في الوقت الذي قتل فيه مئات الآلاف من السوريين وتم فيه اعتقال عشرات الآلاف في مصر على يد الانقلاب وقتل الآلاف في رابعة العدوية، فضلا عن انهيار القضية الفلسطينية وتوغل الكيان الصهيوني في الدول العربية، قرر مجلس وزراء الخارجية العرب، أمس الجمعة، بمقر الجامعة العربية في القاهرة، برئاسة البحرين، منْح الدكتور نبيل العربي مكافأة مالية قدرها 2 مليون دولار، رغم فشله في هذه الملفات، وانهيار الجامعة أكثر مما كانت عليه في عهده. الأمر الذي أثار تساؤلات حول دواعي المكافأة وهل تمثل مكافأة أداء نظير مجهود دبلوماسي شاق يبذله الأمين العام، أم ترضية نهاية الخدمة.
واعتبر مجلس وزراء الخارجية العرب المكافأة، تقديرا من المجلس للعربي على جهوده طيلة السنوات الخمس الماضية التي تقلد فيها منصب الأمين العام للجامعة، في الوقت الذي لم يستفد في المنطقة بعد انهيار الدول العربي سوى الكيان الصهيوني.
وكشفت وسائل الإعلام أنه سبق العربي في المكافأة ذات الملايين عمرو موسى، الذي قاد أمانة الجامعة لدورتين متتاليتين، من مايو 2001 حتى يوليو 2011 في فترة ماجت فيها المنطقة العربية بأحداث جسام، من الغزو الأمريكي للعراق، وحروب إسرائيل المتعاقبة على غزة وعلى لبنان، وخروج سوريا من لبنان عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام 2005، واختتمها ببدايات انطلاق ثورات وانتفاضات في دول عربية فيما بات يوصف ب"الربيع العربي".
وذكرت تقارير صحفية عديدة إن عمرو موسى حصل على 5 ملايين دولار كمكافأة من السعودية في نهاية خدمته، وهو ما لم ينفه الرجل، علما بأن الجامعة قامت بدفع 650 ألف دولار لموسى كمكافأة لنهاية خدمته عند تسليمه المنصب لخلفه نبيل العربي، المنتهية ولايته، والذي سيسلم الراية بدوره للدبلوماسي المصري ووزير خارجيتها الأسبق أحمد أبو الغيط.
من اللافت في مكافآت الجامعة العربية لأمنائها أنها لا تحمل هوية أي عملة عربية (الريال، الدينار، الدرهم، الليرة، الجنيه)، لكنها تأتي بالعملة الأمريكية (الدولار)، وهي الجامعة المعبّرة عن دول ترزح معظم شعوبها تحت خط الفقر