قال الكاتب الصحفي وائل قنديل إن خطبة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي خلال الاحتفال بالمولد النبوي، تضمنت دعوة مشفّرة لجحيم اقتتال أهلي جديد، لمناسبة دعوات الثورة ضده في الذكرى الخامسة لثورة يناير، بما يبدو معه وكأن المقصود من ترويج الحكاية بث رسالة تحبيط وتثبيط لكل من يفكر في الخروج على السيسي. وأضاف قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الخميس، أن قادة الانقلاب يريدون أن يوصلوا إلى الجموع الغفيرة التي تتطلع إلى العودة إلى الميادين رسالة مفادها بأن من أهل يناير، ذوي القدرة على التأثير، دولياً، من يسعى إلى "الفرار من الثورة"، والاكتفاء بالتفكير في حياة هادئة، ميسورة ومستقرة وآمنة، عابراً الأطلسي إلى بلاد العم سام، بغير رجعة، في إشارة إلى إعلان واحد مثل علاء الأسواني الذي أعلن هجرته أمس. وقال قنديل إن نهج أمثال هؤلاء هو أنهم يبرأون من المقاومة، ويطلبون السلامة، ممّا هو آت، ويهرعون إلى ركوب أول موجة تأخذهم إلى شواطئ اللافعل، وتلقي بهم إلى مرافئ الصمت، والاستقالة من المشهد في الداخل، بتعقيداته، ومعادلاته غير المفهومة، ولا بأس من إطلالة، بين حين وآخر، بتغريدةٍ في الفضاء الإلكتروني، أو مقابلة تلفزيونية، تلمّح أكثر ممّا تصرح، وتشتبه أكثر ممّا تشتبك، كما يفعل الدكتور محمد البرادعي. وأوضح أن الانقلاب يسعى لتكرار المشهد الذي حدث بعد سقوط بغداد وتدميرها، فيما عُرف بعملية اجتثاث البعث، حيث تعرف مصر الآن مرحلة "اجتثاث يناير"، موضحا أن أي كاتب من هؤلاء أمثال الأسواني ممن يدعون الشجاعة لا يجرأون قبل أن يوجهوا انتقادا خفيفا لنظام الانقلاب أو أن يكتب سطراً ضد دولة السيسي، إلا ويهاجم قبله الرئيس محمد مرسي، ويلعن "الإخوان" في عشرة أسطر.. فما دامت عملية الإقصاء التي تمارسها هذه السلطات، قد تحوّلت إلى إخصاء كامل للوعي، وإطفاء تام للعقل الجمعي، كي يقبل، راضياً وسعيداً، بكل ما تسكبه في دماغه من معلومات ملوثة، ومعتقدات وأفكار أكثر تلوثاً، عن الدين والوطن والفن، فلا مكان لأمثال هؤلاء منذ نطق كفراً بالصنم المقدس، وقال منذ عدة أشهر "أجّرت شقتي لشخص، فمزّق العقد واستولى على الشقة، استدعيت الشرطي، فطرد المستأجر، واستولى على الشقة، وسأنتزع حقي كاملاً، لم أندم على اشتراكي في 30 يونيو".