض الذي انتشر مؤخرا وبدأ يفتك بالمواطنين، كشفت مصادر طبية غير رسمية بمستشفى حميات إمبابة عن وفاة حالة رابعة مصابة بالفيروس الغامض؛ وسط مخاوف وذعر بين المواطنين من تفشي المرض الغامض بصورة لا يمكن السيطرة عليها خصوصا بعد وفاة ثلاث حالات في أسيوط جراء المرض الغامض وانشاره الواسع بالمحافظة. وقالت المصادر إن الحالة توفيت منذ يومين، ولم تعلن عنها الوزارة، وإن باقى الحالات المصابة المحجوزة فى المستشفى موجودة فى غرف العناية المركزة، وتتم متابعتها بشكل مستمر تحسبًا لحدوث أى تطورات، لافتة إلى أن أعراض المرض تتشابه مع الإصابة بالإنفلونزا، بجانب القىء، وتبدأ الإصابة بالتهاب شديد فى الحلق مصحوب بارتفاع فى درجات الحرارة، وقىء.
من جانبها، شددت إدارة المستشفى من إجراءات التأمين على بوابات الدخول، وقررت عدم السماح لوسائل الإعلام بالدخول لمتابعة حالات المرضى، ومعرفة تفاصيل المرض.
هذا ولا يزال الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة، يلتزم الصمت ولم يدل هو أو أى مسؤول بالوزارة، أي تفاصيل عن المرض الغامض وسط مخاوف بين المواطنين مت تفشيه بصورة لا يمكن السيطرة عليها.
ولقيت مواطنة بقرية دشلوط بمدينة ديروط في أسيوط حتفها متأثرة بنفس أعراض «الفيروس الغامض» المنتشر في القرية وتسبب في وفاة اثنين منذ نحو أسبوعين، فيما توجه رئيس قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة إلى المحافظة، الثلاثء، لمتابعة إصابة 62 مواطنا من القرية وقريتين مجاورتين بنفس الأعراض، حيث تم سحب عينات منهم لكشف غموض الفيروس في مقر المعامل المركزية بالقاهرة.
وشيعت أسرة المتوفاة، وتدعى سامية فتحى على نصر، جثمانها بعد وفاتها في الثانية من صباح الإثنين الماضي. وقال على فتحى، شقيق المتوفاة، إنها «أصيبت منذ أسبوع بالدور المنتشر في القرية، وارتفعت درجة حرارتها بشدة، وقمنا بالكشف عليها لدى طبيب خاص، وقام بتعليق المحاليل لها وصرف عدد من الحقن والمضادات الحيوية».
وأشار إلى أن المرض منتشر في القرية بشكل كبير، ولا يعرف الأهالى ماهية هذا المرض لكن كلهم يشكون من نفس الأعراض.
وكانت صحيفة المصري اليوم قد رصدت في عدد السبت الماضي بعض تفاصيل المرض، بعدما نشرت تحقيقاً من القرية، أسفر عن حالة ذعر بين الأهالى نتيجة انتشار مرض غامض تسبب في مقتل اثنين من أهالى القرية خلال الأسبوعين الماضيين، فيما أصيب المئات من أهل القرية به.
وأكد مصدر بمستشفى حميات ديروط بحسب «المصرى اليوم» أن المستشفى استقبل عددًا كبيرًا من قريتى «عرب أبوكريم» و«دشلوط» المتجاورتين في مدينة ديروط بأسيوط مصابين بذات الأعراض خلال الفترة من نهاية أغسطس وسبتمبر.
لكن الدكتور مصطفى البكرى، مدير مستشفى حميات ديروط، كان قد أكدعدم وجود حالات إصابة بالتيفود، وقال إن المرض المنتشر عبارة عن فيروس يشبه فيروس الأنفلونزا، لكنه «يستمر لفترات طويلة».
وتوجه الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة، إلى محافظة أسيوط، ، لمتابعة إصابة 62 مواطناً بالحمى في 3 قرى من مركز ديروط، وهى «دشلوط، أبوكريم، نجع خضر»، مؤكدا أن الوزارة أرسلت فريقا طبيا الخميس الماضى لتحديد حجم المرض ومصادره واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.
وقال «قنديل» إنه تم خروج 40 مصابا بعد تحسن حالتهم، ومازالت هناك 22 حالة تتلقى العلاج، مشيرا إلى أن فريق الطب الوقائى أخذ عينات «سيرم، مسحة حلق، مزرعة دم» من المرضى المحجوزين بالمستشفى، إضافة إلى عينات من المياه.
عزل المرضى
وقالت مصادر طبية إنه تم عزل عدد من المواطنين فى مستشفيى حميات إمبابة والعباسية بعد إصابتهم بفيروس لم يتوصل الأطباء حتى الآن لماهيته، وذلك وسط تكتم من وزارة الصحة بحكومة الانقلاب، فى الوقت الذى أكد فيه مصدر مطلع أنه تم عقد اجتماع سرى بالوزارة، مساء الإثنين، لبحث الأمر، وأن هناك اجتماعات مستمرة، مشيرا إلى أن الحالات المحجوزة بحميات إمبابة لم تتعد 5 حالات.
وذكر مصدر طبى بمستشفى حميات إمبابة أن هناك حالات تم عزلها لعدم التوصل لعلاج لها داخل مصر، بسبب عدم تحديد ماهية الفيروس الذى أصابها. وكشفت إحدى الممرضات أن المرضى تم حجزهم بقسم الحمى تحت البحث وسط حراسة مشددة حول المبنى بكامله.