رفض مجلس النواب الهولندي، تلبية طلب أحد النواب عن حزب دينغ، توناهان قوزو (من أصل تركي)، بالوقوف دقيقة صمت على أرواح ضحايا تفجير "أنقرة" الأخير، مع أن الجلسة كانت مخصصة لمناقشة الاتفاق المبدئي بشأن اللاجئين بين تركيا والاتحاد الأوروبي! إلّا أن رئيسة المجلس عن الحزب العمالي، خديجة عريب (من أصل مغربي)، رفضت تلبية طلبه، وعللت ذلك بأنه كان على النائب إبلاغ رئاسة المجلس بطلبه هذا قبل بدء الجلسة، في وقت أعرب فيه نواب من الأحزاب الأخرى عن تأييدهم "تجاهل" آلام تركيا. فهل الهولنديون وحدهم الذين لم يتعاطفوا مع أنقرة، في حين كان التعاطف على أشده مع تفجيرات باريسوبروكسل، أم أن أوروبا ووكلائها العرب في ذات السفينة؟! أنقرة بلا حضن! حيث أعلن رئيس بلدية باريس، في تغريدة عى تويتر، بأنه ستتم إضاءة ألوان العلم البلجيكي على برج إيفل الشهير، كما تم إعلان تعليق العلم البلجيكي على أطراف شارع “داوننق ستريت”؛ حيث المقر الرئيسي لرئيس الوزراء البريطاني. وأذاعت أيضا قناة ال"بي بي سي" البريطانية أن كلمة "بروكسل" حصلت على معدل أعلى الكلمات الأكثر استخداما على تويتر. ونشر "بلانتو" رسام الكاريكاتير الفرنسي، رسما كاريكاتوريا، يُظهر فيه مدى التعاطف الشديد الذي تبديه فرنسا تجاه بلجيكا بسبب ما تعرّضت له من هجمات. ولكن يبقى السؤال قائمًا: أين كان هذا التعاطف بعد تفجيرات أنقرة؟! وأدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي التفجيرات، قائلاً: "إنه هجوم جبان.. هجوم على قيمنا ومجتمعاتنا المفتوحة"، ما يعني أن تركيا "الأوروبية" وتفجيراتها وضحاياها المسلمون خارج التعاطف الإنساني للإعلام الغربي، وخارج مشاهد المراسلين المنهارين بكاء على الضحايا في باريسوبروكسل. وبرأي مراقبين وسياسيين فإن ازدواجية العواطف، وازدواجية المعايير مع الضحية الأوروبية، مقابل الضحية التركية أو العربية باتت فاقعة. تفجير ب"الكريمة"! من جانبها رصدت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، هذه الازدواجية الفاقعة، وتساءلت: "أين كان هذا التعاطف بعد تفجير أنقرة؟". وفي متن المقال تساءلت الكاتبة ياسمين أحمد: "حجم الهجمات الإرهابية لا يجب أن يكون بعدد الضحايا.. هناك أرواح كثيرة فقدت في تفجير تركيا، بينما أوروبا بقيت صامتة". وبالفعل، وكأن تفجير أنقرة الذي تبناه "حزب العمال الكردستاني" (العلماني) قبل أسابيع قليلة، كان بالكريمة وليس عملا إرهابياً جباناً، كما وصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي تفجيرات بروكسل، فلم نرى أي كلمة "إرهابي" في التغطية الغربية، التي جاءت في تفجير أنقرة على النحو التالي: - الإندبندنت:"انفجار كبير" - التيليجراف: "تفجير مأساوي" - لوبوان:"تفجير عنيف" - لو فيغارو :"تفجير انتحاري" وفيما يبدو أن تجاهل الاستبداد والظلم والقتل بأكثر من بلد عربي، وإغلاق منافذ التغيير والتعبير، هو سبب الغضب الأحمق ببروكسل، قطعًا أن هذا ليس تبريرًا لاستهداف المدنيين في أوروبا، لكن الغرب يدفع ثمن العبث الذي يقوم به وحرق شعوب هذه المنطقة العربية. لم يسمع العالم كلمة "إرهاب" في الإعلام الغربي وصفاً لتفجيرات أنقرة، علماً أن التفجير أدى إلى سقوط أكثر من 30 ضحية، فهل تختلف المعايير باختلاف الضحية، وباختلاف "الإرهابي"؟ أليس كل من يقتل مدنيين أبرياء إرهابيا؟ ارتفاع ضحايا تفجير أنقرة إلى 37 قتيلا