"من لا يشكر الناس لا يشكر الله".. بهذا المعنى فسرت شخصيات دينية وسياسية وإعلامية المهرجان الذي بدأ أمس وينتهي غدا، بعنوان "شكرا تركيا" الذي دشنته مساء أمس الجمعة عدد من المنظمات والجاليات العربية؛ "تقديرا للدور الذي تقوم به إسطنبول في خدمة الإنسانية والدفاع عن الشعوب المقهورة أمام عصابات من الحكام المستبدين، الذين حكموا بلادهم بالحديد والنار، وجعلوهم لاجئين في كل بلاد الدنيا". وقامت عدة مؤسسات بافتتاح خيام أنشطة، على هامش المهرجان، تقوم فيها كل دولة من المشاركين بعرض صور ومجسمات تراثية، كما نظمت عدّة فقرات تعبر فيها عن هويتها، فيما امتلأت الخيام بأعلام تركيا وعبارات كتب عليها "شكرا تركيا". وتضمن المهرجان عددا من المعارض والنشاطات والفعاليات الفنية والثقافية من مختلف الجاليات العربية، حيث قامت فرق سورية باستعراضٍ للموسيقى الشعبية والأهازيج المسماة ب"عراضة"، كما قامت فرق تركية بأداء أناشيد عثمانية. وانطلقت فعاليات المهرجان بشكل رسمي في مدينة إسطنبول، بمشاركة نحو 50 شخصية على المستوى العربي والإسلامي، على رأسهم العلامة القرضاوي، وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. ويمثل المهرجان- الذي تنظمه رابطة "الأكاديميين العرب"، ومؤسسة "النهضة اليمنية التركية"، وشركة "عدن بريز"- رسالة شكر "من شعوب الربيع العربي المتضررة، إلى الحكومة التركية وشعبها، على مواقفها الداعمة لتلك الشعوب"، بحسب المنظمين. القرضاوي: شكرًا للسلطان أردوغان العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في كلمته وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ب"السلطان". وقال القرضاوي: "نجتمع اليوم أنا وإخواني لنشكر تركيا، ومن قدم للناس خدمةً أو نعمةً يجب أن يُشكر عليها، ونحن جئنا لنقدم الشكر لهذا البلد العظيم، الذي قدم للإسلام طيلة تاريخه خدمات مختلفة، ليس فقط في فترة الخلافة الإسلامية، بل ما قبلها". وأضاف أن "الأتراك قاموا بدورهم في الدفاع عن الإسلام، ولا يسعنا إلا تقديم الشكر لتركيا القديمة والوسيطة والحديثة، ومن الذي يستطيع أن يقاوم السلطان رجب طيب أردوغان، الذي أصبح يدافع عن الأمة باسم الإسلام والقرآن والسنة والشريعة، وهو الذي يتحدث بالوقوف أمام الوجوه الطاغية، ليقول لهم لا!". مشعل: تركيا نموذج ناجح بدوره استعرض خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" ، المواقف الإنسانية النبيلة والرائعة للقيادة التركية، دعما ومساندة للنضال الفلسطيني لتحرير وطنه من الاحتلال الصهيوني، قائلا: "ما زال في ذاكرتي وذاكرة إخواني حينما هرع أردوغان إلى دمشق عام 2008، ليقول لفلسطين وأهل المقاومة في غزة إننا معكم، وأيضا حينما زارنا مستشاره داود أوغلو (رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، حينما كان مستشارا لرئيس الوزراء أردوغان في ذلك الوقت)، ليسهر معنا إلى الفجر، وهو يفكّر ويجوب العالم لوقف العدوان على غزة، وفي الحرب الأخيرة كنا على تواصل لحظي مع القيادة التركية، حتى انتصرت المقاومة في غزة". وتابع- في كلمة له خلال الحفل- "كيف لنا أن ننسى موقف أردوغان الشجاع في دافوس (المنتدى الاقتصادي العالمي)، وأسطول الحرية وسفينة مرمرة، وشهداء تركيا التسعة (سقطوا في العام 2010 بسبب اعتداء القوات الإسرائيلية على الأسطول)، الذين امتزجت دماؤهم بفلسطين لرفع الحصار عن غزة؟ وما زالت القيادة التركية مصرة على رفع الحصار عن القطاع حتى هذه اللحظة". وأنهى "مشعل" حديثه برسالة قال فيها: "الاستثمار في فلسطين وفي قضايا الأمة، هو استثمار ناجح عند الله، وهذه رسالتنا إلى تركيا".