قال الشيخ هاشم إسلام –عضو لجنة الفتوى بالأزهر سابقا وعضو الاتحاد العالمي لعلماء الأزهر-: إن مشاركة البابا تواضروس بابا الكنيسة الأرثوذكسية في مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف المنعقد اليوم الثلاثاء تحدث لأول مرة، وهي سابقة الأولى من نوعها، مشيرا إلى أنه أمر لا يمكن حدوثه في ظل الوضع الطبيعي، أما في ظل الوضع المنقلب فقد وقع، مؤكدا أنه ليس من المعتاد أو المقرر في لائحة المجلس ومؤتمراته حضور البابا، ولكن الأمور منقلبة، وحضور بابا الكنيسة وشيخ الأزهر بالمؤتمر يرد الوضع لأصله، فقد قام بالانقلاب مجموعة من العسكر، وفي محاولة فاشلة لشرعنة الأمر جاءوا بشيخ الأزهر وبابا الكنيسة وحزب النور وبعض علمانيين ويساريين وشيوعيين. وجاء الانقلاب باغتصاب شرعية البلد وإرادة أمة وشعب، فالأمر ليس خاصا بحزب أو جماعة. وأضاف في تصريح خاص ل"الحرية والعدالة" وليس من حق الكنيسة ممارسة السياسية فيما الواقع يؤكد أنها صارت تلعب سياسة وتتبنى مواقف سياسية وتقوم بالتوجيه وهذا أمر خطير، ولا يجب أن نغض الطرف عنه، وشاركت في مشهد الانقلاب، وحشدت المسيحيين في 30 يونيو، وبالاستفتاء الذي جاء بوثيقة باطلة فيها عوار.
ويرى "إسلام" أن مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية -والذي تم إعادة تشكيله بعد الانقلاب- مؤتمر سياسي في المقام الأول وهو لتسييس الدين لهذا النظام الانقلابي الباطل وتجميل الشكل القبيح للانقلاب ومحاولة لشرعنة عوار هذا الانقلاب العسكري الدموي أمام العالم، وتجميل ما يقوم به من مظالم ومحاولة إضفاء الشرعية عليه. وقال "إسلام" والفضيحة التي لن تنسى ولن يمحوها مر الليالي أن يُدعى باباهم تاواضروس إلى هذا المؤتمر الإسلامي في الوقت الذي منعت فيه تمثيل دولتي قطروتركيا فعن أي إسلام يتحدثون؟
وحين نوصّف الانقلاب من الناحية الشرعية فهو انقلاب عسكري متكامل الأركان، انقلاب علماني وصليبي وصهيوني وماسوني وشيوعي تكالبت فيه شبكات المصالح بداخل مصر وخارجها، ويظل انقلاب باطل شرعا وعرفا وقانونا هو وكل ما يترتب عليه من آثار، لافتا إلى أنه "انقلاب صليبي" وكل القوى العالمية تتآمر فيه على مصر، وهو حرب على الإسلام والمسلمين وعلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهي حرب لها ثلاثة أشكال ظاهرة ومقنعة وخفية، و"المقنعة" خطيرة مثل التي يديرها أذرع الإعلام، و"الخفية" تدور في الخفاء ولا يعرفها أحد، ونربط ما يحدث بما طالب به "د.أحمد كريمة" بإلغاء وزارة الأوقاف وإنشاء وزارة للشئون الدينية تشمل 3 وكلاء أحدهم مسلم والثاني مسيحي والثالث يهودي.
وحذر "إسلام" من المخاطر المحدقة بمصر متسائلا هل يريدون مصر دولة صليبية وصهيونية وماسونية يهودية، وهل يحلمون بمصر دولة شيوعية يسارية شيعية، وعلمانية جوفاء لا دين لها، واصفا هذا كله بانقلاب أوضاع. مذكرا بما حدث في السابق بمؤتمر حوار الأديان الذي ذهب إليه ممثلون من الأزهر الشريف وجاء فيه تصريحات من مسئولين في الفاتيكان قالوا لهم "نحن لا نعترف بالإسلام" والذي سبب في وقته قطيعة كبيرة بين الأزهر والفاتيكان. لافتا إلى أنه حين يقام قداس الكنيسة يهرول له قيادات الدولة، فهل صار مقر الحكم ومن يريد الحكم يذهب للكنيسة، موضحا أنه لأول مرة يذهب بابا الكنيسة تواضروس لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وفي ظل الانقلاب صارت هناك علامات وأفعال حيث تغلق مساجدنا ولا تفتح إلا للصلاة، وفرضت خطبة موحدة بيوم الجمعة كأن علماء المسلمين عقموا الفكر، معتبرا توحيد الخطبة بذاته حربا على الله ورسوله، متسائلا فهل هم سيوحدون خطاب الكنيسة، وهي مفتوحة 24 ساعة، ومساحة الأديرة والكنائس أكبر في مساحاتها من المساجد والزوايا، بخلاف الكنائس الجديدة. وأكد "إسلام" أن المسحيين في مصر لهم كامل حقوق المواطنة، ولا نقبل إطلاقا بهدم كنيسة أو اعتداء على مسيحي واحد، ولا نقبل أن يسلب مال واحد منهم، فالإسلام هو الذي حفظهم، ولكن ما المطلوب بعد الانقلاب الآن هل هو زرع كنائس وصلبان والأقلية تحكم الأغلبية بالقوة وبالاستعانة بالخارج، وهل حضر تواضروس مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية اليوم ليقوم بتوجيه المجلس؟
ويرى أن موضوع مؤتمر المجلس لا علاقة له بالبابا تواضروس فهو شخصية ذات ثقل، فهو رئيس الكنيسة الأرثوذكسية العالمية وليس فقط في مصر؟ محذرا من أصحاب الفتاوى الشاذة ومن يريدون تحويل جامعة الأزهر لسجن حربي فيما يتم انتهاك الأعراض بالجامعة، فمن يطلق الفتاوى الضالة المسيسة هم شيوخ السلطة، فهل جاء الشيطان بمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ليعظ؟ فما يجري بالمؤتمر يقول "الشيطان يعظ".
وبشأن منع قطروتركيا من مشاركة علمائهما بمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية استكمال تفكيك الأمة ومخالفة لما أمرنا به المولى عز وجل من توحد ونبذ الفرقة قال تعالى: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا"، وقال "إِنَّ هَذِهِ أُمَّتكُمْ أُمَّة وَاحِدَة وَأَنَا رَبّكُمْ فَاعْبُدُونِ" ومصر كانت أم الدول العربية والإسلامية، أما تفرقها اليوم فهو في صالح الصهيونية والصليبية والماسونية والشيوعية العالمية وبصالح أصحاب المصالح والشياطين والباطل.
وقال "إسلام" إن استبعاد تركيا من الحضور يأتي بعد نجاحها في تحقيق اكتفاء ذاتي وإنتاج دبابة وطائرة وبناء اقتصاد قوي، واستبعادها مع قطر لأنهما وقفا مع الحق، فوقف ضدهما من أغلقوا القنوات واعتقلوا وقتلوا الآلاف ومن جعلوا الاقتصاد والسياحة منهارين، مهدرين كل الثوابت ببلد ينهار خاصة بعد أن تم تهريب 65 مليار دولار لبنوك سويسرا بالأشهر الماضية، محذرا من استهداف تمزيق الأمة والقوى الإسلامية.
وبشأن مشاركة عمر موسى "رئيس لجنة الخمسين" المعينة من سلطة الانقلاب التي صاغت وثيقة الدم في مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أشار "إسلام" إلى أن مشاركته تثبت أن الانقلاب يسعى لشرعنة الباطل وتأسيس دولة كنسية دينية باستخدام بعض رجال الدين الفسدة كما حدث في العصور الوسطى، فهناك بعض رجال دين فاسدين أكثر دموية يستخدمهم الانقلابيون لإضفاء الشرعية عليهم مثل الشيخ الذي قال "اقتلوهم" وللقول والزعم بأن الحاكم مؤيد من عند الرب، أي أن الانقلاب أعاد الدولة الدينية التي زعم أنه جاء ليمنعها، فيما الإسلام دولته تتعامل مع المدنية والحياة وقيم العدل والمساواة، مؤكدا أن هؤلاء يحاربون الإسلام باسم الإسلام.