خلال زيارة المنقلب السفيه عبدالفتاح السيسي الأربعاء الماضي لقرية الأبعادية بالبحيرة، تحدث مع عدد من الأهالي (ممن استضعفوا) فاستعرض معهم الأزمنة الممتدة بحسب ادعائه للسنة الثالثة على التوالي، مدعيا كما يدعي أعضاء حكومته أن الأزمة العالمية ألقت بظلالها على مصر، كما سبق وادعى أن ثورة يناير غرمت مصر 400 مليار دولار، وهو ما كذبه تقرير أخير لصندوق النقد الدولي، فضلا عن ترقب الجنيه المصري تعويما هو الخامس من نوعه للانخفاض من جديد وفق طلب صندوق النقد . وقال السيسي: "إحنا الحمد لله لو إحنا دولة ضعيفة كنا تأثرنا جامد، ولكن الأزمة عدت الحمدلله بفضل جهودنا". ومن أبرز ما التقطه الناشطون تصريحه "الأكل غالي صحيح، بس إحنا بنبني دولة، والمساجد اللي هدّناها هنرجّعها تاني يا سيدي" وذلك في رده على مهاجمي تنفيذ الدولة للمشروع القومي لمحور ترعة المحمودية بطول 20 كم الذي تسبب في هدم أكثر من 25 مسجدا. وزعم السيسي في كلمته، التي أدار وجهه فيها للجمهور، وخلال انطلاق فعاليات المؤتمر الوطني للشباب في مقر جامعة برج العرب التكنولوجية "الأكل غالي صحيح، بس إحنا بنبني الدولة، وبنعالج تاريخ طويل". وقال: "عايز أقولكم على حاجة، مرضيتش أقول للدكتور مصطفى وقّف محور المحمودية، وورّي الناس كان شكله عامل إزاي، وهقول جملة صعبة، كانت الناس راضية وساكتة، نخليه كدا ونأكل، ولا أشيله وأخليه زي ما بتشوفوه دلوقتي والدنيا تبقى صعبة شوية؟". وتابع: "أسيب الناس مرمية في الشوارع ونايمة في الصفيح والأكل موجود نأكل، ولا أسكّنهم في بشاير الخير والدنيا تبقى غالية شوية، عملنا ال20 كيلو الأوّلانين من محور المحمودية".
وأردف: "كانت كل الناس بتشتكي على الجرائد وعلى مواقع التواصل، ويقولك بتهدوا الجوامع، يا سيدي هنرجع الجوامع والكنائس تاني بس هترجع صح، وأنا بكلمكم كدا بقالنا سنتين ونصف شغالين في امتداد محور المحمودية 55 كم، لنصل حتى البحيرة".
وأكمل: "بيقولك البلد بتحب الطرق، لا مش واخدين بالكم يعني إيه بلد ولا إيه؟ الدولة حاجة تانية خالص، التخطيط بيقوم بيه علماء ودكاترة جامعة ودكاترة بالوزارات المتخصصة، إذا استطاعت الدولة القيام بها يبقى خير".
الصحفي الاقتصادي علاء البحار سخر من تصريحات السيسي وقال عبر @Cv8ZADPry2uwtiA السيسي للمصريين "أكل إيه اللي بتتكلموا عنه، أنا ببني دولة" تحيا دولة الجعانين . وأضاف محسن زين @mohsenzein74 "بيقولك الأسعار غالية والمعيشة صعبة أيوه عشان ببني دولة، ماحضرتك عقبال ماتخلص بناء في الدولة اللي على كيفك هيكون الشعب مات حتى مش هيعرف أبناء ولا أحفاد عشان يعيشوا فيها يبقى بتبني الدولة لمين؟ إلا إذا حضرتك ناوي تبنيها وتقعد فيها أنت وناس معينة من غير ماحد يدوشكم".
https://twitter.com/mohsenzein74/status/1669031579253973021 وكتب محمد ناصر @M_nasseraly، عن قصص وهرتلات يريد السيسي منها "مقصود إنه أنت وأنا والناس كلها بدل ما تتكلم في الأسعار، المعيشة اللي بقت زفت، ديون مصر وفشل السيسي، لانتكلم في الدين، أو أي حاجه تخص الدين والعلاقات الاجتماعية ، الهدف أنه الناس تقعد تهري، فالمجتمع يبوظ، ولما المجتمع يبوظ هنعرف نحكمه ونشكمه". وعلق قائلا: "هي فرقعة وبس عشان الناس تتكلم فيها وتنسى إنه فيه تعويم جديد جاي وفيه سد نهضة وإن مصر بتغرق ومنحدرة نحو الدرك الأسفل من الجوع والفقر والمرض".
https://twitter.com/M_nasseraly/status/1668950588841762816 مسيطرين وفي وقت شهد فيه الجنيه المصري مزيدا من الهبوط بالأسواق المحلية، مدفوعا بندرة العملة الصعبة في البنوك، وتراجع قيمة الأسهم والسندات المصرية في الأسواق الدولية، مع تضخم فواتير مستحقة على الخزانة العامة، لم تستطع الحكومة تدبير أقساطها، عوضا عن تقارير تصف عاصمته الإدارية بالفقاعة ومقالات توضع كيف أفسد السيسي والجيش مشروعات بإهدار المليارات وسوء إدارة. قال السيسي في مستهل زيارته إلى قرية "الأبعادية": "اطمئنوا، نحن مسيطرون على الأمور".
وأشار السيسي إلى هذه الأزمات إجمالا وقال: "التحديات الراهنة في مصر كثيرة جدا، ومنها أزمة نقص الدولار"، ولكنه ما لبث أن ألحق بها زعما وذلك بقوله: "وعلى سبيل المثال، مبادرة تطوير الريف كان مخصصا لها في البداية ما بين 200 و250 مليار جنيه، ولكن هذا المبلغ ارتفع إلى 350 مليار جنيه للمرحلة الأولى من المبادرة، أي أن اكتمال المرحلتين الثانية والثالثة لها يعني إنفاق أكثر من تريليون جنيه (نحو 32 مليار دولار)".
وتابع السيسي: "نعاني من تبعات أزمة الزيادة السكانية الضاغطة علينا، فعدد السكان كان لا يزيد على 20 مليونا في عام 1952، ثم تضاعف إلى نحو 40 مليونا في 1982، ثم إلى 80 مليونا تقريبا في 2011، والآن عدد السكان وصل 105 ملايين نسمة، يضاف إليهم 9 ملايين آخرين من الجنسيات الأخرى المتواجدة في الداخل".
وأردف ،أبطأنا معدل تنفيذ بعض المشروعات، والأسعار ارتفعت كثيرا، ولكنني أريد القول إن "عدد السكان زاد بنحو ستة ملايين نسمة في هذه السنوات الثلاث، لا زلنا نحاول تخفيف حدة آثار الأزمة المستمرة منذ عام 2020، علما بأنها خلفت تداعيات كبيرة على دول اقتصادها أقوى من مصر وأغنى منها".
ووتعيش مصر أزمة اقتصادية صعبة، بعدما ارتفع سعر الدولار مقابل الجنيه في العقود الآجلة إلى نحو 45.90 جنيها، وبلغ 43 جنيها في سوق الذهب، و41.50 جنيها للبيع، و40 جنيها للشراء في السوق السوداء، بينما يستقر للشهر الثاني على التوالي عند 30.95 جنيها في السوق الرسمية.