بلطجة، إجرام، قتل، هتك عرض، مرادفات لجرائم ضباط الشرطة والجيش في دولة انقلاب 30 يونيو التي يمر على تأسيسها اليوم 10 سنوات كاملة امتلأت بالظلم والقهر وقتل الأبرياء، فقد تجددت معاناة المصريين بعد انتشار الكارثة التي تعرضت لها أسرة مصرية تسكن في "مدينتي" التي يملكها هشام طلعت مصطفى قاتل الفنانة سوزان تميم، حيث كرر ضابط نفس ما فعله هشام مصطفى قبل سنوات مستغلا نفوذه ودمر أسرة كاملة بسبب غضبه من خدش طفل بتلك الأسرة لسيارته ب"الإسكوتر". بلطجة ضابط الضابط برتبة نقيب طبيب، وتشير التفاصيل إلى أن الابن الأصغر في الأسرة كان يلعب ب"سكوتر" أمام المنزل، واصطدم بسيارة جارهم ضابط الشرطة، الذي سرعان ما خرج غاضبا من منزله، وحاول التعدي على الطفل، فنزلت أسرته للدفاع عن ابنها، فقاد المتهم بقيادة سيارته ودهس الأسرة وأحد الأطباء الذين كانوا في ضيافتها أيضا، وذلك عند مربع الفيلات رقم 19 في تجمع "مدينتي" السكني وطارد الضابط الأسرة بالسيارة فقتل الأم، بسمة علي حسنين، وتعمل صيدلانية في مستشفى بسيون المركزي بمحافظة الغربية، وتوفيت إثر إصابتها بنزيف في المخ، فيما أصاب الأب، الطبيب البيطري حمدان زكي، والأطفال الثلاثة، ياسين (11 عاما) بكدمة أسفل العين، ونور (10 سنوات) بجرح قطعي في الفم، وأحمد (7 سنوات) بكسر في القدم اليسرى.
ثورة يا شعب وكتب حساب "جمهورية عليه العوض" اسم الظابط القاتل "زياد"، ونشر صور الأطفال في #حادث_مدينتي، لافتا إلى أن محضر الشرطة العسكرية الذي تم تحريره رقم 926/101/2023 قسم التجمع الأول س28 نيابات عسكرية، وتصريح الدفن خرج من النيابة العسكرية س 28". https://twitter.com/AAlwishe/status/1675653223019958273
وأضاف صاحب الحساب: "النيابة تحاول تعمل أي شيء على الموضوع وتجعله في اتجاه سرعة زائدة والأهالي والجيران بيدفعوا بكل قوتهم علشان بتحاسب لأنه قاتل والكل شاهد". https://twitter.com/AAlwishe/status/1675653543515103232
وكتب صاحب حساب "چيفارا": "أنت يا مصري منك له، تسكن في مدينتي تسكن في الشروق تسكن في زايد تسكن في التجمع طالما أنت غير منتم للحربية والداخلية والقضاء أنت ابن كلب ليس لك قيمة. أنت عبد أنت وعائلتك عند هؤلاء، أنت جربوع دمك رخيص في جمهورية الضباط. واختتم تغريدته بهاشتاجي #ثور_يا_ شعب" و"#حادث_مدينتي https://twitter.com/givara171972001/status/1675653781646630913
وكتب صاحب حساب "قوتنا في وحدتنا وأعدوا" "لأن الجاني نقيب شرطة وطبعا الضابط أحمد مش هيتحاسب زي ما قال الخسيس، فقد أصبح دم المجني عليه وكل الشعب المصري مستباح، لأنه مدني وهيفلت كل ظابط وكل رتبة من العقاب مهما كانت جريمته لأن ملناش قيمة ودمنا رخيص". https://twitter.com/f_reedom1/status/1675631187560210433
ليست الجريمة الأولى وتعيد الأحداث إلى الذاكرة حوادث أخرى أبطالها بطلجية داخلية الانقلاب، حيث سبق وقتل ضابط في منطقة العوامية بالصعيد عويس الراوي أحد شباب القرية خلال إحدى المداهمات، حين اعترض على اعتقال الشرطة لشقيقه بدون سبب. وأضافت المصادر أن الضابط أطلق النار على رأس الراوي فأرداه قتيلا، لتتحول بعدها القرية إلى ثكنة عسكرية، حيث توافدت أعداد كبيرة من القوات والمدرعات في محاولة لمواجهة غضب الأهالي. وغردت "سولي" قائلة: "إحنا رخاص أوي يا سيد لا يا ماما إحنا جبناء أوي، تخيلوا معايا لو كل مواطن أخد قراره بأن يأخد حقه ويقتص لنفسه؟ يعني الضابط اللي يفرم مراتي وابني اقتله حرفيا الطلقة ب 100 جنيه، بدل ما يغمي علي وأقعد أعيط زي الولايا، هي دي الناهية عشان منموتش زي الفراخ في الشوارع". https://twitter.com/solly_man76/status/1675631095822295042
وخلال أحداث ثورة 25 يناير كشف اللواء مجدي أبو قمر مدير أمن البحيرة حينئذ سياسة الجيش والشرطة في مواجهة الأهالي، حين قال لبعض ضباط المديرية في فيديو شهير: "إحنا أسيادهم واللي يمد إيده على سيده ينضرب بالجزمة". وسبق أن اقتحم ضابط شرطة مقر نادي المحامين بأبي زعبل، وأشهر سلاحه الميري في وجه المحامين الموجودين وتحدث معهم بطريقة غير لائقة. كما قتل الشاب محمد يوسف، البالغ من العمر 34 عاما، على يد ضابط شرطة بقرية "منشأة الكرام" بمركز شبين القناطر بالقليوبية، ما دفع المئات من أبناء القرية إلى الاحتجاج على قتل "محمد" وبحسب شهود عيان، دخل الضابط برفقة 2 من أمناء الشرطة على الشاب في مكان عمله بمحل للدواجن، وضربه بمؤخرة مسدسه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وتركه ميتا، وأثار مقتل الشاب غضب الأهالي الذين تظاهروا بالمئات؛ مرددين هتافات من قبيل "عايزين حقه" و"الداخلية حرامية" و"الداخلية بلطجية". كما لقي عادل لطفي، ويعمل مديرا لمؤسسة مختصة بتمويل المشاريع والقروض في محافظة المنيا، مصرعه على يد أمين شرطة، بعد أن توجه لحل مشكلة حدثت بين زوج إحدى العميلات وموظفة بالمؤسسة في شارع الباطنية بقرية طوخ الخيل، وعندما عاتب زوج هذه السيدة فوجىء بقيام الأخير بإحضار سكين من منزله وطعنه في قلبه فأرداه قتيلا في الحال. كما لقي المحامي كريم حمدي مصرعه بعد الاعتداء عليه بالضرب حتى الموت داخل قسم شرطة المطرية قبل عدة سنوات في أعقاب الانقلاب. كما أطلق أمين شرطة النار من سلاحه الآلي على بائع شاي، ما أدى إلى مقتله وإصابة اثنين آخرين، وذلك بأحد الميادين العامة بالقرب من مدينة الرحاب بالقاهرة. وكانت الجريمة التي هزت الشارع المصري رغم التعتيم الواسع الذي قوبلت به من وسائل الإعلام التابعة لسلطة الانقلاب العسكري، هي جريمة قتل تمت داخل قسم ثاني الرمل بالإسكندرية للمواطن "السيد فوزي" بعد اعتقاله من قبل قوات قسم ثاني الإسكندرية، وتعرضه للتعذيب حتى مات. كما قتل الشاب وليد محمد فتحي 27 عاما، نتيجة التعذيب الشديد الذي تلقاه في قسم شرطة الموسكي بعد احتجازه لمدة يومين بدون تهمة. وقال مركز "الشهاب لحقوق الإنسان" أن "وليد" كان يعمل مدير شركة شحن وهو من أبناء محافظة الوادي الجديد ويقيم بالقاهرة، وأنه توفي نتيجة نزيف بالمخ والتهاب رئوي وكسور في الضلوع وفق تقرير وفاته، ولفت المركز الحقوقي إلى أن حالة "وليد" ليست الأولى ولا الأخيرة داخل أقسام الشرطة؛ بل تتعدد حالات الوفاة لأسباب متعددة أهمها التعذيب والإهمال الطبي المتعمد. واتهم والد الشاب الضحية، ضباط قسم شرطة الموسكي بقتل ابنه بالتعذيب حتى الموت، وحرر ضد قسم الشرطة محضرا برقم 456 لسنة 2020 إداري الموسكي. كما قتلن داخلية الانقلاب المواطن القبطي جمال كمال عويضة المقيم في منشأة ناصر بالقاهرة داخل قسم شرطة المنطقة تحت التعذيب ليصبح ضحية أخرى لحكم العسكر، بينما العسكر يدعون أنه شنق نفسه. وقبل سنوات قتل مجدي مكين صاحب عربة الكارو ، في منطقة الزاوية الحمراء ونشر رواد التواصل الاجتماعي صورا له وقد ملأت آثار التعذيب جسده.