أول إجراء من وزارة الرياضة بشأن أزمة «الدروس الخصوصية» في صالة حسن مصطفى    «المصري اليوم».. 20 عاما «من حقك تعرف» (ملف تذكاري)    سعر الجنيه الاسترلينى اليوم الإثنين 10-6 -2024 مقابل الجنيه المصرى    شعبة القصابين تكشف تطورات أسعار اللحوم في الأسواق    انخفاض معدل التضخم الشهري (-0.8%) لشهر مايو 2024    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الإثنين    سها جندي: نعمل على تدشين المركز المصري الإيطالي للوظائف والهجرة    جولدمان ساكس يتوقع زيادة الطلب في الصيف على النفط وارتفاع سعرة    متحدث جيش الاحتلال: نفذنا عملية عسكرية واسعة فى مخيم الفارعة بالضفة الغربية    تقارير عبرية: وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي سيصوت ضد تجنيد الحريديم    ماكرون: على ثقة أن الفرنسيين "سيقومون بالخيار الصحيح" خلال الانتخابات المبكرة    جيش الاحتلال: نفذنا عملية عسكرية واسعة في مخيم الفارعة بالضفة الغربية    سنتكوم: أجرينا عملية إنزال جوي للمساعدات الإنسانية إلى شمال غزة    مجموعة مصر، بوركينا فاسو يستضيف سيراليون في تصفيات كأس العالم    بشير التابعي: الأهلي في حاجة للتعاقد مع أحمد حجازي    شبانة: رمضان صبحي قدم دفوع طبية بشأن فساد العينة    لجان الثانوية العامة تمنع دخول الطلاب اللجان بعلب السجائر والولاعات    انطلاق تشغيل قطارات العيد الإضافية.. اعرف المواعيد    «ابعت الأسئلة وخد الحل».. شاومينج يحرض طلاب الثانوية العامة على تصوير امتحان التربية الدينية    توصيلة الموت.. حكايات من دفتر ضحايا لقمة العيش    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى إمبابة دون إصابات    تعرف على عقوبة التحريض على الفجور والدعارة بالقانون    بعد غياب 3 سنوات.. هنا الزاهد تعود لدراما رمضان بمسلسل من بطولتها    الثانوية العامة 2024| انتظام جميع لجان امتحانات المنيا    البابا تواضروس الثاني يدشن الكنيسة الجديدة باسم القديس الأنبا إبرام بالفيوم    بعد زواجها من أمير طعيمة.. يسرا الجديدي تتصدر التريند    السعودية تطلق خدمة أجير الحج والتأشيرات الموسمية.. اعرف التفاصيل    السعودية تستضيف ألف حاج من ذوي شهداء ومصابي غزة بأمر الملك سلمان    لأول مرة مقاتلات أوكرانية تضرب عمق المناطق الروسية    لميس الحديدي: رحلتي لم تكن سهلة بل مليئة بالتحديات خاصة في مجتمع ذكوري    مع فتح لجان امتحانات الثانوية العامة 2024.. دعاء التوتر قبل الامتحان    تعرف على ما يُستحب عند زيارة النبي صلى الله عليه وسلم    نشرة ال«توك شو» من «المصري اليوم»: رئيس «اتصالات النواب» يزف بشرى سارة عن مكالمات التسويق العقاري.. وعمرو أديب عن مدرس الجيولوجيا: «حصل على مليون و200 ألف في ليلة المراجعة»    ضياء رشوان: الرئيس السيسي يضع عينيه على المستقبل    الفلسطيني أمير العملة يتوج بذهبية بطولة العالم بلعبة "المواي تاي"    تركي آل الشيخ يعلن مفاجأة عن فيلم ولاد رزق ويوجه رسالة لعمرو أديب    الكشف على 1346 مواطنا خلال قافلة طبية مجانية بقرية قراقص بالبحيرة    ضياء رشوان ل قصواء الخلالي: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسُحقنا    هؤلاء غير مستحب لهم صوم يوم عرفة.. الإفتاء توضح    عند الإحرام والطواف والسعي.. 8 سنن في الحج يوضحها علي جمعة    ضمن فعاليات "سيني جونة في O West".. محمد حفظي يتحدث عن الإنتاج السينمائي المشترك    وصفة سحرية للتخلص من الدهون المتراكمة بفروة الرأس    عددهم 10 ملايين، تركيا تفرض حجرًا صحيًا على مناطق بالجنوب بسبب الكلاب    عمر جابر ساخرًا: انضمامي للمنتخب بسبب صداقتي بمحمد صلاح "يحدث في عالم سمسم"    بمساحة 3908 فدان.. محافظ جنوب سيناء يعتمد المخطط التفصيلي للمنطقة الصناعية بأبو زنيمة    النسبة التقديرية للإقبال في انتخابات الاتحاد الأوروبي تقترب من 51%    برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في القاهرة والمحافظات (رابط متاح للاستعلام)    عمر جابر يكشف كواليس حديثه مع لاعبي الزمالك قبل نهائي الكونفدرالية    محمد طارق: رمضان صبحي يحتاج الزمالك وجمهور الأبيض أقوى من الأهلي    القطاع الديني بالشركة المتحدة يوضح المميزات الجديدة لتطبيق "مصر قرآن كريم"    تعرف على فضل مكة المكرمة وسبب تسميتها ب«أم القرى»    نقيب الصحفيين: نحتاج زيادة البدل من 20 إلى 25% والقيمة ليست كبيرة    "صحة الشيوخ" توصي بوضع ضوابط وظيفية محددة لخريجي كليات العلوم الصحية    ضياء السيد: عدم وجود ظهير أيسر في منتخب مصر «كارثة»    عوض تاج الدين: الجينوم المصرى مشروع عملاق يدعمه الرئيس السيسى بشكل كبير    مصر في 24 ساعة| لميس الحديدي: أصيبت بالسرطان منذ 10 سنوات.. وأحمد موسى يكشف ملامح الحكومة الجديدة    لميس الحديدي تكشف تفاصيل تهديدها بالقتل في عهد الإخوان    محافظ المنوفية يفتتح أعمال تطوير النصب التذكاري بالباحور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.رفعت سيد أحمد يكتب: سموم الإخوان والسلفيين القاتلة ضد أقباط مصر
نشر في الدستور الأصلي يوم 23 - 10 - 2013

كتب السلفية والإخوان تزخر بعشرات الفتاوى ضد مسيحيى مصر ولم يتم الاعتذار عنها حتى الآن

الفتاوى القاتلة تحرِّم السلام على المسيحيين وتكفِّر من يهنئهم بأعيادهم وتحظر بناء الكنائس وتعتبرها دورا نجسة!!

تعاليم السلفيين والإخوان لا تتردد فى الدعوة لمقاطعة الأطباء الأقباط والمستشفيات ومحال الصاغة المسيحية

أدبيات الإسلاميين تطعن فى وطنية رموز الأقباط وتمهد لقتلهم بالرصاص بعد تصفيتهم بالفكر والفتوى

إن جريمة العذراء بالوراق التى أودت بحياة أربعة وإصابة العشرات جريمة لا ينبغى لها أن تمر بسهولة، إنها جريمة تفتح ملفات عدة، وأخطرها ملف الفتاوى القديمة/الجديدة لتيارات التكفير والسلفية الوهابية التى انتعشت فى عهد محمد مرسى، وها هى نتائج دعمه لها، تظهر مجللة بالعار والدم على جدران الكنائس وساحات الجيش. إن عشرات الهيئات والأحزاب التى تلصق بنفسها مصطلح «السلفية» والتى لا تزال مطلقة الصراح ولا تزال تزور شيخ الأزهر وتستغل مقامه الرفيع فى إصدار فتاوى وتحديد مواقف ضد الدستور الجديد تحت مسمى حماية هوية مصر، هذه الهيئات «مثل الدعوة السلفية» و«الجبهة السلفية» وغيرها، هى التى عبر شيوخها، التى قدمت الفتاوى المبررة لقتل المسيحيين، من خلال تأسيسها لفتنة الكراهية لهم. إن من أطلق الرصاص على صدر «مريم» فى كنيسة العذراء، كان مجرد أداة تنفذ نص الفتاوى التى تلقاها على أيدى «مشايخ» كارهين لسماحة الإسلام ذاته، مشايخ أتوا بفقه وفكر من صحراء السعودية وقطر ليزرعوه فى بساتين مصر المثمرة بالعلم والخير، إنه فقه البداوة ذلك الفقه الذى يقف خلف ليس عمليات قتل المسيحيين فحسب، بل عمليات قتل الوطن ذاته، خصوصا بعد الإطاحة برموزه السياسية فى 30 يونيو، فى أكبر عملية خدمة «للإسلام الحق» لأنهم كانوا بالفعل يقدمون الإسلام «الشاذ»، «العنيف»، «الكاره للآخر»، «المحب للقتل». إن هذا الفقه هو الذى قال عنه ذات يوم العلامة الراحل الشيخ محمد الغزالى «كأنى بهؤلاء البدو يقدمون لنا دينا آخر غير دين الإسلام الذى نعرفه ونعتز به».

إن أصحاب «الدين الآخر» هؤلاء هم الذين قتلوا شهداء كنيسة العذراء فى الوراق، وهم الذين قتلوا شهداء الجيش فى سيناء وباقى أرجاء الوطن، إن الذى نفذ الجريمة، ليس وحده المطلوب محاكمته والقصاص منه، ولكن الأهم هو القصاص ممن أفتى له بجواز ذلك، الأهم هو ذلك «الشيخ الوهابى» الذى أفتى له بأن العلمانيين والمسيحيين والوطنيين «أنجاس وكفرة» ينبغى قتلهم، وبالمناسبة هاتان الكلمتان «الأنجاس والكفرة» قيلت أمام الرئيس المعزول محمد مرسى فى مؤتمر «استاد القاهرة» الذى دعا فيه إلى الجهاد فى سوريا بدلاً من الجهاد فى فلسطين بأوامر من أمريكا وتركيا وقطر، وكان يحضره سلفيو مصر وحركة الإخوان. إن من أفتى إذن هو الأولى بالمحاكمة ممن نفذ، والاثنان وفقا للشرع والعقل، ينبغى القصاص العاجل منهما.

***

وفى هذه الدراسة نوثق لنماذج من فتاوى شيوخ السلفية الإخوانية والوهابية فى مصر، ضد المسيحيين المصريين، والتى نعتقد أنها كانت السبب الأهم فى جريمة العذراء بالوراق، فماذا عن فتاوى الفتنة والتكفير والقتل لمسيحيى مصر؟!

تحريم بناء الكنائس

فى البداية وحول «قضية بناء الكنائس» يذهب قادة السلفية والإخوان إلى تحريم بناء الكنائس بشكل قاطع، وفى هذا المعنى يقول المدعو أبو إسحاق الحوينى (أحد القادة الكبار للسلفية الوهابية والإخوان فى مصر) يقول: «فى ميثاق عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه إذا هدمت كنيسة وسقطت لا ينبغى لها أن تجدد»، ويسخر ممن يقول: إن من حق النصارى التبشير بدينهم فى الفضائيات، ويقول إن هذا من علامات آخر الزمان، (قناة «الحكمة» برنامج مدرسة الحياة، مقطع منشور على «اليوتيوب»).

أما المدعو فوزى عبد الله (وهو من شيوخ السلفية):

فيقول: «يجب عليهم الامتناع من إحداث الكنائس والبيع، وكذا الجهر بكتبهم وإظهار شعارهم وأعيادهم فى الدار، لأن فيه استخفافا بالمسلمين. وهذا ما عاهدهم عليه عمر، رضى الله عنه، فى كتاب عبد الرحمن بن غُنم الذى اشتهر بالشروط العمرية». انظر موقع «صوت السلف» بتاريخ 13 أغسطس 2008م والموقع بإشراف المدرسة السلفية بالإسكندرية.

فرض الجزية

فى هذه القضية، قضية فرض الجزية نجدهم يصرون عليها رغم اختلاف الزمان وأسباب النزول، وها هو قائد سلفية الإسكندرية المدعو ياسر برهامى يقول «اليهود والنصارى والمجوس يجب قتالهم حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون وصاغرون أى أذلاء». انظر كتابه «فقه الجهاد» ص29.

وها هو أبو إسحاق الحوينى يقول بكل عجرفة: «يجب أن يدفعها المسيحى -يقصد الجزية- وهو مدلدل ودانه» بنص كلامه- شريط «الولاء والبراء».

أما المدعو فوزى عبد الله فيقول «يجب عليهم أن يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون فى كل عام»، انظر موقع «صوت السلف» بتاريخ 13 أغسطس 2008م، والموقع بإشراف المدرسة السلفية بالإسكندرية.

تحريم إلقاء السلام على المسيحيين

فى هذه القضية يقول الداعية السلفى محمود المصرى:

«أفتى بأنه لا يجوز بدؤهم -يقصد غير المسلمين- بالسلام ولا حتى القول لهم أهلا أو سهلا، لأن ذلك تعظيم لهم». انظر كتابه «تحذير الساجد من أخطاء العبادات والعقائد». أما محمد إسماعيل المقدم، فقد أخذ يلف ويدور فى تبرير الحديث الصحيح السند الشاذ المتن المخالف للإسلام وأصوله والذى يقول «لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام وإذا لقيتموهم فى طريق فاضطروهم إلى أضيقه»، مبررا حرمة بدء غير المسلمين بالسلام بأن هذا لبيان عزة المسلمين وذلة الكفار. شريط أدب التعامل مع الكفار.

عدم تهنئة الأقباط بأعيادهم

فى هذه القضية يقول المدعو صفوت الشوادفى: الشريعة قد حرمت علينا أن نشارك غيرنا فى أعيادهم سواء بالتهنئة أو بالحضور أو بأى صورة أخرى، وجاءت الآثار تنهى غير المسلمين عن إظهار أعيادهم بصفة خاصة أو التشبه بالمسلمين بصفة عامة، ومن أشهرها ما ثبت عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه بسند جيد، ثم أورد ما يسمى ب«الشروط العمرية» -وذلك رغم ضعف سندها ونكارة متنها ومخالفته للقرآن الكريم والسنة الصحيحة- بل ويصف هذه الشروط بأنها «وثيقة ثابتة» توضح بجلاء مقدار الفجوة الواسعة بين مسلمى اليوم ومسلمى الأمس.

أعياد الميلاد الخاصة من البدع المنكرة وعلى المسلمين أن لا يقيموها أو يشاركوا فيها أو يرضوا عنها أو يقر بعضهم بعضا عليها -مجلة «التوحيد» التى تصدرها جمعية أنصار السنة، وهى جمعية تمثل أحد ركائز السلفية المتشددة فى مصر- العدد (8) ص6 المجلد 24 تحت عنوان «أعياد الميلاد».

أما أبو محمد بن عبد الله بن عبد الحميد الأثرى فيقول: لا يجوز أبدا أن تهنئ الكفار ببطاقة تهنئة أو معايدة، ولا يجوز لك أيضا أن تقبل منهم بطاقة معايدة، بل يجب ردها عليهم ولا يجوز تعطيل العمل فى هذا اليوم -يقصد عيدهم- مجلة «التوحيد» العدد (8) ص20 المجلد 23 تحت عنوان «الاحتفال برأس السنة ومشابهة أصحاب الجحيم».

أما مصطفى درويش فيقول: «إن تهنئة النصارى بأعيادهم حرام ويستشهد على ذلك بأقوال لابن تيمية وابن القيم»، وبعد ذلك يوجه سؤالا إلى المفتى «هل يحق لمسلم أن يذهب إلى النصارى فى كنائسهم مهنئا لهم بأعيادهم هذه وما يعتقدونه فى هذه الأعياد؟!»، مجلة «التوحيد» العدد (9) ص62 المجلد 28 تحت عنوان «سؤال فى رسالة إلى فضيلة المفتى»، بقلم: مصطفى درويش.

أما على عيد فينتقد مسؤولى الأزهر و«الأوقاف»، وذلك لتوجيههم التهانى للأقباط بمناسبة «عيد القيامة المجيد». وأن ذلك يخالف العقيدة الإسلامية ومحرم شرعا وينال من سلامة العقيدة الإسلامية. مجلة «التوحيد» العدد 9 ص30 تحت عنوان «عيد القيامة المجيد.. ومسائل العلماء»، بقلم: على عيد.

عدم القصاص للمسيحيين

ففى هذه القضية يقول أبو إسحاق الحوينى: «إن أدلة الرأى القائل بعدم قتل المسلم بالكافر -يعنى غير المسلم مطلقا- أقوى ألف مرة من أدلة الأحناف وأن هذا الرأى يكاد يصير إجماعا»، وينتقد قول العلامة محمد الغزالى رحمه الله القائل بقتل المسلم بغير المسلم ورده لحديث «لا يقتل مسلم بكافر»، لأنه معلول ومخالف للقرآن الذى يقول «النفس بالنفس». شريط «تمام المنة فى الرد على الغزالى».

أما هانى السباعى -الذى يعيش الآن فى لندن وكان يتبع تنظيم الجهاد المصرى- فيقول: «صفوة القول أرى أن الرأى القائل بعدم قتل المسلم بالكافر الذمى أولى بالاعتبار»، انظر كتاب القصاص د.هانى السباعى منشور على موقع المقريزى للدراسات التاريخية.

تحريم الوظائف المهمة عليهم

جاء بموقع «صوت السلف» لسان حال الدعوة السلفية بالإسكندرية، وبإشراف د.ياسر برهامى (القيادى فى الدعوة والجبهة السلفية والأب الروحى لحزب النور السلفى) بتاريخ 22 أغسطس 2009م:

- أجمع العلماء على أن غير المسلم لا يجوز له أن يتولى الولايات العامة مثل: قيادة الجيش ولا حتى سرية من سراياه، ولا يجوز أن يشتركوا فى القتال ولا يتولوا الشرطة ولا أى منصب فى القضاء ولا أى وزارة.

- المساواة المطلقة بين مواطنى البلد الواحدة قول يناقض الكتاب والسنة والإجماع.

الطعن فى زعماء الأقباط

- فى العدد 3 ص7 المجلد 6 مجلة «التوحيد» (هذه المجلة -كما أشرنا- تصدرها جمعية أنصار السنة المحمدية وهى مجلة وجمعية تنشر الفكر السلفى المتشدد منذ السبعينات، وتعمل تحت نظر الأجهزة الرسمية دون موقف منها، ولها مئات الفروع فى مصر، ويستقبل شيخ الأزهر قياداتها وكأنهم يعبرون عن الإسلام المعتدل رغم أنهم وكما سنرى رموز ودعاة للفكر المتشدد) وتحت عنوان «كلمة التحرير» نجد طعنا فى البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، وكيف أن ما يحفظه من القرآن والسنة ليس عن إيمان وإنما لكى يحارب أو يناور به، وكيف أنه اقترح العام الماضى اشتراك المسلمين والنصارى فى تأليف كتب مشتركة فى الدين، وكيف رفضت هذه الدعوة التى تحمل بين طياتها خطورة على الإسلام وأبنائه.

- وفى العدد (5) ص6 المجلد 28 مجلة «التوحيد»، وتحت عنوان «كلمة التحرير» بقلم: صفوت الشوادفى جاء فيه:

- سخرية من البابا شنودة ووصفه بالعلامة البابا شنودة وكذلك مجلة «الإذاعة والتليفزيون» لأخذها رأيه فى الموسيقى والغناء.

- فى العدد 1 ص35 المجلد 7 مجلة «التوحيد» تحت عنوان «تعال معى لنعرف السر»، بتوقيع «التوحيد» جاء فيه: نقد ولمز وطعن فى رئيس تحرير جريدة «الأخبار» بتاريخ 12/10/1978 الأستاذ موسى صبرى، وذلك لإبرازه صورتين، إحداهما سيدة عجوز وشيخ يبكيان موتاهما من ضحايا حرب لبنان. والثانية لفتاة صغيرة اسمها «مسيريل رخاريان» تأكل تفاحتها بكل براءة غير مدركة لأبعاد المأساة التى تقصف بأركان وطنها لبنان، فتتهم المجلة رئيس تحرير «الأخبار» بأنه يتعصب لأبناء عقيدته من النصارى وأنه يتعاطف معهم. ثم تقول: واضح أن رئيس التحرير يستخدم هذه الجريدة لخدمة الصليبية العالمية الذى هو جزء منها.

- وفى العدد 2 ص42 المجلد 7 مجلة «التوحيد» تحت عنوان «تعال معى لنعرف السر» بقلم محمد جمعة العدوى جاء فيه: نقد وسخرية من السيد فكرى مكرم عبيد سكرتير الحزب الوطنى لقيامه بتوجيه دعوة نيابة عن الرئيس السادات للبابا يوحنا بولس الثانى بابا روما لزيارة مصر فيقول الكاتب: ربما ليؤكد لأبناء عقيدته فى العالم الصليبى أن النصارى أقوياء و.... ووزراء فى نفس الوقت وقد يكون ذلك كله لخلق علاقة وثيقة بين مصر قلب العالم الإسلامى والعالم الصليبى بقصد خنق الاتجاه الإسلامى أو تجميده.

- وفى شريط نظرة فى تاريخ العقيدة 2 لمحمد إسماعيل المقدم يقول: بطرس غالى: خبيث، خائن، مجرم وهو خصم للإسلام والمسلمين.

- وفى العدد (9) ص33 المجلد 20 مجلة «التوحيد» وتحت عنوان «مقارنة سخيفة» بقلم: أحمد فهمى رئيس التحرير جاء فيه: نقد لاذع لمسؤولى وزارة التربية والتعليم، وذلك بسبب ورود سؤال فى امتحان النقل للفصل الدراسى الأول يناير 1992 للصف الثانى الإعدادى بالإدارة التعليمية بكفر الشيخ يقول: قارن بين أسباب اختيار أبو بكر الصديق خليفة للرسول وأسباب اختيار الدكتور بطرس غالى لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، فيقول من هو بطرس غالى بجوار أبو بكر؟ صليبى من الذين يقولون إن الله هو المسيح ابن مريم. يوضع اسمه فى مقارنة مع أفضل هذه الأمة المسلمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولمن؟ لصبية فى الثانية عشرة أو الثالثة عشرة من أعمارهم! ألا يستحق الأمر عزل واضع السؤال وكل من أجازوه من وظائفهم التربوية؟

- وفى العدد (11) ص48 المجلد 27 مجلة «التوحيد» وتحت عنوان «شعوبية سلامة موسى تطل برأسها من جديد» بقلم: زغلول عبد الحليم عبد الله جاء فيه: سلامه موسى لا يستحق أن تنشر له هيئة الكتاب كلمة واحدة.. من هو تعيس الحظ الذى فكر أن يجعل سلامة موسى من قادة الفكر؟

فقه العنف قديم

* وهكذا تتعدد فتاواهم التكفيرية والإرهابية ضد المسيحيين أو ضد المسلمين، لتؤسس لثقافة كراهية واسعة، كان من الطبيعى أن تنتج «جريمة العذراء ومن قبلها جريمة القديسين» وأن تؤسس لغيرها من الجرائم، إذا ما بقى هذا التيار المتشدد يرعى فى بلادنا دون مواجهة جادة، وإذا ما بقوا يدرسونها فى معاهدهم وينشرونها فى صحفهم وفضائياتهم دون مراجعة أو اعتذار خصوصا بعد 30 يونيو 2011.

- فى العدد 4 ص1 المجلد 8 مجلة «التوحيد» وتحت عنوان «الإسلام يدعو إلى سلامة الجبهة الداخلية»، بقلم رئيس التحرير جاء فيه: «يتهم مسيحى مصر بأنهم يحاولون تكثير عدد الكنائس فى مصر، ويدعون لعدم تحديد النسل بالنسبة إليهم وفى نفس الوقت يشجعون المسلمين على ما منعوا أنفسهم منه، ومحاولة التوسع فى بناء العمارات والمنازل وشراء الأراضى والمحلات.. لتحويل مصر عن إسلامها إلى كيان صليبى متكامل واستمالة بعض شباب الجامعة وافتتاح المدارس الخاصة التى ترغب الأولاد فى الدين الصليبى وافتتاح وتنشيط المستشفيات ودور العلاج الصليبية لممارسة التبشير من خلالها. ثم يقول تعليقا على أحداث هذه الفتنة الطائفية، رب ضارة نافعة فإن هذه الأحداث قد أثبتت لنا أن شباب الأزهر وشباب الإسلام عامة لا يزال بخير وأن صحوة الأزهر قد تعود وتدوم».

- وفى العدد 3 ص33 المجلد 7 مجلة «التوحيد» تحت عنوان «تعال معى لنعرف السر» بقلم محمد جمعة العدوى جاء فيه:

- نقد لقصيدة الشاعر على الجارم والتى تدعو إلى الوحدة الوطنية ويقول فيها:

غدا الصليب هلالا فى توحدنا/وجمع القوم إنجيل وقرآن

- وفى العدد 6 ص37 المجلد 8 مجلة «التوحيد» وتحت عنوان «أموال المساجد للكنائس»، بقلم محمد جمعة العدوى، جاء فيه نقد لقرار وزارة الأوقاف المصرية ترميم الكنائس التى تهدمت بسبب حرب أكتوبر على نفقة الوزارة، معتبرا أن هذا الإجراء مخالف للشرع.

- وفى العدد 6 ص24 المجلد 9 مجلة «التوحيد» بقلم «الباقورى.. وجائزة الدولة التقديرية» بقلم محمد جمعة العدوى جاء فيه: وإنه الآن من دعاة الوطنية «كأن هذا جرم».

- وينتقد دعوة «الإخاء الدينى» لأنها الدعوة التى تدعو لها الصليبية فى مصر.

- ينتقد موقفه حينما كان وزيرا للأوقاف، حيث منح نصارى مصر كثيرا من الأرض الخلاء الموقوفة على المسلمين ليقيموا عليها «كنائس وأديرة».

نماذج أخرى من فتاوى التكفير والكراهية ضد المسيحيين:

- فى العدد 10 ص38 المجلد 14 مجلة «التوحيد» وتحت عنوان «مسلم يبشر بالمسيحية»! بقلم: «التوحيد» جاء فيها اتهام صريح للصحفى أنيس منصور بأنه يبشر للمسيحية، وذلك بسبب مقاله المنشور ب«الأهرام» بتاريخ 18/4/1986م والذى حكى فيه أنه كان يتردد على «دير الدومنيكان» بالعباسية ليدرس الفلسفة المسيحية ومدح فى الرهبان وصفاءهم وعلل ذلك بأنهم بعيدون عن الناس وأن الأديرة هى جنات فى الأرض. فانتقدت المجلة أنيس منصور للآتى:

- كيف يمدح الرهبان ويصفهم بالصفاء والنور؟ وكيف يصف الأديرة بأنها جنات على الأرض؟

وكيف يتخذ له أصدقاء من الرهبان وهم على دين باطل؟

- وفى العدد (5) ص37 المجلد 20 مجلة «التوحيد» وتحت عنوان «المفتى فى مالطا» بقلم «التوحيد» جاء فيه: استنكار أن يذهب مفتى الجمهورية د.محمد سيد طنطاوى إلى مالطا بمرافقة د.بطرس غالى لحضور مؤتمر «الصلاة من أجل السلام».

- وفى العدد (4) ص36 المجلد 25 مجلة «التوحيد» وتحت عنوان «الفتاوى» بقلم: الشيخ صالح الفوزان جاء فيه: لا يجوز محبة ومودة الجار المسيحى لأنه عدو الله، أما حسن الجوار فهو من أمور التعامل الدنيوى والترغيب فى الإسلام.

- وفى العدد (4) ص36 المجلد 27 مجلة «التوحيد» وتحت عنوان «الفتاوى» بقلم: الشيخ صالح الفوزان جاء فيه: لا يجوز تهنئة اليهود والنصارى بأعيادهم لأنها أعياد باطلة وكفرية، والله أوجب علينا معاداتهم والبراءة منهم.

- وفى العدد (6) ص6 المجلد 28 مجلة «التوحيد» وتحت عنوان «الفتاوى» بقلم: لجنة الفتوى بالمركز العام، جاء فيه: لا يجوز أن يعطى البنك المركزى إجازة للمسيحيين فى عيد القيامة.

- وفى العدد 1 ص6 المجلد 7 مجلة «التوحيد» وتحت عنوان «كلمة التحرير» بقلم رئيس التحرير، جاء فيها: باسم الوحدة الوطنية يزداد النفوذ الصليبى ويجد من يدافعون عنه.

- وفى العدد (10) ص29 المجلد 28 مجلة «التوحيد» وتحت عنوان «أعياد الكفار وموقف المسلم منها» بقلم: إبراهيم بن محمد الحقيل جاء فيه:

- تنظيم الألعاب الأوليمبية فى بلاد المسلمين حرام، لأن أصلها عيد وثنى من أعياد اليونان، وكونها تحولت إلى مجرد ألعاب لا يلغى كونها عيدا وثنيا باعتبار أصلها واسمها.

- عيد العمال حرام.

- يجب عدم الإهداء -للمسيحيين- أو إعانتهم على عيدهم ببيع أو شراء.

- يجب اجتناب المراكب التى يركبونها لحضور أعيادهم.

- يجب عدم تهنئتهم بعيدهم.

- لا يجوز الإهداء لهم فى عيدهم.

- وفى العدد 11 ص51 المجلد 30 مجلة «التوحيد» وتحت عنوان فتاوى «ابن عثيمين» جاء فيه:

- لا يهنئ العامل زملاءه غير المسلمين بأعيادهم.

- وفى العدد 10 ص62 المجلد 33 مجلة «التوحيد» وتحت عنوان: «من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية»، جاء فيه:

- لا يجوز مشاركة -غير المسلمين- فى تشييع جنائزهم.

جبهة علماء ضد الانقلاب وجبهة ما يُسمى بعلماء الأزهر نموذج آخر للتشدد السلفى

لم يقتصر أمر السلفية عند حدود ياسر برهامى، والمقدم والحوينى ومجلة «التوحيد» وجمعية أنصار السنة المنتشرة فى ربوع مصر (6 آلاف فرع)، فهناك أيضا جماعة ظهرت بعد 30 يونيو يقودها التكفيرى الكبير يوسف القرضاوى المدعوم من قطر ماليا وسياسيا، (وبالمناسبة لم يصدر حتى لحظة كتابة هذه الدراسة فتوى واحدة ضد قاعدة العديد الأمريكية فى مصر، وهى أكبر قاعدة لأمريكا خارجها، وهى قتلت مسلمى العراق وأفغانستان وليبيا والآن سوريا، ولم ينطق الشيخ التائه عنها بكلمة!!) المهم الجبهة التى يتولى رئاستها اسمها جبهة علماء ضد الانقلاب والتى هاجمت بابا المسيحيين وأهدرت دمه، وكذلك هناك جبهة قديمة كانت قبل ثورة يناير 2011، تدار من شقة مفروشة فى الكويت اسمها جبهة علماء الأزهر، وهى للأسف تخترق الأزهر الشريف وتستقطب بعض علمائه ليتحولوا إلى نقيض دعوة الأزهر الوسطية، فيؤسسون لفكر التكفير ويقودون دعوته وأغلبهم تأثر بالدعوة الوهابية وفتاواها المخالفة لإجماع العلماء ولفقه الأزهر والأشاعرة، ولنتأمل نموذجا حقيقيا لما يبثه هؤلاء صدر يوم 12/9/2010 إبان أزمة «كاميليا شحاتة»، وكان موجها من هذه الجبهة الوهمية ضد الكنيسة المصرية، لنتأمل البيان الذى كان تحت عنوان «قاطعوهم»، وجاء به «أصبحت الكنيسة المصرية مصدر إرعاب وإرهاب للدولة والأمة.. الكنيسة اليوم معلما من معالم التخريب للوحدة الوطنية وتهديد الأمن.. وإلى أن يقوم عقلاء النصارى بما توجبه عليهم الأعراف المستقيمة نحو شيطانهم الأكبر أخذا على يديه. على جميع المسلمين من الآن لزوم المقاطعة للمصالح المسيحية، خصوصا المصالح الاقتصادية، فلا يشترى من الصيدليات والمستشفيات والعيادات الخاصة التى يمتلكها النصارى أو يعملون بها».

- مقاطعة محال المصوغات والحُلى من ذهب وغيره، وهى كثيرة ومنتشرة للنصارى فى مصر، ومقاطعة محال الأثاث والموبيليات التى يمتلكها هؤلاء النصارى.

- ومقاطعة مكاتب المحاماة وأمثالها من المكاتب الهندسية والمحاسبة.

- «فإن أصرت الكنيسة بعد ذلك على لزوم موقفها من الدولة والملة، فإننا ننذرها بالخطوة الثانية التى ستكون إن شاء الله هى الدعوة إلى المقاطعة الاجتماعية للنصارى جميعا فى مصر، وإلجائهم إلى أضيق الطرق بمنع المساكنة، وتجريم المجاملة، وعدم بدئهم بالسلام على وفق ما قضى به».

* الطريف أن تعليق سلفية الإسكندرية الذين خلقوا بأفكارهم ثم بالجبهات التى أسسوها «الجبهة السلفية والدعوة السلفية» وغيرها، مناخ الفتنة التى أدت إلى مذبحة القديسين، كان كالتالى -وفقا لموقع «صوت السلف»-:

سؤال موجه إلى ياسر برهامى (شيخهم): ما رأيكم فى فتوى جبهة علماء الأزهر بخصوص مقاطعة النصارى؟

الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فبيان جبهة علماء الأزهر بيان ممتاز وقوى، وأتحفظ على بعض ما ذكره تحت «المقاطعة الاجتماعية»، حيث جعل منها عدم بدئهم بالسلام ونحوه، مشيرا إلى أن هذا النوع من المقاطعة لا يجوز إلا مع المحاربين، والصحيح أنها لكل كافر، لعموم قول النبى صلى الله عليه وسلم: «لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم فى طريق فاضطروه إلى أضيقه» (رواه مسلم).

***

* ماذا يعنى هذا الرد؟ إنه يعنى ببساطة أن سلفيى ياسر برهامى وحزب النور، ومن قبلهم سلفيو الإخوان يعتبرون المسيحيين «كفارا»، وأنه يجب مقاطعتهم ليس فحسب اقتصاديا كما دعت «جبهة علماء الأزهر المنحلة» بل واجتماعيا أيضا.

إن هؤلاء المحرضين من سلفيى الإخوان ومن السلفيين الآخرين هم أول من يستحق المحاكمة، وهم أول من يستحق الإدانة. وهنا لا بد وأن يخرج شيخ الأزهر عن صمته، وأن يتوقف عن استقبال بعض رموزهم الوهابية، وأن يتوقف عن إرضائهم بالفتاوى المعلبة ضد الشيعة وضد القوى الوطنية اليسارية أو الناصرية بدعوى الحفاظ على «هوية مصر» فى الدستور. إن ممالأة هؤلاء التكفيريين أو نفاقهم لن يحفظ لمصر هويتها، بل سيدمرها، ومصر ليست دولة كافرة حتى يقر هؤلاء لها شكل ومضمون دستورها، فهى مسلمة قبلهم وبعدهم، وعلى الأزهر وكل الهيئات والأفراد من المفكرين الإسلاميين الأصلاء، أن يعلنوا براءتهم من هؤلاء التكفيريين الذين مهدوا بفتاواهم الشاذة طريق الرصاص إلى صدر كنيسة العذراء بالوراق، وغدا إلى صدور كنائس أخرى.

إن هؤلاء هم العدو فاحذرهم وامنعوهم وعاقبوهم أولاً قبل أن تعاقبوا من أطلق الرصاص، لأنه مجرد قفاز رخيص فى يد من أصدر الفتوى.. حفظ الله مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.