مثل باقي فئات الشعب، يعاني الفلاحون من عدة أزمات خانقة تتعلق بهم فضلا عن الأزمات العامة التي تخنق جموع الشعب وحولت حياته إلى جحيم، بينما يقف قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي وحكومته يتفرجان دون فعل ملموس ينقذ الفلاحين من هذه الأزمات. وحسب خبراء ومتخصصين في مجال الزراعة فإن أبرز الأزمات التي تواجه الفلاحين هي عدم توفير الأسمدة المدعمة، وارتفاع سعرها بالسوق السوداء إلى 4500 جنيه وثالثا ارتفاع أسعار الأعلاف والوقود والمبيدات والأغرب هو دعم الحكومة للفلاح الأجنبي بالتوجه نحو الاستيراد والتصلب أمام الفلاحين وعدم تلبية مطالبهم بزيادة أسعار توريد السلع حتى يتمكن الفلاحون من مواجهة كل هذه الأزمات والأعباء. أين الأسمدة المدعمة؟ حسين عبدالرحمن، نقيب عام الفلاحين، يتهم حكومة الانقلاب بالفشل في توفير الأسمدة المدعمة للمزارعين؛ الأمر الذي دفع الفلاحين إلى شرائه بأسعار عالية ترهقهم وتزيد من أعبائهم. وقال إن امتناع شركات الأسمدة عن توريد الحصص المتفق عليها مع وزارة الزراعة، أجبر الحكومة على رفع الأسعار إلى ثلاثة آلاف جنيه للطن مما ضاعف من معاناة الفلاحين، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف والمبيدات ورفع سعر السولار المستخدم في عمليات الزراعة دون زيادة لأسعار التوريد خاصة للمحاصيل الأساسية. وتضاعفت أزمة الأسمدة عقب تحرير سعر صرف الدولار، بالتزامن مع خلو الجمعيات الزراعية من السماد مما يدفع الفلاحين إلى الاتجاه للشراء من السوق السوداء، حيث يصل سعر الطن إلى حوالي 4500 جنيه، ويتحمل الفلاحون الزيادة لإنقاذ زراعاتهم بعد أن عجزت وزارة الزراعة عن توفير متطلباتهم من الأسمدة المدعمة. وقف تصدير الأرز قبل أيام من موسم الحصاد.. معاناة الفلاحين وخدمة للتجار ارتفاع جنوني لمعدات الزراعة وحذر نقيب عام الفلاحين، في تصريحات صحفية الأحد، من انفلات وارتفاع أسعار المعدات والميكنة الزراعية حيث ارتفعت أسعار ماكينات الري "التوب لاند" التي كانت تباع ب6 آلاف جنيه فأصبحت تباع ب12 ألف جنيه، وماكينات الري "الابان مارشال وسوبر مارشال" من 3 آلاف إلى 6 آلاف جنيه، وطقم الغاز من 90 جنيها إلى 190 جنيه، وطلبمة ورشاش من 175 جنيه إلى 389 جنيها، كما ارتفع سعر متر خرطوم المياه من 50 جنيها إلى 100 جنيه، وزيت الماكينة من 50 جنيها إلى 110 جنيه.. مشيرًا إلى أن ذلك سيقضي على الزراعة وبوار الأرض، في ظل الوقت الذي تسعى فيه الدولة إلى استصلاح المزيد من الأراضي الجديدة لتوفير قوت الشعب المصري بدلاً من الاعتماد على الاستيراد من الخارج. نقيب الفلاحين: الحكومة تسقط 24 مليارًا لرجال أعمال وترفض إسقاط 300 مليون للمزارعين! الحكومة تدعم الفلاح الأجنبي وأضاف عبدالرحمن: إنه من المفترض أن يتم تقديم دعم للفلاح وليس كما تفعل الحكومة من دعم الفلاح الأجنبي عندما تلجأ إلى الستيراد من الخارج، ولا بد أن تنتبه الحكومة إلى خطورة ما يتم من تجاهل لدعم الفلاح الذي سيجعله يضطر للهروب من زراعة المحاصيل الاستراتيجية التي تحقق الأمن الغذائي للمصريين لأن الفلاح غير قادر على تحمل أي أعباء إضافية في ظل الخسائر التي يتعرض لها بسبب أسعار المحاصيل المتدنية في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي.