طهران - وكالات الأنباء: شنت إسرائيل فجراليوم، هجومًا عسكريًا مباشرًا على إيران ضربت خلاله عدة أهداف شملت مواقع لتصنيع الصواريخ وأخرى للقدرات الجوية ردًا على هجوم طهران عليها مطلع الشهر الحالى. وأعلنت إيران مقتل اثنين من جنودها فى هذه الضربات فيما هددت إسرائيل الجمهورية الإسلامية بأنها ستدفع «ثمنًا باهظًا» فى حال قررت الرد مجددًا. وأكد المُتحدث العسكرى لجيش الاحتلال الإسرائيلى العميد دانيال هاجارى، أن الجيش الإسرائيلى نفذ ضربات وصفها بالدقيقة، استهدفت منشآت عسكرية وصناعية إيرانية، ردًا على الهجمات الإيرانية ضد إسرائيل خلال الأشهر الماضية. وأعلن المتحدث انتهاء العملية العسكرية التى أطلقوا عليها اسم «أيام التوبة» و«عودة جميع طائراتنا بسلام إلى قاعدتها». وقال مسئول أمريكى رفيع إن الرد الإسرائيلى على إيران انتهى، وطلب من طهران عدم الرد أو التصعيد، مؤكدا أنه لو قررت إيران الرد «فسنكون مستعدين تمامًا للدفاع عن إسرائيل مرة أخرى وستكون هناك عواقب وخيمة». وأضاف أنه ينبغى أن يكون هذا هو نهاية تبادل الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيران. وأكد مسئول أمريكى آخر أن الهجوم الإسرائيلى على إيران كان مصمما للردع دون إجبار طهران على الرد الانتقامى. ووفقًا لصحيفة معاريف العبرية، نفذت نحو 100 طائرة إسرائيلية مقاتلة سلسلة من الضربات المركزة على نحو 20 موقعًا عسكريًا، بما فى ذلك مواقع للصواريخ الباليستية وبطاريات الدفاع الجوي، على مسافة تزيد على 1600 كيلومتر من إسرائيل. وركز الهجوم الإسرائيلى فى مرحلته الأولى على تحييد منظومات الدفاع الجوى الإيرانية، فى خطوة تكتيكية هدفت إلى ضمان حرية الحركة للطائرات الإسرائيلية فى الأجواء الإيرانية، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، والتى أكدت استهداف الضربات الإسرائيلية مجمعات صناعية عسكرية حيوية، تشمل مصانع إنتاج الصواريخ ومنشآت تطوير وتصنيع الطائرات المُسيرة، إضافة إلى قواعد إطلاق الصواريخ الباليستية، التى تشكل جميعها العمود الفقرى للصناعات العسكرية الإيرانية. استمرت العملية العسكرية التى أطلق عليها اسم «أيام التوبة» لما يقرب من أربع ساعات، وفقًا لمصدر إسرائيلى، فيما أشارت شبكة «إى بى سى نيوز» إلى أن الهجوم الإسرائيلى كان مخططًا له أن يكون «حدثًا ليليًا واحدًا». وأكدت صحيفة واشنطن بوست أن التوقيت كان محسوبًا بدقة، مع مراعاة عدة عوامل استراتيجية وسياسية. وذكرت صحيفة «إسرائيل اليوم» أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت فى غرفة تحت الأرض بمقر وزارة الدفاع. من جانبه، أعلن الجيش الإيرانى مقتل اثنين من جنوده جراء الهجمات الإسرائيلية. وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء أن الجنديين قتلا أثناء التصدى «لمقذوفات النظام الصهيونى المجرم، وذلك دفاعاً عن أمن إيران ومنع المساس بالشعب ومصالح البلاد». وأشارت الوكالة إلى أنه سيتم الكشف عن معلومات إضافية قريباً. وقالت إيران إنها أعاقت الهجوم الإسرائيلى وإن «أضرارا» محدودة لحقت بأهداف عسكرية فى جميع أنحاء البلاد. وأضاف الدفاع الجوى الإيرانى أن إسرائيل هاجمت أهدافًا فى طهران وخوزستان وإيلام. وكشفت مصادر لموقع «أكسيوس» الأمريكى، أن إسرائيل أبلغت إيران أمس الأول قبل غاراتها الجوية الانتقامية وحذرتها من الرد. وأوضحت المصادر أن الرسالة الإسرائيلية كانت محاولة للحد من تبادل الهجمات المستمر بين إسرائيل وإيران ومنع تصعيد أوسع. وقالت المصادر إن الرسالة الإسرائيلية نقلت إلى الإيرانيين من خلال أطراف ثالثة. وقال أحد المصادر لأكسيوس: أوضح الإسرائيليون للإيرانيين مسبقًا ما الذى سيهاجمونه بشكل عام وما الذى لن يهاجموه. وقال مصدران آخران إن إسرائيل حذرت الإيرانيين من الرد على الهجوم، وأكدت أنه إذا ردت إيران، فإن إسرائيل ستنفذ هجومًا آخر أكثر قوة، وخاصة إذا قُتل أو جُرح مدنيون إسرائيليون. وأكد موقع «والا» العبرى أن إسرائيل أبلغت إيران بأهداف هجومها وحذرت طهران من أن ردها سيعقبه رد أشد قوة. كما نقل أكسيوس عن مسئولين أمريكيين أن إسرائيل أخطرت إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن قبل ساعات بأن الغارة الجوية الإسرائيلية ستنفذ هذه الليلة.