أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ومقره بيروت تقريره الإستراتيجي بعنوان "آفاق المقاومة الشعبية في الضفة الغربية"، والذي يدرس فيه خيارات الشعب الفلسطيني باللجوء للمقاومة السلمية الشعبية كرديف للمقاومة المسلحة وليس بديلا عنها تركز الدراسة على محاولة تشخيص العوامل الموضوعية الدافعة للمقاومة الشعبية، أو تلك المثبطة، ومن ثم الخروج بسيناريوهات محتملة وتوصيات. من هذه العوامل، الثورات الجماهيرية العربية، أو ما اصطلح عليه ب"الربيع العربي"، الذي أعاد ومنذ عام 2010 حضور مفهوم قوة الشعب، ودور الجماهير في تغيير الواقع. وأشارت الدراسة إلى أن الانقسام السياسي وتشوه مفهوم المقاومة الشعبية في ظل ثنائية المقاومة المسلحة في مواجهة المقاومة السلمية واللاعنفية، يسلبان المقاومة الشعبية قيمتها في وجدان الشارع الفلسطيني. وفي ظلّ هذه الحالة، تحصر الدراسة الاحتمالات الممكنة لتطور المقاومة الشعبية في الضفة الغربية في احتمالات ثلاثة: الأول هو استمرار نشوء حالة مقاومة شعبية فعالة وامتدادها في الأراضي المحتلة عام 1948، والثاني استمرار حالات المقاومة الفردية وعجزها عن التحول لحالة شعبية حيوية مستمرة، والثالث هو تجدد حالة الهدوء في الضفة لسنوات بخلق حالة استقرار اقتصادي. توصي الدراسة أصحاب إستراتيجية المقاومة بتبني خيار المقاومة الشعبية لأنها تحظى بالقبول والشرعية السياسية وقادرة على التغلب على حالة التنسيق الأمني. وذلك يتطلب إعادة تركيز الخطاب على المشروع الوطني الفلسطيني وعلى التحرر كهدف نهائي له، بعيداً عن مثيرات "العصبية" الفصائلية. تدعو الدراسة إلى تأسيس اقتصاد شعبي قائم على إعادة التوجه لأدوات الإنتاج الزراعي والحرفي، والدفع باتجاه إعادة تأسيس دائرة اقتصاد فلسطيني داخلي، والدفع لتأسيس إطار أو أطر مناطقية جامعة وعابرة للفصائل