وصف الكاتب السعودي طارق الحميد، المقرب من دوائر صنع القرار الملكية والداعم للانقلاب العسكري في مصر، عبدالفتاح السيسي بأن لديه خللا في فهم الأزمة السورية وذلك في سياق تعليقه على إعلان الخارجية المصرية دعمها للعدوان الروسي على سوريا الشقيقة. وفي مقال له الاثنين على صحيفة "الشرق الأوسط"، كبرى الصحف السعودية الدولية، بعنوان "مصر تؤيد روسيا في سوريا!".. يقول الحميد : «من المثير أن تعلن مصر عن تأييدها للتدخل الروسي في سوريا، ومهما كان الموقف المصري أصلا!..مصر، وعلى لسان وزير خارجيتها سامح شكري تقول إن «المعلومات المتاحة لدينا خلال اتصالاتنا المباشرة مع الجانب الروسي تؤشر إلى اهتمام روسيا بمقاومة الإرهاب، والعمل على محاصرة انتشار الإرهاب». مضيفا أن «دخول روسيا بما لديها من إمكانات وقدرات في هذا الجهد، هو أمر نرى أنه سوف يكون له أثر في محاصرة الإرهاب في سوريا والقضاء عليه»! ويعلق الكاتب على هذه التصريحات بقوله «هذا التصريح يعني أن هناك نقاطا خلافية جادة مع مصر. هناك إشكالية حقيقية إذا كانت مصر تصدق أن الروس جادون بمكافحة الإرهاب، وهم- أي الروس- يقصفون المعارضة السورية ولم يستهدفوا «داعش» بضرباتهم إلا خمسة في المائة فقط! والإشكالية الأخرى، أن هذه التصريحات المصرية تظهر تهاونا ولا أقول تعاطًفا مع المجرم بشار الأسد، ولا ترى أن جرائمه هي السبب فيما وصلت إليه سوريا، وأن الأسد هو الراعي الرسمي للإرهاب، وسبب ظهور «داعش» هناك». ويتحدث الحميد عن إشكالية ثالثة «الموقف المصري هذا يظهر إشكالية توحي بأن القاهرة لا تكترث بالتنسيق الروسي الإيراني الداعم للأسد، خصوصا وأن دمشق تحت الحماية الإيرانية، فهل ترى مصر بذلك ضمانا كافيا لمحاربة الإرهاب؟ أو حفاظا على وحدة دولة عربية؟!». ثم يصارح الحميد قراءة ويصدع برأيه متهما السيسي بالخلل في فهم الأزمة السورية، مضيفا: «ما يجب أن يقال -وإن تأخر كثيرا- إن هناك خللا حقيقيا في فهم الأزمة السورية بمصر؛ نخبويا وسياسيا». ويختم الكاتب السعودي الموالي للانقلاب في مصر مقاله «لذا فإن الموقف المصري مستغرب، ومقلق للمؤملين بمصر، ولا بد من القول إن السياسة ليست مناكفة، ولا هي محكومة بلون أبيض أو أسود؛ في السياسة كثير من اللون الرمادي، وبالحالة السورية اللون أحمر بحمرة الدم!».