ارتقى المعتقل محمد الفلاحجي -عضو مجلس الشعب عن دمياط- داخل سجن جمصة صباح اليوم شهيدا؛ نتيجة الإهمال الطبي المتعمّد من سلطات الانقلاب بحق المعتقلين على خلفية رفضهم لحكم العسكر والانقلاب العسكري. أفاد عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين بدمياط أن الفلاحجي تعرض لغيبوبة كبدية داخل سجن جمصة، وترك ليموت بالبطيء. وأعلنت أسرة الفلاحجي عن تشييع الجنازة عصر اليوم من المسجد الكبير بقرية دقهلة بدمياط. ويبلغ محمد محمد محمد الفلاحجي، 58 عاما، اعتقل في 26 أغسطس 2013 من مقر عمله بمديرية التربية والتعليم بدمياط، حيث يشغل منصب مدير عام، نُقل إثر ذلك إلى قسم ثان دمياط القديمة، الذي قضى فيه يوما كاملا دون أن توجه له تهمة، ثم تم ترحيله في اليوم التالي إلى مقر قوات الأمن المركزي بدمياط، حيث احتجز قسريّا أكثر من شهر في ظروف صعبة جدا.
وأُودع سجن جمصة في 1 أكتوبر 2013، حيث تعرض لتعذيب نفسي شديد طيلة 11 يوما، لفقت له تهمة تشكيل عصابة إجرامية، إلا أن الادعاء أسقط التهمة في 15 يناير 2014، وأمر بالإفراج عنه، لكن إدارة السجن امتنعت عن تنفيذ ذلك.
وبعد معاناة طويلة ساءت حالته الصحية، فنُقل في 8 إبريل 2015 إلى مستشفى دمياط، وأظهرت الفحوصات أنه يعاني من حصى في كليته اليسرى والتهاب في المرارة، ومرة أخرى لم يصف له الأطباء أي علاج، ويعتقد أقاربه أن غرض السلطات من نقله إلى المستشفى هو إعطاء الانطباع بأنه يتلقى العناية الصحية المناسبة وليس علاجه.
وواجه الفلاحجي اتهامات بالتحريض على القتل، والانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، ومهاجمة مركز الشرطة، وهي التهم التي أسقطها الادعاء أيضا في 10 فبراير 2015، ورغم ذلك ظل رهين السجن، ثم اتهم من جديد ب"التحريض على حرق المجمع الإسلامي بدمياط"، وهي القضية التي ستنظرها المحكمة غدا الثلاثاء 26 مايو 2015. يشار إلى أنه بارتقاء الفلاحجي يصبح عدد المعتقلين الذين ارتقوا داخل سجون الانقلاب 257 منذ انقلاب الثالث من يوليو 2013وفقا لمصادر حقوقية.