أكد محمد الشبراوي -الباحث والمحلل السياسي- أن التوصيات التي قدمتها 122 دولة في مؤتمر جينيف الأخير، التي بلغت 314 توصية حول الانتهاكات المستمرة بحق المصريين في ظل الانقلاب العسكري، كشف عن سوءات نظام الانقلاب، والحالة المزرية لحقوق الإنسان في مصر بعد الانقلاب على الرئيس الشرعي المنتخب، كما كشف عن فشل النظام المصري في التعمية على الانتهاكات؟ وقال -في قراءة تحليلية للوضع في مصر عقب الانقلاب العسكري-: الموقف الأمريكي والأوروبي من الأحداث في مصر، منذ اللحظات الأولى للانقلاب على الرئيس الشرعي المنتخب (دكتور محمد مرسى) كان واضحًا؛ حيث رفضوا وصف ما جرى في مصر بأنه انقلاب عسكري، على الرغم من أن الواقع والمنطق لا يمكن أن يقول بغير ذلك.. هذا الموقف يمثل مؤشرًا لا بد من أن يفطن إليه رافضو الانقلاب العسكري على رأسهم الكتلة الصلبة التي تقود الحراك المناهض للانقلاب (جماعة الإخوان المسلمين ومعها تحالف دعم الشرعية) لبناء استراتيجية واضحة الأدوات والتوجهات لمقاومة الاستبداد ودحر الانقلاب داخليا وخارجيا. وأضاف: أن الهدف الذي يسعى إليه الغرب وأمريكا، وبطبيعة الحال الحليف الاحتلال الإسرائيلي، هو السيطرة على مصر فكريا وسياسيا واقتصاديا وعسكريا، من منطلق أن هناك قناعة لدى هذه القوى مجتمعة أن مصر لو استطاعت أن تهيئ لنفسها قيادة حقيقية فهي مؤهلة لأن تجمع تحت رايتها الدول العربية؛ بما يعنى ذوبان دولة الاحتلال الإسرائيلي ووضع حد للنهب الاقتصادي الذي تمارسه القوى الغربية وأمريكا، ومن ثم فهي تريد السيطرة الكاملة على مصر عبر خلق التبعية، وتأكيد الهيمنة المعنوية على الشعب المصري، ومعه شعوب المنطقة العربية. وأكد أن الحالة المصرية في ظل الانقلاب بقيادة السيسي هي ما كانت تسعى إليه هذه القوى مجتمعة، بل تمثل الوضع المثالي لاستمرار التبعية والهيمنة؛ فمصر في أضعف حالاتها فيما يتعلق بعلاقاتها العربية، وكذلك علاقة حكامها العسكريين بالشعب. وتابع: القوى الرافضة للانقلاب العسكري والكتلة الصلبة (التيار الإسلامي وفي القلب منه جماعة الإخوان المسلمين) لن يكونوا محل ترحيب حقيقي من قبل هذه القوى الغربية، وأسباب عدم الترحيب بهذه التيارات الإسلامية يرجع لكونها رافضة بطبيعة الحال الاحتلال الصهيوني، والتبعية، والهيمنة الغربيةالأمريكية على مصر والمنطقة. وهو ما يجعل هذه القوى الغربية حريصة على مواجهتها والعمل على تصفيتها وتفريغ المنطقة منها. وختم الباحث قراءته التحليلية بعدة توصيات منها: - علي أنصار الشرعية ضرورة أن يوقنوا أن الغرب بزعامة الولاياتالمتحدة لن يقبلوا بهم، ولن يراعوا فيهم حقوق الإنسان والديمقراطية، إلا إذا تخلوا عن ثوابتهم وتوافقوا تماما مع استراتيجيات الغرب ومصالحهم. - التركيز على الاعتماد على النفس، وطرح الاعتماد على المساندة الغربية جانبا مع عدم إغفالها في الجانب الشعبي. - العمل على وضع تصور لبناء جسر تواصل مع الكيانات المحلية والدولية والإقليمية المناهضة للتبعية والهيمنة. - إعداد مشروع وطني متكامل، ورؤية للتعامل مع كل مؤسسات الدولة السيادية وغير السيادية، وكل الأطياف السياسية والمكونات الفاعلة في المشهد المصري ليكون جاهزا للتفعيل بعد دحر الانقلاب. - الاستمرار في الحراك السلمي المناهض للاستبداد والتبعية دون كلل أو ملل مع تطوير الآليات -التركيز على كشف عمالة الانقلاب في مصر وأنه ذراع للمحتل ووكيل للمصالح الغربية والصهيوأمريكية في مصر والمنطقة عبر حملة لإعادة الوعي للمصريين. - العمل على توعية الجماهير بأن الصراع ليس بين جيش وإخوان، أو على سلطة، بل هو صراع لتمكين الشعب ذاته من السلطة وتحويل مطالبه وأولويته وثوابته وقيمه إلى سياسات واقعية ومشروعات وطنية. - العمل على كشف حجم الفساد الضخم المستشري كالطاعون في جسد الدولة المصرية.. وتوضيح خطورة الرضوخ لهذا الفساد الذي يرعاه النظام عبر عقود. - العمل على تصعيد الشباب ونخب وقيادات جديدة تملك الوعي وتدرك حقيقة الصراع. - الاستمرار في كسر حاجز الخوف عند الشعب في مواجهة القمع.