آثار الهجوم الصهيونى على إيران صباح اليوم ردود فعل متباينة بين الخبراء والمراقبين فى الوقت الذى زعمت فيه دولة الاحتلال أن هجومها كان ناجحا وحقق أهدافه أكدت إيران أن دفاعاتها الجوية نجحت فى التصدى للهجوم وأن الأضرار كانت محدودة . وقال مراقبون إن العملية تشكل تحولًا نوعيًا في الصراع بين إسرائيل وإيران، الذي يمتد منذ سنوات عبر توجيه ضربات غير مباشرة لمواقع نفوذ إيران في سوريا والعراق. ورجح المراقبون أن تكون العملية قد تمت بتنسيق مع الولاياتالمتحدة، لتجنب تصعيد عسكري واسع قبيل الانتخابات الأمريكية المرتقبة وأشاروا إلى أن العملية الإسرائيلية قد تمثل رسائل ضغط لفرض المزيد من القيود على البرنامج النووي الإيراني، دون الانجرار إلى حرب شاملة في المنطقة. كانت دولة الاحتلال قد نفذت هجومًا جويًا واسع النطاق ضد إيران، أطلقت عليه عملية "أيام الحساب"، أو أيام التوبة بهدف توجيه ضربة استباقية لما اعتبرته تهديدًا متزايدًا على حدودها، وشملت العملية استهداف 20 موقعًا استراتيجيًا ، بمشاركة 100 طائرة مقاتلة. أضرار محدودة فى هذا السياق زعم المتحدث باسم الجيش الصهيوني، أفيخاي أدرعي، أن العملية استهدفت بدقة عالية مجموعة من الأهداف العسكرية التي تقيد حرية حركة سلاح الجو الإسرائيلي في المجال الإيراني. وقال ادرعى الأهداف شملت: 1. منظومات صواريخ أرض-جو ومنصات الصواريخ الأرضية التي تهدد حرية التحرك الجوي الإسرائيلي. 2. قدرات جوية إيرانية: تدمير قدرات الطيران الإيراني التي يمكن أن تشكل تهديدًا لإسرائيل على حدودها. 3. وسائل إنتاج الصواريخ: استهدفت العملية مواقع إنتاج صواريخ زعمت إسرائيل أن إيران أطلقتها ضدها في وقت سابق. في المقابل، أعلنت إيران أن دفاعاتها الجوية نجحت في صد الهجمات الإسرائيلية على أهداف عسكرية في مناطق طهران وخوزستان وعيلام، مشيرة إلى أن الأضرار كانت محدودة في المواقع المستهدفة. ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن مصدر مطلع أن الجيش الصهيوني بالغ في تفاصيل الهجوم، نافيًا أن تكون الأهداف قد وصلت إلى 20 موقعًا أو أن تكون 100 طائرة إسرائيلية قد شاركت في العملية. وأضافت الوكالة الإيرانية أن الهجوم تم من خارج الحدود الإيرانية، في إشارة إلى احتمال استخدام إسرائيل صواريخ بعيدة المدى بدلًا من تنفيذ غارات جوية مباشرة داخل المجال الجوي الإيراني. الحرب الهجينة من جانبه قال الدكتور محمد محسن أبو النور، رئيس مركز تحليل الدراسات الإيرانية، ان الضربات الجوية الإسرائيلية على إيران، اعتمدت على أسلوب الحرب الهجينة مستخدمة الإعلام الكاذب كرافعة لتعزيز صورتها الذهنية ولتضخيم العملية وتعظيم أي عمل عسكري في الإقليم حتى لو كان محدودا وخجولا ولم يحقق أي هدف من أهدافه المعلنة على مدى 26 يوما. وأضاف أبو النور عبر صفحته على موقع فيسبوك : في الساعات الأولى من صباح السبت 26 أكتوبر 2024 حين خلد الإيرانيون إلى النوم معتقدين أن غريمتهم لن تقوم بأي عدوان في ليلتها المقدسة، شنت إسرائيل 3 حملات جوية على إيران أسمتها "أيام التوبة" أو أيام الحساب، واتضح أنها لم تدخل بطائراتها إلى المجال الجوي الإيراني؛ بل اكتفت بإطلاق الصواريخ من خارج الأجواء الإيرانية باستخدام مقاتلات إف 15 وإف 16 وإف 35 فضلا عن طائرات مسيرة أخرى. وأشار إلى أن إسرائيل اعتمدت في هذه العملية على الحرب الهجينة مستخدمة الإعلام الكاذب كرافعة لتعزيز صورتها الذهنية ولتضخيم العملية وتعظيم أي عمل عسكري في الإقليم حتى لو كان محدودا وخجولا ولم يحقق أي هدف من أهدافه المعلنة على مدى 26 يوما. وكشف أبو النور أن المقاطع المصورة التي بثها الإعلام الصهيوني لهذه العملية لا صحة لها وهي تتعلق ب"انفجار مصفاة طهران في يونيو 2021″ و"تفجير بيروت في أكتوبر 2024″، ولا علاقة لها بما حدث في إيران في هذه الليلة التي اختلط فيها الخوف بالأمل والرجاء. وتابع : بعد عملية الوعد الصادق الثانية يوم 1 أكتوبر 2024 حددت إسرائيل 4 أهداف أساسية لضرب إيران هي: البرنامج النووي مصافي النفط منشآت البنى التحتية اغتيال شخصيات كبرى في قلب النظام السياسي، ومن خلال عملية اليوم اتضح أن إسرائيل لم تستهدف ولم تحقق أي من هذه الأهداف. وأوضح أبو النور أن هذا الهجوم يكشف هشاشة اسرائيل وعجزها عن القيام بعملية كبيرة ضد دولة لها دفاعات جوية ولها جيش نظامي في الإقليم، مؤكدا أن الجيش الصهيونى لا يستقوي إلا على جماعات المقاومة بتفوقه الجوي، ولا يستأسد إلا على الدول التي لا جيوش نظامية حقيقية لها. ولفت إلى أن أمريكا وإسرائيل وروسيا أخبرت إيران قبل بدء العملية بساعات من خلال تفاصيل ما سيتم وهو ما اتضح من خلال صورة استعداد الدفاعات الجوية الإيرانية التي قالت إنها تصدت بنجاح لأغلب الصواريخ الموجهة غير أن بعض الصواريخ أصابت أهدافها في منشآت عسكرية خاصة بالصواريخ الباليستية مع وقوع أضرار محدودة. وأكد أبو النور أن هذه العملية أسقطت وإلى الأبد سردية "مسرحية" الصراع الإيراني الإسرائيلي، وحكاية أنه صراع غير حقيقي وعلى أراضي لا تخص الدولتين، ورأى الجميع رأي العين كيف أن الصراع على أشده في ساعات الغسق المعتمة، وفي القلب من العاصمتين طهران وتل أبيب . العاصمة طهران وشدد على أن هذه هي المرة الأولى في تاريخ الجمهورية الإسلامية التي تستهدف فيها عاصمتها طهران منذ الحرب العراقية 1980 1988 وهي التي ظن أهلها أنها محصنة من أي هجوم بعد أن نقل القاجاريون مقر حكمهم إليها في اليوم الأخير من العام الفارسي 1173 ش (1794 ميلاديا) ظنا منهم أن طهران الواقعة أسفل جبال البرز ستبقى منيعة ضد أي عدوان خارجي إلى الأبد. وكشف أبو النور عن اتهامات موجهة إلى دولة قطر التي يقال إن الطائرات الأمريكية انطلقت منها لتزويد طائرات إسرائيل بالوقود، واتهامات أخرى للأردن التي يقال إن الطيارين الإسرائيليين استخدموا مجالها الجوي في تلك العملية؛ ما يعني أن إيران تدخل دولتين عربيتين على خط الأزمة المشتعلة مع إسرائيل . وشدد على أن إيران لابد لها أن تقوم بالرد الحتمي على "أيام التوبة" وفق آلية "الوعد الصادق 3″؛ ثأرا لكبرياء العاصمة طهران، حتى لو تم تحدث العملية الإسرائيلية "الاستعراضية" خسائر ذات بال، متوقعا أن تلجأ طهران إلى المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة التي تحفظ بها لنفسها حق الرد في الوقت الذي تراه مناسبا . علم مسبق وقالت الباحثة فى الدراسات الإيرانية الدكتورة هدى رؤوف ان الغارات الإسرائيلية على إيران، جاءت ردا على الهجوم الذي شنته إيران عليها مطلع أكتوبر، مما أدى إلى دوي انفجارات في 3 مدن إيرانية. وأضافت هدى رؤوف فى تصريحات صحفية أن إيران لديها علم مسبق بالغارات الجوية التي نفذتها إسرائيل فجر اليوم، حيث تم وقف حركة الطيران الجوي الإيراني قبل تنفيذ العملية الإسرائيلية. وتابعت: الإدارة الأمريكية تبحث عن تهدئة الأمور ووقف التصعيد في منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة الحالية، وذلك قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في ال5 من نوفمبر المقبل. وأوضحت هدى رؤوف، أن تقارير أكدت أن الرسالة الإسرائيلية وصلت إلى الإيرانيين عبر عدة وسطاء، حيث قدمت إسرائيل توضيحات مسبقة للإيرانيين حول الأهداف التي ستستهدفها بشكل عام والأهداف التي ستتجنبها . وأشارت إلى أن إسرائيل حذرت الإيرانيين من مغبة الرد على الهجمات، مشددة على أنه في حال قامت إيران بالرد، فإن إسرائيل ستشن هجومًا أكبر، خاصة إذا سقط مدنيون إسرائيليون قتلى أو مصابين .