أصبحت التفجيرات "المصطنعة" وسيلة سلطة الانقلاب إما لإلهاء الرأي العام عن فضائحها وكشف مخططاتها التي طالما حرصت على إخفائها، أو سيلة للتعتيم على فشلها على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني. يأتي تصاعد وتيرة التفجيرات اليومين الماضيين في كل من وسط القاهرةوأسوان والمطرية، بالتزامن مع التسريبات الأخيرة والتي مثلت ضربة موجعة للانقلابيين، بعدما كشفت مخططهم الخبيث ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي. اعتبر خبراء وسياسيون أن "التفجيرات أصبحت وسيلة الانقلاب التقليدية التي ورثها عن أنظمة القمع الاستبدادية التي حكمت مصر، والتي كانت تلجأ إلى هذه التفجيرات كوسيلة للتغطية على إخفاقها وفشلها. عمل مخابراتي قال العميد طارق الجوهري -قائد حراسة منزل الرئيس محمد مرسي السابق-: "إن دار القضاء العالي من الأماكن المؤمنة بخدمات ثابتة، فالاحتمال الأقرب لهذه التفجيرات هو "عمل مخابراتي". وأضاف الجوهري -في تصريحات صحفية-: حتى لو كان العمل إرهابيًّا كما يدعون فهو إهمال أمني يتجاوز جرمه جريمة التآمر. وأكد د.ثروت نافع -الرئيس السابق للبرلمان المنعقد في تركيا- أن الدم المصري كله حرام، والتفجيرات عمل خسيس، وإن كان الاعتقاد بأنها صنيعة أدوات النظام للتغطية على فشلها أو إحكام القبضة الأمنية على الشعب. وأضاف "نافع" -في تصريحات صحفية- "لا ننسى أن بالأمس القريب كان هناك احتجاجات مهمة جدا بدأها المحامون مدافعين عن مقتل زميلهم بأحد الأقسام جراء تعذيبه، والآن لا يستطيع هؤلاء الذهاب إلى دار القضاء أو حتى إعلان احتجاجاتهم بعد هذه التفجيرات. وحمل طارق الزمر -رئيس حزب البناء والتنمية- النظام الانقلابي مسئولية العنف الدائر بالبلاد، مستنكرًا التفجير الذي وقع اليوم بالقاهرة. وقال الزمر -عبر "فيس بوك"-: "في الوقت الذي نستنكر فيه تفجيرات أسوانوالقاهرة التي طالت الآمنين الواجب حمايتهم، فإننا نحمل السلطات الحاكمة مسئولية وضع البلاد على حافة كارثة. وأوضح أن المستفيد الوحيد من شيوع مناخ العنف غير المبرر هي السلطة الانقلابية التي لم يبق لها سند إلا القمع. السيناريوهات المفضوحة ويتفق مع الآراء السابقة الخبير في الشئون السياسية المصرية ياسر زيادة، حيث اعتبر -في تصريحات خاصة لبوابة "الحرية والعدالة"- أن تصاعد وتيرة التفجيرات ما هي إلا وسيلة للتغطية على فشل النظام داخليًّا وخارجيًّا، على كافة الأصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو يتخذ من هذه التفجيرات وسيلة لإلهاء المواطنين عن هذا الفشل، وإشعارهم بالخطر الذي يجعل مطلب الأمن عندهم مُقدّمًا على أي مطلب آخر يعجز عن تحقيقه، ومن ثم يؤجل موجة الغضب المحتقن. من جهته وصف الدكتور محمد القضبان -عضو تحالف دعم الشرعية- "التفجيرات المتتابعة ب"السيناريوهات المفضوحة التي تكشف مدى ارتباك وفشل الانقلاب العسكري". وقال القضبان -في تصريحات صحفية-: إن هذه التفجيرات تكشف على صعيد آخر "حجم استهانة النظام الانقلابي بأرواح وحياة المصريين صغارًا وكبارًا وجنودًا ومدنيين، في سبيل تحقيق هدف واحد؛ وهو تثبيت أركان هذا الانقلاب الهش، والذي فشلت كل الجهود لشرعنته".