لم يعد انقطاع التيار الكهربائي، خاصة في فصل الصيف، استثناء على دولة بعينها، ففي الهند انهارت شبكة توليد الطاقة الكهربائية على مستوى البلاد بالكامل مما جعل ما يزيد عن 600 مليون من شعبها يعيشون في ظلام دامس في ظروف مناخية شديدة الحرارة والرطوبة معا أدت لتعطل شبكات النقل العام، وخاصة خطوط السكك الحديدية. كما أن الولاياتالمتحدة، أكبر الدول الصناعية، تعرضت شبكاتها لتوليد الطاقة أيضا لانقطاع عقب هبوب عواصف شديدة مؤخرا أدت الى تعطلها في عموم النصف الأول من الولاياتالأمريكية تأثر بها نحو 3 ملايين مواطن. ولم تستطع الموارد الضخمة المتوفرة لشركات الطاقة التغلب على انقطاع التيار الكهربائي إلا بعد انقضاء بضعة أيام.. ففي المناطق المحاذية للعاصمة واشنطن، استعاد نحو 67 في المائة من السكان الطاقة الكهربائية بعد أربعة أيام من الانقطاع المتواصل، أما داخل حدود العاصمة فكان النجاح ضئيلا ولم يتعد 43 في المائة وترك ما يزيد عن مليون مواطن خارج الخدمة في ظل مناخ شديد الحرارة سجلت ما يزيد عن 100 درجة فهرنهايت لعدة أيام متواصلة. ولا ينقطع التيار الكهربائي بفعل العوامل المناخية فحسب، بل إنها حالة تتكرر باستمرار نتيجة عوامل تقنية وجهود صيانة مطلوبة. ففي ولاية ميتشيجان، على سبيل المثال، أصبح انقطاع التيار الكهربائي حالة مستدامة يتعايش معها المواطنون، اذ شهدت بعض المناطق المجاورة للعاصمة لانسينج بضع مئات من المنازل اضطرت لتمضية عيد الاستقلال دون كهرباء، وتمت إعادة توصيل التيار في وقت لاحق من نفس اليوم ولكن استمر الانقطاع لليوم الذي يليه. وأشار بعض الباحثين في جامعة كارنيجي ميللون الى أن معدل انقطاع التيار الكهربائي يبلغ 214 دقيقة سنويا في منطقة الساحل الشرقي من الولاياتالمتحدة. وبالمقابل، تشهد شبكات الطاقة في ولايات الوسط (أيوا ومينيسوتاو ميزوري وداكوتا الشمالية والجنوبية ونبراسكا وكانساس) انقطاعا بمعدلات أقل وهو 92 دقيقة سنويا، واذا ما قورنت المعدلات المذكورة بالدول الصناعية الأخرى نجد أن المانيا تشهد انقطاعات سنوية لا تتعدى 21 دقيقة، وفي اليابان 6 دقائق فقط.