رصد الباحث مصطفى خضري -مدير المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام "تكامل مصر"- أن الجاليات المصرية خصوصاً والعربية عموماً تتمتع في الخارج بقدرتها على التحرك بحرية في بلاد تحترم التظاهر والتعبير عن الرأي، مع وجود فوائض أموال تسمح بالتنقل إلى العواصم الكبرى للتجمع في فعاليات كبرى، وأنه لا يمكن إنكار دور الجاليات المصرية والعربية في الخارج في تعرية الانقلاب أمام الرأي العام العالمي، وتكوين جماعات ضغط مجتمعية في الدول التي يعيشون فيها. وأضاف في تصريح خاص ل"الحرية والعدالة" : أما عن مدى تأثير هذا الدور في الرأي العام العالمي والمنظمات الحقوقية فبالرغم من تأثير الحراك المجتمعي المناهض للانقلاب في فضح النظام المصري وتعريته أمام الرأي العام العالمي؛ إلاّ أنّ تأثيرها يبقى محدوداً على الحكومات، فالمجتمعات الغربية خصوصاً تهتم بالرأي العام في قضاياها الداخلية أمّا القضايا الخارجية مثل الانقلاب الحاصل في مصر فلديهم مبررات جاهزة أمام الرأي العام الداخلي لتبرير أي تعاون مع سلطات الانقلاب، والحكومات الغربية تقف مع الانقلاب ولا ترغب في عودة نظام حكم إسلامي لدولة محورية مثل مصر. ويتابع "خبير التحليل المعلوماتي ": الحراك المصري بالخارج يتميز بخاصيتين، الأولى قدرتهم على الإبداع بعكس الحراك الداخلي الذي يميل للنمطية، وأشهر الأمثلة على ذلك إذاعة إعلان مناهض لزيارة السيسي الحالية إلى أمريكا بغرض حضور جلسات الأممالمتحدة على محطات الراديو الشهيرة والتي يستمع لها معظم الأمريكيين أثناء قيادة السيارات، أما الخاصية الثانية فهي قدرتهم على التحرك بين البلدان الأوروبية أو الولاياتالأمريكية والتجمع في أماكن جامعة بأعداد كبيرة تمنح تحركاتهم زخم مجتمعي يبين حجم الرفض المصري للنظام الحالي. ويصف خضري أشكال حراك الجاليات المصرية بالتنوع ما بين حراك قانوني برفع قضايا على سلطات الانقلاب وأشهرها القضية المرفوعة أمام المحاكم الهولندية، وحراك حقوقي عن طريق المؤتمرات التي يتم عقدها في عواصم أوروبية لفضح الانتهاكات التي يقوم بها الانقلاب ضد المتظاهرين السلميين والقوى السياسية الإسلامية داخل السجون والمعتقلات، بالإضافة إلى الحراك السياسي عن طريق تكوين جماعات ضغط عربية تسعى لعمل لوبي سياسي في تلك البلدان التي يعيشون فيها. ويري خضري أن الحراك الخارجي يؤثرعلى الثوار في الداخل بشكل مباشر عن طريق رفح الروح المعنوية للثوار وتفعيل إحساس التكافل الثوري بين الداخل والخارج وعمل ضغط حقوقي خارجي لفضح الانتهاكات التي ترتكب بحق الثوار في الداخل مما يمثل شكل من أشكال الردع للنظام الانقلابي. وحول تأثير الجاليات المصرية بالخارج في الرأي العام العالمي وعلى وسائل الإعلام العالمية أيضا قال إنّ الحراك الخارجي المناهض للانقلاب يمثل كابوس مروع للنظام الانقلابي الذي صار مادة صحفية خصبة للإعلام العالمي وبالتالي أصبحنا بين وضعين متضادين فهناك رأي عام عالمي مجتمعي مناهض للانقلاب وتحركات غربية حكومية رسمية داعمة للانقلاب، موضحا أن الحراك الخارجي عامل مساعد في تدعيم الحراك الداخلي، أما الثورة في الداخل فهي العامل الأساسي الوحيد الذي يمكنه إسقاط الانقلاب.