توفي مساء اليوم الجمعة الدكتور عبدالحكيم عبد اللطيف، شيخ عموم المقارئ المصرية، عن عمر يناهز 80 عامًا، ومن المقرر أن تشيع جنازة الفقيد عقب صلاة الظهر من الجامع الأزهر. وتولى الشيخ عبدالحكيم عبد اللطيف شيخ عموم المقارئ المصرية خلفًا للشيخ أحمد عيسى المعصراوي، والذي خلعه قادة الانقلاب نعيًا طويلاً للشيخ "عبد الحكيم" وقال فيه: "لقد فقدت الأمة الإسلامية اليوم علمًا من أعلامها العظام؛ ألا وهو الشيخ عبدالحكيم عبداللطيف عبدالله شيخ قراء العالم أجمع بلا منازع لقد كان إمامًا في فن القراءات، ما رأيت مثله فلقد رأيت أقرانه يوقرونه ويثنون عليه كثيرًا حتى لقد رأيت هذا في مشايخه أمثال الشيخ الزيات والشيخ القاضي وغيرهما، رحمهم الله جميعًا".
منهج خاص في القراءة
وأضاف في تدوينة مساء اليوم: "أقول هذا لصحبتي له خمسين عامًا دراسة وصحبته منذ عام 67 ميلادي وأنا لم أفارقه حتى لقد لازمته كثيرًا في سفره خارجيًا وداخليًا، وكانت تدار المناقشات العلمية حول فن القراءات فما وجدت أحدًا أكثراستحضارًا منه وكان له منهجه الخاص فيما يعرف بالتحريرات.. لقد قال لي كثيرًا لقد أقرأتك بما أقرأني به شيخي الزيات وهو وإن كان له متن في هذا الباب إلا أنه أقرأني بما أقرأتك به رحم الله شيخنا وأدخله فسيح جناته بما قدم للقرآن وأهله وبارك في تلاميذه وجعل ما قدمه لهم في ميزان حسناته".
ونشر "المعصراوي"، في 28 أبريل 2014، صحبته للشيخ عبدالحكيم في المدينة ضمن ما أسماها "الرحلة القرآنية لمكة والمدينة"، ويظهر فيه الشيخ المعصراوي والشيخ محمد فؤاد يقرآن على الشيخ "عبد الحكيم" بالمسجد النبوي والدعاء.
أما الشيخ محمد فؤاد الذي أشار إليه الشيخ المعصراوي في تدوينته فقال عبر حسابه: "انتقل إلى رحمة الله شيخي الحبيب فضيلة الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف - اللهم تغمده برحمتك وأسكنه الفردوس الأعلى - إنا لله وإنا إليه راجعون، وجهك ينير بالقران حيّا وميتًا يا حبيبي".
ونعى الباحث وليد كساب عبر صفحته على "فيس بوك" الشيخ الفقيد قائلاً: "رحم الله شيخنا المُتقن شيخ قراء مصر والعالم، العلم القرآني الثبت الشيخ عبدالحكم عبداللطيف، شيخ عموم المقارئ المصرية".
وأضاف: "عرفته -رحمه الله- عن قُربٍ منذ نحو عشر سنوات إبان عملي بقناة الفجر الفضائية للقرآن الكريم! فكنَّا نجالسه ولا نمل مجلسه، كان صامتًا لا يتكلم إلا إذا استدعى المقام ذلك! لم يذكر أحدًا بسوء ولم نسمعه مغتابًا".
وعن منهج الشيخ في القراءة "ومما أذكره أن قارئًا جلس يقرأ بين يديه فقرأ: "ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة" فقال الشيخ: لا، ارجع وقف على إسحاق؛ لأن يعقوب هو النافلة، فالله قد وهب إبراهيم إسحاق ثم وهبه يعقوب نافلة".
وأشار إلى شكره له هذا المنهج بقوله "هكذا يكون القرَّاء الذين يجاوز القرآن حناجرهم إلى أرواحهم وعقولهم! وما رأيته غضب إلا عندما نطق أحدهم الضاد ظاءً! رحم الله مولانا الشيخ وجمعنا به في مستقر رحمته! وإنا لله وإنا إليه راجعون".
أحد كبار المقرئين
أما الدكتور خالد فهمي، الأستاذ بآداب المنوفية، فأشار إلى أن "الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف، أحد كبار المقرئين، المجودين بمصر العامرة، اللهم ارض عنه، واغفر له، وارحمه".
ونعاه القارئ بلال محمد جمعة من دسوق فقال: "تشرفت بالقراءة على فضيلة شيخنا الشيخ عبدالحكيم عبد اللطيف شيخ عموم المقارئ المصرية في المسابقات الكبرى، وﻻ أنسى أبدًا يوم أن أوصى والدي بي وقال له اهتم ببلال؛ هذا طريقك إلى الجنة".
والشيخ الراحل ابن قرية الطويرات بمحافظة قنا، التحق بالمعهد الديني الابتدائي بالأزهر، وبعد أن انتظم في الدراسة أصر والده على أن ينتقل إلى معهد القراءات بالأزهر، وكان ذلك نحو سنة 1950، وكان المعهد حينها قسمين، قسمًا في مبنى أمام الجامع، وقسمًا في الرواق العباسي للشهادة العالية والتخصص، وحضر على مشايخ المعهد، وكانوا على جانب كبير من العلم، وكان لا يدرِّس بالمعهد إلا من قرأ القراءات العشر، وناظمة الزهر في العد، والعقيلة في الرسم، مع حصوله على العالمية في القراءات.