في الوقت الذي تستضيف فيه الغردقة محادثات ليبية بين مليشيات شرق ليبيا وحكومة الوفاق الشرعية بطرابلس، تدعمها الولاياتالمتحدة ويصفها أحمد معيتيق عضو المجلس الرئاسي في طرابلس بأن "توصيات مباحثات الغردقة "جيدة" وندعم أي مبادرة ترفع المعاناة عن الشعب الليبي"، كشفت صحيفة “الجارديان” البريطانية، أن شحنات الأسلحة الإماراتية لم تتوقف إلى خليفة حفتر رغم قرار الأممالمتحدة حظر إرسال السلاح إلى هذا البلد الذي يعاني من حرب أهلية، مشيرة إلى أنه يتم إرسال الأسلحة عبر القواعد الجوية المصرية. لا حظر وقالت الكاتبة الانجليزية "روث مايكلصن" إن الحرب التي مضى عليها تسعة أعوام دعمت تركيا الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس، حكومة الوفاق الوطني، فيما عززت الإمارات من قوة القوى التابعة للجنرال خليفة حفتر في شرق ليبيا. وقال دبلوماسي على اطلاع بالتقرير القادم للجنة الخبراء في الأممالمتحدة والذي سيركز على الانتهاكات إن “حظر تصدير السلاح لا يزال غير فاعل”. وأضاف: “في حالة الدول الأعضاء المشاركة بشكل مباشر بالنزاع فالانتهاكات كثيفة وصارخة وبدون اعتبار للإجراءات التي تحظر السلاح”. وقالت الصحيفة إن النتائج التي توصلت إليها هي جزء من تحقيق مشترك مع “بيلينجكات” و"لايتهاوس ريبورتس" التي تركز على وضع السلاح البريطاني حول العالم. وأكدت أن الإمارات تستخدم أسطولها من طائرات "سي-17 جلوبماستر 3" وهي طائرة نقل عسكري ضخمة حسب الشركة المصنعة لها وهي بوينغ. ولم ترد بوينغ ولا وزارة الدفاع الإماراتية للتعليق. وتقول الصحيفة إن طائرة سي-17 أصبحت جزءا مهما في الجسر الجوي بين الإمارات ومصر بعد ملاحقة الطائرات التجارية المصنعة في روسيا من نوع إلوشين- 2-76 والتي كانت تعمل تحت شركة سيغما للطيران عام 2019. وتم استبدالها لاحقا بطيران أزي وجينس. وأضافت أن الصور الملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية تكشف هذه الطائرة وهي تحلق بشكل دوري من مطار قصويرة الصحراوي في الإمارات إلى قاعدتين عسكريتين في صحراء مصر الغربية، هما سيدي البراني القريبة من الحدود الليبية وجناكليس القريبة من الإسكندرية. وأوضحت أن من يقود الطائرات طيارون عسكريون إماراتيون من قاعدة عسكرية إلى أخرى مما يبدد أي شك عن المهمة المدنية لهذه الطائرات. وكشفت الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية عملية بناء عسكري متزايدة في قاعدة سيدي البراني الجوية منذ نهاية 2019. تحقيق بي بي سي وفي تحقيق صحفي أجرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في 27 أغسطس نسب إلى تحقيقات دولية إثبات تورط دويلة الإمارات في قصف طلبة الكلية العسكرية طرابلس وأن طائرة الوينج لونج التي قصفت الكلية كانت تنطلق من القواعد العسكرية المصرية الغربية. وكشف تحقيق "بي بي سي" أن طائرات وينج لونج 2 التي نفذت الهجوم على مدرسة طرابلس العسكرية، كانت تعمل فقط من قاعدة الخادم» الجوية في ليبيا. واضاف أن الإمارات اشترت هذه النوعية من الطائرات في عام 2017- 15 طائرة من نفس الطراز، و350 صاروخًا من نفس النوع المستخدم في الهجوم، وهي من قامت بتزويد وتشغيل تلك الطائرات. وأكد تحقيق "بي بي سي" وجد أدلة تكشف ضلوع مصر في الجريمة، إذ تبين أنها سمحت لالإمارات باستخدام القواعد الجوية العسكرية المصرية القريبة من الحدود الليبية. ونقلت -بالفعل- طائرات «وينج لوونج 2» الموجودة في ليبيا عبر الحدود إلى قاعدة جوية بالقرب من سيوة في الصحراء الغربية المصرية. وتعتبر القواعد العسكرية المصرية القريبة من الحدود الليبية مهمة جدا في جهود الإمارات لدعم حفتر. وقال دبلوماسي إن ما عليها يتم نقله عبر الشاحنات أو تنقله طائرات من جانب حفتر. و”كتبت لجنة الخبراء في الأممالمتحدة أن هذا دعم غير مباشر من السلاح والمواد الأخرى وهو خرق لحظر تصدير السلاح”. ولم ترد وزارة الدفاع المصرية على أسئلة حول استخدام قواعدها العسكرية واستقبالها طائرات إماراتية. اتفاق برلين ورغم مشاركة الإمارات ومصر في مؤتمر برلين الذي هدف لوقف وصول السلاح والمال إلى الأطراف المتنازعة. وشاركت في المؤتمر 11 دولة برعاية المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بهدف وقف القتال بين حكومة الوفاق في غرب ليبيا وحفتر في الشرق، واعتبر المؤتمر كنقطة تحول في النزاع وحضرته الولاياتالمتحدةوروسيا وفرنسا وبريطانيا إلى جانب تركيا. وكان القرار الأهم وهو فرض العقوبات على الدول التي تنتهك قرار حظر تصدير الأسلحة. ولكن شحن الأسلحة استمر أثناء جلسات المؤتمر مما جعل قرار الحظر في حكم الملغي.