حصاد جامعة حلوان الأسبوعى    سويلم: الحضارة المصرية رائدة في وضع تقنيات للري تعد الأقدم بالتاريخ    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد عبدالحليم محمود بالشرقية    عيار 21 يصعد الآن 75 جنيهًا.. زيادة جديدة ل سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 10-5-2024    ارتفاع طفيف في أسعار الدواجن اليوم الجمعة بالأسواق (موقع رسمي)    وزارة التموين تسلم 2.3 مليون طن قمح محلى من المزارعين حتى الآن    إزالة التعديات على أراضى أملاك الدولة والأراضى الزراعية بكفرالشيخ    البيئة تنظم الجلسة التشاورية الأولى للشراكة بين القطاعين العام والخاص في إدارة المخلفات الصلبة    سرايا القدس: سيطرنا على مسيّرة إسرائيلية في رفح    قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف منطقة اللبونة في بلدة الناقورة جنوبي لبنان    "باير ليفركوزن ضد أتالانتا".. تعرف على موعد نهائي الدوري الأوروبي    نهضة بركان يعلن طرح تذاكر مباراة ذهاب نهائي الكونفدرالية أمام الزمالك    "لديه ذبذبة".. مهاجم الزمالك السابق يتحدث عن فرص الزمالك للفوز بالكونفدرالية    رحلة مبابي في باريس تنهي بمكالمة الخليفي    الحكومة تنفي انتشار عصابات لتجارة الأعضاء تستدرج الأطفال    نيران حتى الفجر.. كيف أخمدت 15 سيارة إطفاء حريق الإسكندرية للأدوية؟ - صور    وضع رجلها في صندوق القمامه.. مكالمة هاتفية وراء القبض على قاتل «سيدة النهضة»    ضبط سيدة بسوهاج لقيامهما بإدارة كيان تعليمى بدون ترخيص للنصب والاحتيال على المواطنين    "يا عزيز عيني" فانتازيا أسطورية تحكي عن إيزيس وأوزيريس بطنطا    40 صورة لنجوم الفن في حفل زفاف لينا الطهطاوي.. بينهم "تامر حسني وهنا الزاهد"    الفنانة يسرا اللوزي تشيع جنازة والدتها عقب صلاة الجمعة    إلهام شاهين: أعتز بدراستي للمسرح في أكاديمية الفنون المصرية    رد فعل محمد عادل إمام بعد قرار إعادة عرض فيلم "زهايمر" بالسعودية    الاستغفار والصدقة.. أفضل الأعمال المستحبة في الأشهر الحرم    6 تخصصات.. "صحة مطروح" تطلق قافلة طبية في العلمين    ترفع الكوليسترول وتضر القلب.. 5 أطعمة احذر تناولها على الإفطار    بمكونات بسيطة.. طريقة عمل البطاطس البيوريه في المنزل    تجنب 4 أطعمة لتقليل خطر الإصابة بالسرطان    اليوم.. آخر فرصة للتسجيل الإلكتروني لاستمارات امتحانات الدبلومات الفنية 2024    ضبط قضايا اتجار بالنقد الأجنبي ب 15 مليون جنيه خلال 24 ساعة    وزير العمل يتابع إجراءت تنفيذ مشروع "مهني 2030" مع "اللجنة المختصة"    10 علامات ابحث عنها.. نصائح قبل شراء خروف العيد    «التنمر وأثره المدمر للفرد والمجتمع».. موضوع خطبة الجمعة اليوم بالمساجد    463 ألف جنيه إيرادات فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة في يوم واحد بدور العرض    فريدة سيف النصر ضيفة عمرو الليثي في «واحد من الناس».. الإثنين    د. الخشت يترأس لجنة اختيار المرشحين لعمادة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة    فضل يوم الجمعة وأفضل الأعمال المستحبة فيه.. «الإفتاء» توضح    مصرع ضابط شرطة إثر اصطدام «ملاكي» ب«جمل» على الطريق ببني سويف    حماس: الكرة الآن في ملعب الاحتلال للتوصل لهدنة بغزة    القسام تعلن مقتل وإصابة جنود إسرائيليين في هجوم شرق رفح الفلسطينية    سعر متر التصالح في مخالفات البناء بالمدن والقرى (صور)    نشوب حريق بمصفاة نفط روسية بعد هجوم أوكراني بالمسيرات    حماس: لن نترك الأسرى الفلسطينيين ضحية للاحتلال الإسرائيلي    شخص يطلق النار على شرطيين اثنين بقسم شرطة في فرنسا    تاو يتوج بجائزة أفضل لاعب من اتحاد دول جنوب إفريقيا    دعاء يوم الجمعة لسعة الرزق وفك الكرب.. «اللهم احفظ أبناءنا واعصمهم من الفتن»    أول مشاركة للفلاحين بندوة اتحاد القبائل الإثنين المقبل    لمواليد 10 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    الناس بتضحك علينا.. تعليق قوي من شوبير علي أزمة الشيبي وحسين الشحات    رئيس الحكومة اللبنانية يبحث مع هنية جهود وقف إطلاق النار في غزة    طبق الأسبوع| مطبخ الشيف رانيا الفار تقدم طريقة عمل «البريوش»    هل قول زمزم بعد الوضوء بدعة.. الإفتاء تجيب    مايا مرسي تشارك في اجتماع لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب لمناقشة الموازنة    عبد الرحمن مجدي: أطمح في الاحتراف.. وأطالب جماهير الإسماعيلي بهذا الأمر    ما حكم كفارة اليمين الكذب.. الإفتاء تجيب    إصابة 5 أشخاص نتيجة تعرضهم لحالة اشتباه تسمم غذائي بأسوان    اللواء هشام الحلبي يكشف تأثير الحروب على المجتمعات وحياة المواطنين    نهائي الكونفدرالية.. تعرف على سلاح جوميز للفوز أمام نهضة بركان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طريق مصر للخروج من عصر الظلام
نشر في الشروق الجديد يوم 29 - 07 - 2012

من أطراف القرى البعيدة إلى الأحياء الفاخرة للعاصمة، الكل يعرف الآن معنى الانقطاع المفاجئ للكهرباء، وخسائره التى تفوق احتمال بعض المواطنين أحيانا.

مثل صيف 2010 الشهير، انتقلت أزمة الكهرباء إلى عناوين الأخبار، بعد أن أصبح تخفيف الأحمال حدثا يوميا فى حياة المصريين، دون أن يتحدث المسئولون عن حل وشيك.

تتواصل فصول أزمة انقطاع الكهرباء فى مصر، وسط غضب المواطنين الذى وصل بالدعوات إلى عدم دفع فواتير الكهرباء احتجاجا على الانقطاعات المتكررة، فيما يدعو الخبراء إلى زيادة إنتاج الكهرباء حتى لو كان الثمن هو تفعيل البرنامج النووى.

فى هذا التحقيق نستعرض أسباب الأزمة، وحلولها الحتمية، وأولها البحث عن مصادر طاقة بديلة لتوليد الكهرباء، قبل الدخول نحو كارثة.


1بشتيل البلد : ساعتان من الظلام كل يوم

«اللى بيحصل الصيف ده، بيفكرنى بصيف 2009 كل يوم من شهرين لما الصيف ابتدى لازم الكهربا تقطع فى المنطقة» يحكى محمد زكريا، 38 عاما، أحد سكان بشتيل البلد معاناته اليومية مع الكهرباء. «الشارع عندنا مقسم إلى كابلين، بتوع النور بيعطلوا كل يوم ساعتين واحد منهم، طبعا احنا المنطقة العمارات امام بعض، الشباك قصاد الشباك ومافيش منفذ هواء وكأننا كلنا قاعدين مع بعض، الواحد بيحس ان روحه ح تطلع». يوم لا ينساه ذكريا «الكهربا قطعت من بليل لحد الفجر يوميها صحينا على ريحة حريقة لأن جارنا نسى لمبة الجاز وولعت فى الشقة». كانت بشتيل البلد تابعة لمحافظة 6 أكتوبر قبل الغائها، والآن عادت إلى محافظة الجيزة، على بعد 20 دقيقة من حى المهندسين الراقى. قرية بشتيل التابعة لحى الوراق، يفصلها عن المهندسين كوبرى أحمد عرابى، الذى يقوم حدودا بين دولتين، إحداهما غنية والأخرى فقيرة.

عند مدخل بشتيل التى يقطنها نحو مليون نسمة، حسب موقع ويكيبيديا، تسير ببطء شديد، بسبب أسراب الميكروباص والتوك توك والقمامة.

«أنا للأسف بنتى عندها ثقب قى القلب عشان كده المروحة لازم تبقى على طول عليها، ربنا يعوض علينا فى الحكومة دى»، يقولها محمد زكريا وهو يجلس وسط جيرانه فى الشارع الرئيسى ببشتيل. بشتيل مثال من الأحياء والمدن بمختلف المحافظات التى تفاقمت بها أزمة انقطاع الكهرباء، «بسببها ما اقدرش اجيب خزين للبيت واحطه فى الثلاجة»، كما يضيف زكريا. يتدخل الحاج خالد صاحب محال نور الدين للكباب بأن «الدولة لازم تبقى عارفة ان احنا معندناش امكانات نشترى مولد كهرباء، وللأسف ده كله بييجى على بخسارة لأن اللحمة بتبوظ، ومابقيناش زى زمان نقدر نجيب التلج ونحط فى الأكل، لأننا عرفناه ان الميه ملوثة». اشرف محمود العامل فى خراطة نجمة السلام يرى أن «البلد من ساعة الثورة منهكة وتعبانة والرزق بقى قليل لما تيجى الكهربا تقطع انا اسلم الزبون شغله ازاى، الكهربا حياتنا».

المياه فى بشتيل مرتبطة بالكهرباء بسبب عشوائية البناء، فالعمارات والبيوت متلاصقة ومتجاورة تتراوح ارتفاعاتها بين أربعة أدوار و12 دورا.

كما يقول زكريا «لما الكهربا بتقطع الميه كمان بتقطع لأن كل العمارات هنا شغالة بالمواتير». تخدم بشتيل ما يقرب من 10 مدارس، ومستوصف صغير «مش قادر انسى لما بنتى بتتعب وما بنلاقيش مساعدات فى المستوصف بسبب انقطاع الكهربا». «كمان الأولاد وقت الثانوية العامة ما بيعرفوش يذاكروا لأن قطع الكهرباء بيكتر فى الصيف، والحكومة بطالبنا بالترشيد هو احنا عندنا حاجة نرشدها». مواطن بشتيل مثل كل إخوانه فى مصر، يعيش ساعتين من الظلام يوميا لأسباب لا يعلمون عنها شيئا، لكننا نحاول هنا أن نتعرف على أصل المشكلة.



2وقت الذروة: 60 ساعة صعبة كل عام

قدرات توليد الكهرباء فى مصر تصل إلى نحو 30 الف ميجاوات طبقا للخطة الخمسية التى اعلنت عنها وزارة الكهرباء، وتنتهى فى 2012.

تستهلك مصر بحسب اكثم أبو العلا المتحدث الرسمى لوزارة الكهرباء نحو 25 الف ميجاوات، «المشكلة فى مصر فى الفترة من السابعة إلى التاسعة مساء خلال موسم الصيف، حيث يزداد الاستهلاك إلى اكثر من 3 آلاف ميجاوات».

تمثل تلك الفترة كما يقول اكثم أبو العلا «60 ساعة فى السنة واستثماراتها تصل إلى 18 الف مليون جنيه، لذلك لا يمكن لاحد القيام بها، لذلك الحل الوحيد هو الترشيد». «يعنى فى مصر نحو 6.5 مليون جهاز تكييف لو افترضنا اننا نشغل 3 ملايين فقط منها وان متوسط استهلاك الجهاز نحو 2000 كيلووات لوصل استهلاكه لنحو 6 آلاف ميجاوات وبحسبة بسيطة نجد ان تكاليف انشاء هذه القدرات تصل إلى 6 مليارات دولار اى ما يعادل 36 مليون جنيه مصرى».

أما اختيار شركات الكهرباء قاعدة تخفيف الاحمال «اول شىء نطالب بعض الصناعات بتخفيف احمالها، المرحلة الثانية تختار المناطق غير الحيوية التى لا يكون فيها مستشفيات او خدمات التى يمكن الا تتأثر بقطع الكهرباء».

3الطاقة طاقتك : الترشيد بلمبات موفرة وتگييفات أقل

«خفض قيمة فاتورتك، رشد استهلاك الكهرباء، الطاقة طاقتك» مجموعة رسائل نصية على الموبايل ترسلها وزارة الكهرباء للمواطنين لتطبيق خطة الترشيد مع بداية فصل الصيف 2012.

خطة ترشيد الكهرباء التى اعلن عنها حسن يونس، وزير الكهرباء والطاقة، تفاصيلها يشرحها اكثم أبو العلا، «وزارة الكهرباء أول جهة بدأت بنفسها، استخدمت نظام الدورة المركبة الذى يتنج ثلث الطاقة الكهربائية بدون استخدام للوقود. فى هذا النظام يتم تشغيل وحدتين بالغاز والأخرى بالبخار الذى يخرج من عادم الغاز».

قطاع الكهرباء يقوم أيضا بتطبيق نظم الصيانة المبرمجة لمكونات محطات توليد الكهرباء مع الإحلال والتجديد لمحطات توليد الطاقة القديمة، وتجديد شبكات النقل والتوزيع، وتركيب وحدات المكسفات فى محطات المحولات.

خطوات أخرى اعدتها الوزارة لتطبيق خطة الترشيد، «إعداد أكواد كفاءة الطاقة للأجهزة الكهربائية التى تساعد على تقليل استخدام الكهرباء».

الخطوات المستقبلية من الخطة «استبدال كامل للمبات الإنارة العامة على مستوى الجمهورية بلمبات موفرة على مرحلتين تنتهى فى يونيو 2014 ويصل إجمالى التمويل اللازم للاستبدال 5 ملايين لمبة تقليدية، بأخرى عالية الكفاءة.

تكلف الخطة نحو 1.24 مليار جنيه لتحقق وفرا سنويا 1.23 مليار جنيه من فاتورة الكهرباء التى تقوم بسدادها وزارة المالية.

خطة الترشيد كما يقول اكثم، تتم بالتعاون مع الوزارات فى قطاع الصناعة يمكن ترشيد الكهرباء من خلال استخدام تكنولوجيات استرجاع الطاقة التى تتيح توفير 40% من الطاقة المستخدمة فى الصناعة، وحظر استيراد خطوط المصانع القديمة ذات الاستهلاك العالى للطاقة.

أما فى قطاع السياحة نسعى لاستخدام السخانات الشمسية والإضاءة الذكية التى يمكن أن تخفض استهلاك الفنادق إلى أكثر من 50% دون المساس براحة المستخدمين، وهى تكنولوجيا تطبق فى جميع دول العالم.

اما قطاع البنوك ينحصر دوره فى تقديم تسهيلات تمويلية لمشروعات تحسين كفاءة الطاقة.

4الحل النووى : نهاية عصر كهرباء السد العالى

«لابد أن يكون عندنا خطة متكاملة فى التعامل مع ملف الطاقة».

د. منير مجاهد خبير الطاقة يرى أن الطاقة النووية هى البديل الوحيد لأزمة توليد الكهرباء الراهنة. «مصر مستورد صافى للمنتجات البترولية ويتم شراء الخام بالأسعار العالمية، وبدلا من حرق المنتجات البترولية لإنتاج الكهرباء، أفضل توفيرها لانتاج البلاستيك والاسمدة والأدوية، وهى المنتجات التى يدخل فيها البترول مادة أولوية».

ويحذر منير مجهد من التباطؤ فى العثور على مخرج، «اذا لم نجد حلولا سريعة سنواجه قريبا كارثة مروعة ستؤثر على الاقتصاد بأكمله نتيجة توقف الصناعة والزراعة عن الإنتاج».

يتذكر خبير الطاقة أنه عندما انشأنا خزان اسوان والسد العالى فى الستينيات كان يوفر لمصر 60% من الطاقة، «اليوم وبعد اربعين عاما يوفر السد العالى والخزان 10% من الطاقة، لأن الكمية ثابتة والاستهلاك يزيد».

تعتمد مصر فى الاساس على مصادر الطاقة من المحطات الحرارية التى تعمل بالغاز الطبيعى والمازوت، بينما توفر طاقة الرياح نحو 700 ميجاوات أى 10% من مصادر الطاقة وخطة الوزارة ان يصل انتاج الطاقة المتجددة إلى 20% من الاستهلاك الكهربائى.

الحديث عن ان مصر هى بلد الشمس ولماذا لا نلجأ اليها بدلا من الطاقة النووية، يقول منير مجاهد «ده كلام حق يراد به باطل، لأن تكنولوجيا الطاقة الشمسية مكلفة وانتاج الكيلووات منها اغلى بكثير من النووى.

كما ان مصادر الطاقة المتجددة عشوائية وغير ثابتة وسطوع الشمس يختلف من يوم لآخر، استخدام الطاقة الشمسية او الرياح لخدمة الاحمال الاساسية غير ممكنة»، اما خطة تخفيف الاحمال «ده ليس ترشيد وانما تعامل مع الأزمة لأن الطلب على الكهرباء أكبر من القدرات المطلوبة».

يعلو صوت منير «مشروع إنشاء المحطة النووية بالضبعة لتوليد الكهرباء كان هو الأمل الوحيد لإنقاذ مصر من هذه الأزمة المتصاعدة».


5كنز الجنوب : حقول الشمس الأفريقية

«فى عام 2050 سوف يختفى البترول كمصدر للطاقة».

تحذير من المهندس هانى محمد النقراشى، الخبير بالجامعات الألمانية فى مجال الطاقة الشمسية، خلال أكثر من ندوة شارك فيها.

يتوقع النقراشى أن يصل استهلاك مصر من الكهرباء عام 2022 إلى 50 جيجاوات فلابد من تفعيل إنتاج الطاقة النووية لأن محطة الطاقة النووية التى تسعى مصر لإقامتها سوف تنتج 10% من استهلاك مصر من الكهرباء و14 % من طاقة الرياح و6% من المياه».

يقترح النقراشى منطقة بحيرة ناصر فى جنوب مصر من أهم الأماكن التى يمكن إقامة محطة للطاقة الشمسية بها، «هذه المنطقة سوف تنتج كهرباء تعادل إنتاج الشرق الأوسط بأكمله، مع إنشاء حقل شمسى ومعه توربينة البخار لتلبية الطلب على البخار فى فترة الليل، خاصة أن مصر استخدمت هذه الطاقة عام 1912 عندما أنشأ العالم الأمريكى فرانك شومان، محطة شمسية فى منطقة المعادى لتوليد الكهرباء لتشغيل محطات رى القطن، وبعدها تم اكتشاف البترول واختفت هذه المحطة وبدأت ولاية كاليفورنيا فى استخدام الطاقة الشمسية عام 1985 وكان تنتج 354 ميجاوات».

طرق توليد الطاقة الشمسية التى يستعرضها، النقراشى، «هناك نظام الطبق الذى يستطيع توليد 50 كيلووات، ونظام البرج الشمسى الذى يستطيع توليد 100 ميجاوات ونظام القطع المكافئ تنتج 600 ميجاوات ونظام المرايات المستوية وتنتج 600 ميجاوات».

أيها المواطنون: أوقفوا هذه المكيفات

قبل يوم من بداية شهر رمضان، ناشدت الشركة القابضة لكهرباء مصر المواطنين ضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء، «خاصة فى وقت الذروة الذى يبدأ بعد غروب الشمس لمدة ثلاث ساعات».

بيان الوزارة نقل عن المهندس محمود بلبع رئيس الشركة، أن مركز التحكم قد يضطر إلى تخفيف بعض الأحمال لحماية الشبكة الكهربائية وقت الذروة.

أوضح البيان أن مركز التحكم سيقوم بهذا الإجراء لعدة أسباب منها تأخير تشغيل محطتى غرب دمياط وأبوقير بقدرات تصل إلى 1800 ميجاوات، كان مقررا ربطها بالشبكة القومية للكهرباء فى بداية صيف هذا العام بسبب الإضرابات وحصار أهالى المناطق المجاورة للمحطات لطلب فرص عمل والمبالغة فى طلب التعويضات، بالاضافة إلى عدم توافر كميات السولار والغاز الطبيعى بالقدر الكافى لتشغيل كامل قدرات التوليد المتاحة بالشبكة.

عوامل أخرى زادت من صعوبة الأزمة، منها ارتفاع درجات الحرارة بمعدلات غير مسبوقة هذا الصيف.

البيان أشار إلى أن الحمل الأقصى لاستهلاك الكهرباء فى مصر قفز بنسبة تزيد على 12%، لسببين:

الأول هو الزيادة الكبيرة فى أعداد المكيفات التى وصلت إلى نحو 6.5 مليون جهاز تكييف.

السبب الثانى هو سرقات التيار الكهربائى بأعداد كبيرة نتيجة الانفلات الأمنى.

«لذا فإن تعاون جميع المستهلكين من خلال ترشيد استهلاك الكهرباء يجنب الشركة اضطراها إلى تخفيف الأحمال مما يتسبب فى قطع التيار الكهربائى عن بعض المناطق بالتناوب، كما أضاف البيان.

المهندس بلبع قال عبر البيان إن الاهالى منعوا اقامة 65 برجا من ابراج الضغط العالى وتم تعويضهم عن الاراضى التى تمر بها، وطلبوا تشغيل ابنائهم فى قطاع الكهرباء وعطلوا انهاء الاعمال مما أخر اضافة 1300 ميجاوات من محطة ابوقير، و500 ميجاوات من الخطة الاسعافية بمحطة غرب دمياط كان من المفترض ان ينضموا للخدمة اول مايو الماضى وسيتم ادخالهم على الشبكة قبل آخر شهر يوليو الحالى.

وقال بلبع ان الوقفات الاحتجاجية مازالت تعطل عمل القطاع، ففى محطة العين السخنة مازال العمال التابعون لمقاولى الانشاء يتظاهرون بالمحطة مطالبين بتعيينهم فى قطاع الكهرباء، علاوة على عجز الوقود الواصل للمحطات، فكميات السولار لا تكفى لتشغيل المحطات ساعة او ساعتين وكميات المازوت تكفى ليوم أو يومين وجميع خزانات المحطات خاوية من الوقود.

وفى تصريحات صحفية متكررة، أعرب المهندس عبدالله غراب عن انزعاجه من ارتفاع الطلب على الكهرباء، «للمرة الأولى يتعدى حجم الطلب الإضافى للكهرباء حاجز 3 آلاف ميجاوات، ليقترب من 28 ألف ميجاوات يوميا»، الأمر الذى يزيد من الضغوط على وزارة البترول لتوفير محروقات كافية لتوليد الكهرباء.

..أيتها الوزارة: «مش دافعين الفاتورة»

«عايزين وزارة الكهرباء تعلن عن جدول زمنى محدد لقطع الكهرباء فى مصر» طلب قدمه المهندس طلعت فهمى، عضو الأمانة العامة بحزب التحالف الشعبى الاشتراكى.

«الفكرة تقدم بيها شباب الحزب فى منطقة الوراق وامبابة لأن انقطاع الكهرباء زاد فى الجيزة خاصة فى المناطق الشعبية، وما تقوم به وزارة الكهرباء من تخفيف الاحمال لا يتطابق مع ما تعلمنا فى الهندسة بأن تقطع الكهرباء لمدد طويلة، من المفترض ان يتم تخفيف الاحمال لأوقات قصيرة وبالتناوب بين المناطق».

حملة «مش دافعين» تهدف إلى حشد المواطنين للامتناع عن دفع فواتير الكهرباء، اعتراضا على أكوام الزبالة المنتشرة بشكل كبير فى تلك المناطق والانقطاع المتكرر للتيار وذلك بتنظيم عدد من السلاسل البشرية.

«الوقفة التى بدأت مساء الخميس مستمرة حتى يستجيب المسئولون لمطالبنا ويتم الاعلان عن جدول قطع الكهرباء بالتناوب بين المناطق الفقيرة والغنية».

دعوة حزب التحالف الاشتراكى ليست الاولى منذ اشتعال ازمة انقطاع الكهرباء فى جميع انحاء الجمهورية، حيث اطلق العديد من نشطاء الفيس بوك وتويتر حملات «هيقطعوا الكهرباء هنقطع الفاتورة، مضربين عن دفع الفواتير لحد ما نتعامل زى البنى آدمين».

النكات لم تترك ازمة الكهرباء حيث تداول النشطاء مقولة شخصية اساحبى «المانيا تحتفل بمرور 30 عاما بدون انقطاع الكهرباء.. نفسى احتفل بمرور يومين بدون انقطاع الكهرباء فى مصر».

ورغم الانتقادات الشديدة قال محمد عوض رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر فى تصريحات سابقة، إن وزارة الكهرباء لا تعتزم تعويض المتضررين من انقطاع التيار المتكرر، لأن وزارة الكهرباء تتحمل أعباء مالية ضخمة تمنعها من تعويض المتضررين.


المصارحة مع الشعب

دكتور إبراهيم زهران، خبير البترول يرى «أنه اولا قبل اعداد خطط لزيادة الكهرباء لابد من المصارحة مع الشعب والالتزام بالسعر العالمى، ثانيا لابد من تنويع مصادر الطاقة».

ويشرح ابراهيم زهران «مصر تنتج 6 ملايين قدم مكعبة غاز ثلث الانتاج للتصدير والثلث للاستهلاك المحلى، أى 4 ملايين قدم مكعبة وهو يمثل 45% من احتياجاتنا للكهرباء أى أن هناك عجز».

مع بداية موسم الصيف توقفت محطة الكريمات «لذا نحتاج إلى محطات جديدة، واعادة تجديد القديم».

المشكلة كما يراها زهران أن الحكومات لا تتعامل بشفافية مع سعر الطاقة «موقع بلومبرج يقول إن 1000 كيلو كهرباء فى أمريكا ثمنهم 30 دولارا بينما فى مصر 1000 كيلو يحاسب على 220 جنيها وأمريكا لا يوجد بها دعم، مما يعنى ان هناك سوء ادارة لموارد الدولة واستيلاء على أموال الشعب».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.