كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن جانب من المؤامرة السعودية الإماراتية لإفشال القمة الإسلامية التي عُقدت مؤخرًا في العاصمة الماليزية كوالالمبور، لمناقشة عدد من قضايا العالم الإسلامي، والبحث عن آليات جديدة لدعم وحدة الدول الإسلامية ومواجهة التحديات التي تواجهها. وقال أردوغان، في تصريحات صحفية في ختام القمة الإسلامية في كوالالمبور: إن “باكستان تعرَّضت لضغوط سعودية من أجل ثنيها عن المشاركة في القمة الإسلامية في ماليزيا”، مشيرًا إلى أنَّ مثل هذه المواقف التي تصدر عن السعودية وإمارة أبو ظبي ليست الأولى من نوعها. وأضاف أردوغان أنَّ “السعوديين هدّدوا بسحب الودائع السعودية من البنك المركزي الباكستاني، كما هدّدوا بترحيل 4 ملايين باكستاني يعملون في السعودية واستبدالهم بالعمالة البنغالية”، مشيرًا إلى أنَّ باكستان التي تعاني من أزمات اقتصادية كبيرة، اضطرت لاتخاذ موقف بعدم المشاركة في القمة الإسلامية، في ظل هذه التهديدات والضغوط. وأضاف أردوغان أن “القضية قضية مبدأ في الأساس، فعلى سبيل المثال السعودية لا تقدم مساعداتها للصومال، لكن الصومال أظهرت موقفًا ثابتًا، بالرغم من الأوضاع الصعبة التي تعاني منها، ولم تُذعن لضغوط الرياض عليها لتغيير مواقفها مقابل تلقي مساعدات”، مشيرا إلى أنَّ أبو ظبي كانت ستقدم هي الأخرى على بعض الخطوات في الصومال؛ لكنها تراجعت عنها لاحقًا لعدم استجابة الصومال لمطالبها. وكان رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، قد أعلن بشكل مفاجئ عن انسحابه من “القمة الإسلامية المصغرة” بماليزيا، وذلك بعد أيام من زيارته للرياض، وأعلن وزير الخارجية الباكستاني شامة محمود قريشي، الثلاثاء الماضي، عن أن إلغاء “خان” مشاركته في القمة جاء بسبب “تحفظات” من السعودية والإمارات بخصوص القمة، فيما أجرى “خان” اتصالًا هاتفيًّا مع نظيره الماليزي مهاتير محمد، وأعرب عن أسفه لعدم تمكنه من حضور القمة. من جانبه قال عبد الباسط، سفير باكستاني سابق، إن القرار يمثل “إخفاقًا دبلوماسيًّا داخليًّا”، معتبرًا أن” إسلام أباد كان عليها القيام بواجبها قبل الالتزام بمبادرة كهذه”، مشيرا إلى أنَّ باكستان لم يكن عليها الانسحاب، حتى لو تطلب الأمر إرسال وفد دبلوماسي من مستوى أدنى.