تتعاقب الكوارث والمصائب على الشعب المصري في ظل حكومة الانقلاب العسكري، بصورة غير مسبوقة، حيث بات المواطن لا يدري أين يذهب ليأمن على نفسه، فمياه النيل ملوثة بالفوسفات تارة، وببقع الزيت تارة أخرى، والأسماك في البحر أصبحت نافقة، والتماسيح ظهرت في الترع والمصارف، وأقسام الشرطة باتت سلخانات للتعذيب، وأخيرا أصبحت المستشفيات مادة لحقن مواد محرمة دوليا. ففي محافظة الغربية استيقظ الأهالي أمس على وقع كارثة طبية حيث أصيب 13 شخصا بتورم العين وضمورها، بعد إصابتهم بميكروب غامض فور حقنهم بمادة "الأفاستين" التى تستخدم لشفط المياه من العين لمرضى السكر، ما أدى إلى تورم أعين المرضى وحدوث نزيف لبعض الحالات، وسادت حالة من الفزع للمرضى وأسرتهم فورا إصابتهم، وحرروا محاضر بقسم أول طنطا اتهموا المستشفى بالإهمال. وفي تصريحات صحفية قال أحد أقارب المصابين إن الأطباء أكدوا أن الميكروب تسببت فى ضمور العين ويستوجب سرعة إجراء عمليات جراحية لتلك الحالات، فيما أكد الدكتور مجدى عيسى، مدير مستشفى رمد طنطا، أنه متواجد خارج المحافظة، وسيكلف رئيس قسم الرمد للوقوف على حقيقة الأمر، ورفع تقرير عاجل بالواقعة. الوزراة تسعى لإخفاء المادة وأضاف أحمد الجزار نجل أحد ضحايا الحقن ، المحرمة دوليا وغير المصرح باستخدامها داخل مستشفى رمد طنطا التابعة لوزارة الصحة -أنه توجه للنيابة العامة بمجمع محاكم طنطا لتحرير محضر ضد المسئولين بالصحة للمطالبة بالتحفظ على المادة التى استخدمت فى حقن 13شخصا ، وأصابتهم بالعمى ، كما يحتاجون إلى إجراء عمليات تفريغ للعين . وأكد أنه علم أن هناك توجيهات لوكيل وزارة الصحة بإخفاء المادة التى تم استخدامها فى الحقن لإخفاء دليل الإثبات فى الواقعة. فيما أكد الدكتور مجدي عيسى مدير مستشفى الرمد الجامعى بطنطا، أن 13 حالة وصلت إلى المستشفى مصابة بعتامة بالعين، لأنه تم حقنهم بمادة الأباستن وهى مادة محرمة دوليا وغير مصرح بها من منظمة الصحة العالمية، لأنها تحدث عتامة بالعين وتحتاج إلى عملية عاجلة لإنقاذ المرضى. وقال عيسى إن عملية الحقن تمت بمستشفى الرمد التابعة لمديرية الصحة، لإصرار الطبيب المعالج على حقنهم بهذه المادة لرخص ثمنها رغم أنها محرمة دوليا، وتم تصدير المشكلة لمستشفى الرمد الجامعى فى محاولة منهم لإخلاء مسئوليتهم عن الواقعة. وأشار عيسى إلى أن جهاز السائل الزجاجى بمستشفى الرمد الجامعى معطل منذ فترة، وسيتم بحث الحالات حاليا للعمل على تحويلها إلى مستشفيات القاهرة أو الإسكندرية أو المنصورة لسرعة إنقاذ المرضى وسحب العتامة من العين. جدير بالذكر أن حالات الإهمال الطبي في مستشفيات مصر لاتتوقف وزادت حدتها بعد الانقلاب العسكري، حيث تعاني أغلب المستفيات من الأهمال الشديد. وفقا لآخر تقرير صدر عن منظمة الصحة العالمية، فإن نسبة الأخطاء الطبية في مصر تتراوح ما بين 5.9 – 6%، حيث أوضح متحدث الوزارة أن ما يقرب من 10 آلاف شكوى من 54 مليون مواطن يتلقون خدمات صحية في مصر خلال عام 2014، منهم 8 آلاف تضرروا ولم يتقدموا بشكوى.