فجرت رسالة تم تسريبها من داخل قسم طنطا عن تفاصيل ما حدث لمواطن يدعى سمير الهيتي، تم إخفاؤه قسريًّا عقب حفلة تعذيب تعرض لها من قبل ضباط الأمن الوطني بطنطا محافظة الغربية. كشفت الرسالة عن تعرض سمير للتعذيب البشع داخل أحد مقار الأمن الوطني، حتى أصبح عاجزًا عن الحركة، إلى أن سقط جراء التعذيب الذي استمر لأكثر من شهرين، وتم نقله على وجه السرعة إلى جهة مجهولة، دون أن يعلم زملاؤه المعتقلون ما إذا كان قد لقي حتفه أم لا، بحسب العربي الجديد. قالت زوجة المعتقل: إنها لا تعلم عنه شيئا حتى اللحظة.. وتحاول أن تعرف مصير زوجها، بعدما اختفى من السجن، وسط ترجيح البعض وفاته. أفصحت الرسالة عن تفاصيل وصول "الهيتي" مع آخرين، معصوبي الأعين ومكبلي اﻷيدي، ليجدوا أنفسهم في غرفة على شكل حرف "L".. على يمينها غرفة حجز 3×3 أمتار، أمامها ممر بطول أربعة أمتار يفتح عليه 4 حجيرات 1.5×1 متر، وفي نهاية الممر دورة مياه عفنة كالمكان بالضبط. وبحسب أسرته اختطف سمير الهيتي، بمعرفة ضباط اﻷمن الوطني، عقب صلاة الجمعة 9 ينايرالماضي، في أثناء مشاركته في تشييع جنازة في قريته، وتم ترحيله إلى مبنى الأمن الوطني لتمارَس عليه حفلات التعذيب، الذي بدأ بما يعرَف بحفل الاستقبال بمجرد الوصول للمبنى، إذ تربط الأيدي من الخلف وتعصب اﻷعين ويعلق كالذبيحة، ويتناوب عليه المخبرون بفاصل من اللكمات والركل في كل أنحاء الجسد، مع مطرقة خشبية تنزل على الرأس بضربات متواترة وسريعة وﻻ يتركه حتى ينزف، بحسب الرسالة. واضافت: تم نقل سمير الهيتي إلى حجرة في مبنى مجاور ليتناوب على ضربه ثلاثة ضباط وزبانيتهم من المخبرين، وبدأت حفلة الصعق في كل نواحي جسده من الأطراف وحتى عضوه الذكري، وﻻ يشفع له ضعف حاله، وعندما يرتفع صوت الضحية يتدخل المخبرون باللكمات والركلات، ويصيح الباشا "قلّعوه" فتنزع ملابسه قطعة قطعة ويعاد تقييده في كرسي من رجليه ويديه خلفه، وتوصل أسلاك كهربائية بأطراف قدميه وآخر بمنتهى قضيبه، وأخرى بحلمات ثدييه، وأخرى بأصابع يديه، وأخيرًا بطرف شفتيه أو لسانه، وتمرر الكهرباء ويتم رفع الفلتات تدريجيًا، ومع ارتفاع حرارة جسده وتصببه عرقًا يصب عليه الماء البارد في جو قارس البرودة. وتابعت الرسالة :لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ففي إحدى الليالي بدأ تعذيب المعتقلين بعد منتصف الليل، واستخدم الصاعق حتى على فتحة الشرج، ما أصاب البعض بشروخ أو بواسير دامية، وجاء دور "الهيتي" الذي ﻻ يكاد ينصب قامته وهو عاجز تماما عن الحركة، فنزل الضابط كالمجنون غاضبًا من سمير، الذي بات كالجثة، يتناوب هو والمخبر عليه بالركل والضرب، آملا أن ينهض حتى قال المخبر: "سيبهولي"، وأخذ دلوًا من الماء البارد وسكبه عليه، وهنا فجأة انقطعت أنفاسه، فأخذ الضابط يصعقه ظنًا منه أن سمير يدّعي الإغماء، لكن دون استجابة ﻻ صوت وﻻ حركة، فتعالت الأصوات من الكل: "سمير .. سمير فوق يالا.. سمير.. سمير فوق ياﻻ". وهنا نزل الباشا مهرولاً ومتسائلاً فيه إيه؟! وتم على وجه السرعة، وسط حالة من الهرج والارتباك نقل الهيتي، دون أن يعرف زملاؤه ما إذا كان قد توفي أم أصيب بالإغماء من جراء التعذيب.