"الحكومة نجحت في خطة الإصلاح الاقتصادي.. لكن المصريين ازدادوا فقرا"، هكذا يمكن وصف ما صدر عن البنك الدولي خلال إعلانه عن تمديد إطار الشراكة مع عصابة الانقلاب العسكري لمدة عامين آخرين. وقال البنك الدولي في بيان صحفي إن "حوالي 60% من سكان مصر إما فقراء أو أكثر احتياجا"، لكنه اعتبر أن الإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها عصابة الانقلاب بقيادة السفاح عبد الفتاح السيسي تظهر علامات نجاح مبكرة. سلسلة كوارث وحلت في شهر يوليو الجاري ذكرى غدر العسكر بالرئيس الراحل محمد مرسي، أول رئيس مدني مصري منتخب بعد ثورة 25 يناير 2011، بانقلاب عام 2013 بقيادة وزير الدفاع في حينها السفيه السيسي، الذي عيّنه رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور رئيسًا مؤقتًا للبلاد. وأعاد حديث البنك الدولي عن نجاح حكومة الانقلاب وزيادة الفقر، الجدل بشأن سياسات "الإصلاح الاقتصادي" في مصر وتأثيرها على المصريين، كما أثار البيان سخرية نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي باعتبار أن ما ذكره عن نسبة الفقر يمثل في الحقيقة حصيلة واقعية لسياسات السفيه السيسي. وزيادة في الكوارث بث التلفزيون الإثيوبي مقطع فيديو جديد يظهر امتلاء بحيرة سد النهضة عن آخرها بالمياه، عكس تصريحات المسئولين الإثيوبيين عن تعبئة أولى فقط وتظهر أن أنفاق السد الأربعة مغلقة والمياه تتدفق من أعلاه، وهنأ وزير الخارجية الإثيوبي جيدو أندارجاشيو، مواطنيه بإتمام بلاده المرحلة الأولى من ملء خزان سد النهضة، وقال في تغريدة تصعيدية: بات لدينا بحيرة، ولن تتدفق مياهها نحو نهر النيل. وكتب أندارجاشيو في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع تويتر، الأربعاء: "تهانينا! كان نهر النيل والآن أصبح هناك بحيرة، ولن تتدفق مياهها نحو النهر، منها ستحصل إثيوبيا على ما تحتاج إليه من أجل التنمية". وتابع: "في الحقيقة.. النيل لنا". تقول الناشطة أسماء النوساني: " أيوه بكره السيسي كراهية أساسها حبي لمصر ده مش خيانة ولا قلة وطنية، لكن مش هافرح ولا أشمت في بلدي لما تكون أمام تهديد وجودي بسبب اتفاق المبادئ اللي بسلامته وقّعه وبعدين لعب كلوا بامية مصر أمام تهديد هو الأكبر على الإطلاق، مش قد الشيلة ارحل مش ده كلام لميس ل د. مرسي؟". ولخص محمد عوض "انقلاب يوليو 2013 يعد أكبر كارثة حلت بمصر على كل الأصعدة، سواء على المستوى الأخلاقي أو السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي.. فهذا الانقلاب يعد احتلالًا صهيونيًا بامتياز، بل هو أسوأ من الاحتلال الفرنسي أو الإنجليزي أو الإسرائيلي.. ولا مجال لتحرير مصر من هذا الاحتلال إلا بانفجار ثوري هادر". أزمات كثيرة وتعدّدت الأزمات منذ الانقلاب العسكري، وجاءت على المستويات كافة، الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وضربت المشكلات جميع مناحي الحياة، فارتفعت معدلات الجريمة تحت قسوة الظروف المعيشية، وارتفعت معها معدلات الانتحار لأسباب اقتصادية، ووصلت الأسعار لمعدلات قياسية تجاوزت قدرة المواطنين على التجاوب معها. هذا فضلًا عن الانتهاكات الحقوقية وتراجع الحريات العامة، في وقت باتت فيه الأنباء عن مقتل جنود مصريين على أيدي العناصر الإرهابية أخبارا اعتيادية يعايشها المصريون بشكل شبه يومي، من دون أن تتم محاسبة أي من المسئولين. يقول الناشط صاحب حساب المصري: "طبعا العسكر عشان يفرّحوا معيزهم جابوا شوية غلابة من المختفين قسريا وصفّوهم وحطوا الأسلحة جنبهم وصوروهم، والمتحدث العسكري الكداب يعرض الصور على انهم الإرهابيين اللي اتقتلوا اثناء الهجوم على الكمين.. نفسي في مرة تقبضوا عليهم وتعلنوا أسماءهم ونعرف إيه اللي وراهم". من جهته، قال الدكتور محمد نصر علام، وزير الري والموارد المائية الأسبق، بأنه في حالة انتهاء إثيوبيا من ملء السد بشكل كامل وبصورة منفردة بنسبة 74 مليار متر مكعب سيكون لذلك عواقب وخيمة على الشعب المصري والأمن المائي المصري من خلال تأثر السد العالي وتوقف كهرباء توليد الكهرباء من السد وعدم وجود مخزون كاف لدى مصر لسنوات الجفاف، مشيرًا إلى سعي الدولة الإثيوبية للتحكم في مصر من خلال السعي للحصول على حصة في النيل الأزرق. اوعى تشتكي وفي إحدى منشوراتها الداعية لنزول المواطنين المصريين في تظاهرات ضدّ الرئيس الراحل محمد مرسي، قالت حركة تمرّد – التي صُنعت داخل أروقة جهازي الاستخبارات العامة والاستخبارات الحربية بتمويل إماراتي، بحسب ما كشفته تسريبات صوتية في مرحلة لاحقة من انقلاب الثالث من يوليو 2013 – "متنزلش يوم 30/6، بس اوعى تشتكي لما الكهرباء تقطع، أو تشتكي من الضرايب اللي على مرتبك اللي مش مكفيك، أو تشتكي من أزمة سولار أو من الأسعار اللي داخلة سَبَق وأنت ماشي وراها حافي، أو تشتكي لمّا كرامتك تتهان جوه وبرا بلدك، أو لو ابنك راح يخدم الوطن ورجع جثة". عدّد المنشور المحرّض على التظاهر وقتها مجموعة من الأزمات التي روّجت لها الحركة الاستخباراتية، من دون أن يكون في حسبان من وقّع على تلك الاستمارة، أو من تجاوب مع دعوة التظاهر تحت ضغط آلة إعلامية روّجت للعديد من الأكاذيب كنوع من التمهيد للانقلاب العسكري، أنّ الأوضاع ستتجه إلى الأسوأ تحت قيادة العسكر المنقلبين للبلاد. فما أن تمكّن وزير الدفاع وقتها، السفيه السيسي، من السيطرة على مقاليد الأمور وزمام البلاد، حتى تبدّلت الأمور وانقلبت رأسًا على عقب، وتحوّل خطابه للشعب المصري من الخطاب الحاني، عندما أعلن في بيان الانقلاب في الثالث من يوليو أن الشعب لم يجد من يحنو عليه، إلى خطاب مهاجم لعموم المصريين، لا سيما عندما قال لهم خلال أحد المؤتمرات "هتاكلوا مصر يعني".