أعرب الكاتب والصحفي الفرنسي المصري المولد، آلان جريش، رئيس تحرير صحيفة "لوموند ديبلوماتيك" السابق، ومساعد مدير الجريدة حاليًا، أن إسقاط أول رئيس منتخب في تاريخ مصر ديمقراطيًا بطريقة غير ديمقراطية أمر سيكون له تبعات سيئة علي المستقبل. وقال جريش في محاضرة اليوم بالعهد الفرنسي بالمنيرة، إن الإخوان المسلمين يمثلون حوالي 20 إلي 25% من إجمالي السكان، ويجري اعتبار هذا الكم الهائل علي أنهم ليسوا بشرًا ويمكن تعذيبهم واعتقالهم مشيرا إلى هذا من شأنه أن يغرق البلاد في حرب أهلية لأن الحروب لا تجعل للديمقراطية قيمة. وأعرب جريش عن اندهاشه من رقم "30" مليون متظاهر في 30 يونية مؤكدا أن هذا رقم "مبالغ فيه" ويقول ساخرًا:"لا أعلم حادثة أشاعت فيها الشرطة رقمًا أكبر من عدد المتظاهرين الحقيقي كهذه.. ولا أعرف لماذا؟!". ويري جريش أن هناك تراجعًا في الحريات بعد 30 يونيو، ويقول إن القمع يتزايد ويسع ويمتد للمعارضين من خارج الإخوان، باختصار:"الأمن يحاول الانتقام لما حدث في 25 يناير 2011". ورفض جريش القول بأن الإخوان كانوا سيفرضون ديكتاتورية جديدة كما استبعد تماما القول بأنهم كانوا سيغرقون البلد واعتبر ذلك غير صحيح. وأكد الكاتب الفرنسى أن القضاء قد لعب دورًا في إسقاط الإخوان، وفي تحليله يري جريش أن القضاة ينتمون للنظام القديم، فهم يتوارثون المهنة، وهم قضاة مسيسون. ويضيف:" لدينا المئات مثل جمال مبارك ضمن صفوف القضاة، هؤلاء القضاة مسيسون ويحكمون بعقوبات صارمة بسبب التظاهر تصل لعامين وثلاثة أعوام علي شباب الثورة، ليس لأنهم يريدون حكم القانون ولكن لأنهم يريدون شبكة مصالحهم حسب ما ورد على بوابة الأهرام. وبرأى جريش يعتقد أن الصحافة المصرية تلعب دورًا سيئًا في حشد الناس وتجييشهم ضد الإخوان والحرب علي الإرهاب، مشيرا إلى أن الصحافة تعانى من غياب قاس للمهنية فيقول:"أنا لست مغرمًا بالصحافة الغربية ولكن في مصر كل شيء ينشر دون التحقق منه، الشيء وعكسه.". اختتم جريش محاضرته عن الربيع العربي بأنه مقتنع بأن هناك تراجعا ولكنه أيضا يعتقد أن الناس لن يقبلوا بالعودة إلى الوراء.