قال الكاتب الصحفي صلاح بديوي: إن جولة بنيامين نتنياهو في 4 من دول حوض النيل، كانت محاولة لبناء شراكة اقتصادية وأمنية بين تل أبيب وتلك الدول، وهو الأمر الذي قد تترتب عليه أمور في منتهى الخطورة على الأمن القومي العربي. وتحت عنوان "جولة نتنياهو الإفريقية: الأبعاد والتداعيات" كتب "بديوي" الصحفي وعضو المجلس الأعلى للصحافة السابق؛ تقريرا للمعهد المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية، تناول فيه أهداف الزيارة. وقال "بديوي": إن الصهيوني كشف عن أن زيارة رئيس وزراء "إسرائيل" إلى 4 دول في حوض النيل، وهي أوغندا وإثيوبيا وكينيا ورواندا، تستهدف "تنفيذ خطة من 9 بنود"، حيث اصطحب "نتنياهو" معه 80 رجل أعمال من 50 شركة "إسرائيلية" ونجح في خلق علاقات تجارية مع شركات ودول إفريقية". البنود التسعة وكشف عن أن حكومة نتنياهو أقرت "دراسة جدوى لخطة عمل استهدفت تعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون مع دول القارة الإفريقية وصلت ميزانيتها إلى حوالي 13 مليون دولار أمريكي، وتضمنت الخطة 9 بنود أساسية، من بينها: 1- تشكيل آليات للتعاون بين الحكومة والمؤسسات المالية الدولية والمؤسسات الإسرائيلية من أجل تمويل مشاريع تطويرية واسعة النطاق في هذه الدول. 2- فتح ممثليات تجارية إسرائيلية جديدة. 3- تمويل العمل التسويقي وتوسيع العلاقات بين الصناعات الإسرائيلية والاحتياجات والزبائن المحتملين". 4- فتح 4 مراكز للتفوق تابعة للوكالة الإسرائيلية للتعاون الدولي في كل من أوغندا وإثيوبيا وكينيا ورواندا لإمداد التكنولوجيا الإسرائيلية من خلال رجال الأعمال والمؤسسات الحكومية الأفارقة". 5- تشكيل آلية لاتفاقيات تعاون بين المؤسسة الصحية الإسرائيلية والمؤسسات الصحية في دول إفريقيا، إضافة إلى دورات وتأهيلات في مجال الأمن الداخلي والصحة. 6- خلق آلية لتخفيض تكاليف صنع الصفقات عند الشركات الإسرائيلية العاملة في إفريقيا. 7- إقامة صناديق إسرائيلية في البنك الدولي للاستثمار في إفريقيا من خلال استغلال الفوائد النسبية الإسرائيلية". العلاقة مع إثيوبيا وفي إثيوبيا وخلال زيارة نتنياهو، تم التوقيع على اتفاقية تعاون في مجال الفضاء وتوطيد العلاقات التكنولوجية والعلمية والأكاديمية مع الحكومة الإثيوبية، وستساعد تلك الاتفاقية في دفع أنشطة الشركات الإسرائيلية في إثيوبيا، بما في ذلك في مجال الفضاء والطاقة المتجددة، وفق الخطة. وأوضح بديوي أن علاقات تل أبيب بأديس أبابا قوية للغاية، وفي سياقها وضع الأكاديمي الإسرائيلي "أرنون سوفير" استراتيجية تفاوض إثيوبيا مع مصر والسودان قبيل وضع حجر أساس سد النهضة فى أبريل 2011، ودعمت الحكومة الإسرائيلية السد مالياً من خلال افتتاح اكتتاب شعبي ببنوك تل أبيب. "الكنز" الأوغندي وقال عضو المجلس الأعلى للصحافة إن العلاقات بين أوغندا و"إسرائيل"تنامت منذ تولي الرئيس الأوغندي الحالي يوري موسيفيني السلطة في يناير 1986، ووقعت كمبالا مع تل أبيب عدداً من الاتفاقيات في مجالات الدعم العسكري وتدريب القوات الأوغندية، إضافة لاتفاقيات أخرى لتطوير الزراعة واستغلال المياه. وضمن الاتفاق ذاته، تم إيفاد بعثة أوغندية إلى "إسرائيل" لاستكمال دراسة عدد آخر من المشروعات الأخرى، من ضمنها إقامة مشاريع للري في مقاطعة كاراموجا الأوغندية قرب الحدود السودانية، لري أكثر من 247 ألف هكتار من الأراضي الأوغندية". وأضاف أن إسرئيل تتعاون عسكريا بإيفاد ما بين 250 و300 مستشار عسكري إسرائيلي لأوغندا، لرفع مستوى التدريب والخبرات في الجيش الأوغندي". إضافة لتوقيع 5 اتفاقات جديدة بين موسيفيني ونتنياهو بمجالات الاقتصاد والأمن. إسرائيل مراقب "الاتحاد" وكشف صلاح بديوي عن أن الخطوة القادمة حسب الخبراء هي: قبول "إسرائيل “كمراقب بالاتحاد الإفريقي، وأنها إن تمت فأن ذلك يقنن عملية حصول تل أبيب علي حصة من مياه النيل لتوفر قاعدة التوافق على ذلك. وفي السياق نفسه، أصدرت الدول الإفريقية السبعة في ختام قمتها مع نتنياهو بيانا تعهدت خلاله بأنها "تتطلع بأن يقوم الاتحاد الإفريقي سريعا بإعادة منح مكانة مراقب لدولة "إسرائيل”، كما جاء في البيان المشترك، "هذه الخطوة ستعكس الصداقة وستعود بالفائدة على كلا الجانبين". مساع فاشلة لكنه أشار إلى تسريبات عن مصدر دبلوماسي أفريقي رفيع في أديس أبابا قوله "إن الاتحاد الإفريقي رفض استقبال نتنياهو خلال زيارته إلي أديس أبابا". وقال المصدر "إن ضغوط دول إفريقية مؤثرة نجحت في إيصال رسالة بعدم قبول إقامة ندوة تجمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بالسفراء الأفارقة بمقر الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا، وأضاف أن المساعي الإسرائيلية التي بذلت لتنظيم ندوة بمقر الاتحاد الإفريقي "فشلت". وأوضح أن الجهود الإسرائيلية لزيادة وجودها الدبلوماسي في إفريقيا، الذي لا يزال مقصورًا على 11 بعثة دبلوماسية في القارة، وتحديدًا في بلدان جنوب إفريقيا، وأنغولا، والكاميرون، وكوت ديفوار، ومصر، وإثيوبيا، وغانا، وكينيا، ونيجيريا، والسنغال، وإريتريا، وفق بيانات الخارجية الإسرائيلية. طموحات النتنياهو وكشف "بديوي" أيضا عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتوسيع علاقات "إسرائيل" لكي تشمل القارة الأفريقية بأكملها، إلى درجة تسمح بالقضاء على ما تُسمى بالأغلبية التلقائية ضد الدولة اليهودية في المحافل الدولية مثل الأممالمتحدة. وأشار إلى كلمة نتنياهو أمام القمة الإفريقية المصغرة: حيث قال مستشهدًا بقول ثيودور هيرتزل، مؤسس الحركة الصهيونية: "سأذهب إلى أفريقيا وسأحرر السود"، مضيفًا: "إخوتنا الأفارقة اليهود الإثيوبيون هم جزء من مجتمعنا، وأعمل جاهدا شخصيا على دفع اندماجهم في المجتمع". وتابع: "إنني أؤمن بإفريقيا.. وأعتقد أن هذا اللقاء سيعتبر نقطة تحول في قدرة إسرائيل على التوصل إلى عدد كبير من الدول الإفريقية". ولفت إلى قول نتنياهو بعد اختتام قمة مع القادة الأفارقة من 7 بلدان في عنتيبي، أوغندا، قال نتنياهو بأن عدد الدول في القارة التي تسعى إلى التعاون مع" إسرائيل "سيستمر بالإرتفاع!. الخلاصة وخلص بديوي إلى أنه في ضوء هذه الاعتبارات؛ عدة نقاط رئيسية: الأول: أن إسرائيل تسير على خطة دولة إسرائيل من "النيل إلى الفرات" وبما أن النيل يبدأ من إثيوبيا فهذه الخطوة تترجم بشكل عام لها الخطة الصهيونية الممنهجة ضد مصر في السيطرة على مائها وغذائها وإعلامها..وأن الاتفاقيات "مؤشر لجفاف مصر". وثانيا: تحقيق شراء "إسرائيل" أصوت دول حوض النيل لصالحها في الأممالمتحدة بالاستثمارات الضخمة. وثالثا: ضرورة تحرك مصر بشكل جاد حول مخالفة إثيوبيا لاتفاقية المبادئ التي وقعت عليها مع مصر والسودان. ورابعا: احتمال أنْ تسفر الزيارة نتنياهو، عن تشدد أكثر مع مصر من ناحية مطالبها المشروعة في الحفاظ على حصتها من مياه نهر النيل. - لقراءة الدراسة كاملة http://www.eipss-eg.org/%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%86%D8%AA%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D8%B9%D8%A7%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%AA/2/0/884