عبارات تهنئة عيد الأضحى 2024.. خليك مميز    البنك المركزي يسحب سيولة بقيمة 3.7 تريليون جنيه في 5 عطاءات للسوق المفتوحة (تفاصيل)    جنايات المنصورة تحيل أوراق أب ونجليه للمفتى لقتلهم شخصا بسبب خلافات الجيرة    موقع إلكتروني ولجنة استشارية، البلشي يعلن عدة إجراءات تنظيمية لمؤتمر نقابة الصحفيين (صور)    أسوان تستعد لإطلاق حملة «اعرف حقك» يونيو المقبل    القنوات الناقلة لمباراة الأهلي والزمالك في دوري المحترفين لكرة اليد    دعاء اشتداد الحر عن النبي.. اغتنمه في هذه الموجة الحارة    العاهل الأردني يؤكد ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لتكثيف إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة    مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى.. والاحتلال يعتقل 14 فلسطينيا من الضفة    الجيش الإسرائيلى يعلن اغتيال قائد وحدة صواريخ تابعة لحزب الله فى جنوب لبنان    مصدر سعودي للقناة ال12 العبرية: لا تطبيع مع إسرائيل دون حل الدولتين    وزير الري: إيفاد خبراء مصريين في مجال تخطيط وتحسين إدارة المياه إلى زيمبابوي    أبو علي يتسلم تصميم قميص المصري الجديد من بوما    يورو 2024 - رونالدو وبيبي على رأس قائمة البرتغال    والدة مبابي تلمح لانتقاله إلى ريال مدريد    «نجم البطولة».. إبراهيم سعيد يسخر من عبدالله السعيد بعد فوز الزمالك بالكونفدرالية    تعرف على تطورات إصابات لاعبى الزمالك قبل مواجهة مودرن فيوتشر    محافظ الفيوم يترأس اجتماع اللجنة الاستشارية للسلامة والصحة المهنية    محكمة بورسعيد تقضي بالسجن 5 سنوات مع النفاذ على قاتل 3 شباب وسيدة    ضبط 4 أشخاص بحوزتهم 6 كيلو حشيش فى الدقهلية    زوجة المتهم ساعدته في ارتكاب الجريمة.. تفاصيل جديدة في فاجعة مقتل عروس المنيا    "السرفيس" أزمة تبحث عن حل ببني سويف.. سيارات دون ترخيص يقودها أطفال وبلطجية    النطق بالحكم على مدرس الفيزياء قاتل طالب الثانوية العامة بعد قليل    جيفرى هينتون: الذكاء الاصطناعى سيزيد ثروة الأغنياء فقط    تأجيل محاكمة 12 متهمًا في قضية رشوة وزارة الري ل25 يونيو المقبل    محافظ أسيوط: مواصلة حملات نظافة وصيانة لكشافات الإنارة بحي شرق    السيسي يستقبل مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية ويؤكد على دورها في نشر وتعميق المعرفة والعلم    كيت بلانشيت.. أسترالية بقلب فلسطينى    لمواليد برج الثور.. توقعات الأسبوع الأخير من شهر مايو 2024 (تفاصيل)    جهاد الدينارى تشارك فى المحور الفكرى "مبدعات تحت القصف" بمهرجان إيزيس    برلمانية تطالب بوقف تراخيص تشغيل شركات النقل الذكي لحين التزامها بالضوابط    أمين الفتوى: قائمة المنقولات الزوجية ليست واجبة    هل يجبُ عليَّ الحجُّ بمجرد استطاعتي، أم يجوزُ لي تأجيلُه؟.. الأزهر للفتوى يوضح    رئيس الوزراء يتابع عددًا من ملفات عمل الهيئة المصرية للشراء الموحد والتموين الطبي    «الرعاية الصحية» تدشن برنامجا تدريبيا بالمستشفيات حول الإصابات الجماعية    أفضل نظام غذائى للأطفال فى موجة الحر.. أطعمة ممنوعة    الجامعة العربية والحصاد المر!    «غرفة الإسكندرية» تستقبل وفد سعودي لبحث سبل التعاون المشترك    السيسي: مكتبة الإسكندرية تكمل رسالة مصر في بناء الجسور بين الثقافات وإرساء السلام والتنمية    المالية: بدء صرف 8 مليارات جنيه «دعم المصدرين» للمستفيدين بمبادرة «السداد النقدي الفوري»    «بيطري المنيا»: تنفيذ 3 قوافل بيطرية مجانية بالقرى الأكثر احتياجًا    وزير الأوقاف: انضمام 12 قارئا لإذاعة القرآن لدعم الأصوات الشابة    يوسف زيدان يرد على أسامة الأزهري.. هل وافق على إجراء المناظرة؟ (تفاصيل)    أفعال لا تليق.. وقف القارئ الشيخ "السلكاوي" لمدة 3 سنوات وتجميد عضويته بالنقابة    تفاصيل حجز أراضي الإسكان المتميز في 5 مدن جديدة (رابط مباشر)    في اليوم العالمي للشاي.. أهم فوائد المشروب الأشهر    «الشراء الموحد»: الشراكة مع «أكياس الدم اليابانية» تشمل التصدير الحصري للشرق الأوسط    لهذا السبب.. عباس أبو الحسن يتصدر تريند "جوجل" بالسعودية    هالاند.. رقم قياسي جديد مع السيتي    حفل تأبين الدكتور أحمد فتحي سرور بحضور أسرته.. 21 صورة تكشف التفاصيل    وزير التعليم: مدارس IPS الدولية حازت على ثقة المجتمع المصري    «القومي للمرأة» يوضح حق المرأة في «الكد والسعاية»: تعويض عادل وتقدير شرعي    «ختامها مسك».. طلاب الشهادة الإعدادية في البحيرة يؤدون امتحان اللغة الإنجليزية دون مشاكل أو تسريبات    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 49570 جنديًا منذ بداية الحرب    اليوم.. «خارجية النواب» تناقش موازنة وزارة الهجرة للعام المالي 2024-2025    ضياء السيد: مواجهة الأهلي والترجي صعبة.. وتجديد عقد معلول "موقف معتاد"    مندوب مصر بالأمم المتحدة لأعضاء مجلس الأمن: أوقفوا الحرب في غزة    بوتين: مجمع الوقود والطاقة الروسي يتطور ويلبي احتياجات البلاد رغم العقوبات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أعطال كهرباء صيف 2012 بين وعود المسئولين وتشاؤم المواطنين
نشر في المصريون يوم 24 - 07 - 2012

تزامنًا مع حرارة فصل الصيف المرتفعة ودخول شهر رمضان، كثرت الشكاوى من أعطال الكهرباء وانقطاع التيار الكهربى الذى يؤدى إلى كثرة حالات السرقة وإتلاف الأجهزة الكهربائية.
انقطاع التيار المتواصل بين ثقافة شعب تغيب عنه ثقافة ترشيد الاستهلاك ومسئولين يؤكدون أن كمية قدرات التوليد السنوية كافية تمامًا لاستهلاك المصريين، والمسئولون من مواقعهم ينادون إلى تكاتف أجهزة الإعلام للحد من الاستهلاك غير المسئول ونشر ثقافة الحفاظ على كمية المستهلك من الطاقة وذلك يعود على المستهلك بنفع، حيث يوفر من قيمة الفواتير المدفوعة، وخصوصًا فى ظروف اقتصادية متردية، وفى كل عام تعلن وزارة الكهرباء والطاقة عن خطة جديدة لمواجهة حرارة الجو المرتفعة.
"المصريون" رصدت آراء المسئولين وقيادات وزارة الكهرباء والطاقة للوقوف على كيفية استعدادهم لمواجهة أعطال كهرباء فى ظل صيف 2012 ذى الحرارة المرتفعة، كما رصدت أيضًا آراء المواطنين فى أضرار انقطاع الكهرباء.
10 مليارات جنيه قيمة الخطة الإسعافية
فى البداية أعلن الدكتور حسن يونس - وزير الكهرباء والطاقة- عن ضخ 10مليارات جنيه مصرى هى إجمالى قيمة الخطة الإسعافية التى يقوم بتنفيذها قطاع الكهرباء والطاقة لإضافة قدرات توليد تصل إلى حوالى 2600 ميجاوات لمجابهة الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية وتلبية احتياجات الأحمال المتزايدة على مرحلتين.
وأشار يونس أثناء تفقده محطة 6 أكتوبر إلى أنها أحد مشروعات المرحلة الثانية من الخطة الإسعافية والتى تشتمل بالإضافة إلى محطة 6 أكتوبر محطة غرب دمياط قدرة 500 ميجاوات.
وأضاف يونس أن تلك القدرات من المخطط أن تعمل قبل صيف 2012.
حيث إنه تم قبل صيف العام الماضى تشغيل المرحلة الأولى من الخطة الإسعافية بقدرة 1500 ميجاوات، والتى استغرق تنفيذها حوالى ستة أشهر.
مشيرًا إلى أنه من المنتظر أن يشهد النصف الأول من هذا العام قدرات توليد جديدة تصل إلى3700 ميجاوات تشتمل إلى جانب تشغيل محطتى غرب دمياط و6 أكتوبر استكمال تنفيذ باقى مشروعات الخطة الخمسية 2007\2012 والمتمثلة فى محطتى أبو قير والعين السخنة.
وأوضح وزير الكهرباء أنه جار استكمال إضافة 2400 ميجاوات جديدة للشبكة الكهربائية القومية بحلول عام 2012 لمواجهة أحمال صيف ذلك العام.
مشيرًا إلى أن استثمارات الخطة 2007/2012 وصلت إلى حوالى 80 مليار جنيه لتنفيذ مشروعات لانتاج ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية خلال سنوات الخطة تحمل قطاع الكهرباء عب تدبير تمويل مشروعاتها من جهات التمويل المختلفة ومن الموارد الذاتية له.
وأكد أنه تم الانتهاء من تشغيل 6 محطات كهرباء تقريبًا من الخطة 2007/2012 وهم محطات الكريمات(3)، والنوبارية (3)، والعطف، وسيدى كرير قدرة كل منهم 750 ميجاوات، والتبين، وغرب القاهرة قدرة كل منهما 700 ميجاوات كخطة إسعافية لمواجهة صيف العام 2011 تمثلت فى تشغيل محطات إنتاج كهرباء الشباب ودمياط ، بينما سيتم تشغيل محطة العين السخنة قدرة 1300 ميجاوات فى 2013.
وتتمثل القدرات المنتظر تشغيلها قبل الصيف العام 2012 فى تشغيل محطة أبو قير قدرة 1300 ميجاوات، كذلك محطتى أكتوبر غرب دمياط بإجمالى قدرات تبلغ 1100 ميجاوات.
وأشار الوزير إلى الإجراءات التى اتخذها القطاع لمواجهة الزيادة المتوقعة فى الأحمال الكهربائية نتيجة ارتفاع فى درجات الحرارة والرطوبة من خلال تنفيذ 4 مشروعات لإنتاج الكهرباء بقدرات إجمالية تبلغ حوالى2600 ميجاوات كخطة إسعافية لمواجهة أحمال الذروة، حيث تم الانتهاء بنجاح من إضافة 1500 ميجاوات بموقعى الشباب ودمياط وجار إعمال تنفيذ 1100 ميجاوات المتبقية بمواقعى غرب دمياط و 6 أكتوبر لتشغيلها قبل الصيف عام 2012، إلى جانب تنفيذ شبكات نقل وتوزيع الكهرباء اللازمة لتفريغ تلك القدرات فى مراكز الأحمال.
عملية الترشيد مهمة جدًا فى أوقات الذروة
وفى السياق ذاته أكد الدكتور أكثم أبو العلا - وكيل وزارة الكهرباء والطاقة والمتحدث الرسمى باسم الوزارة- أن عملية الترشيد مهمة جدًا فى ساعات الذروة التى تبدأ من بعد غروب الشمس حتى العاشرة مساءً.
وأضاف أنه يفضل الترشيد من استخدام المكنسة والمكواة، مؤكدًا أن عملية الترشيد مهمة جدًا فى ساعات الذروة وأننا أكثر الشعوب استهلاكًا وهو جزء من الثقافة.
مشيرًا فى الوقت ذاته إلى أن سرقة الكهرباء من عمود الإنارة العمومية يتبع المحليات.
مضيفًا أن الوزارة تعمل على تحسين الخط الساخن الذى يحمل رقم 122 الذى يعمل على خدمة العملاء واستقبال الشكاوى.
مشددًا على أن الاستهلاك فى الكهرباء يرجع إلى ثقافة الشعب وأن العالم كله لغى الإضاءة المركزية واتجه للإضاءة الركنية والإضاءة الحساسة بالطاقة.
ونوه المتحدث الرسمى لوزارة الكهرباء والطاقة بأن للإعلام دورًا تثقيفيًا مهمًا فى توعية الشعب المصرى بفوائد الترشيد فنحن نأمل أن تتجه وزارة الإعلام إلى التبرع بثلاث دقائق فقط على مدار البرنامج اليومى لإذاعة حملة إعلامية تهدف إلى تثقيف الشعب بأهمية الترشيد الذى سوف يعود عليها بتوفير من جهة فى ظل ظروف اقتصادية صعبة ويوفر للوزارة مواردها من جهة أخرى وأن الحملة السابقة تكلفت 36 مليونًا وهذا الأمر مكلف جدًا.
خطوات مهمة للترشيد
وشدد وكيل وزارة الكهرباء على دور الجمهور فى عملية الترشيد حتى لو يكن فى وقت الذرة فقط من بعد غروب الشمس إلى 10 مساءً والمواطن ليس مطلوب منه أن يجلس فى الظلام وإنما الترشيد بقدر الإمكان واتباع خطوات مهمة فى الترشيد منها..
إطفاء الإنارة فى الغرف غير المستعملة، واستعمال المصابيح الكهربائية الموفرة للطاقة التى تعطى نفس الإضاءة، واستخدام ضابط للوقت للمصابيح الخارجية حتى لا تبقى مضاءة خلال النهار، والتقليل من عدد المصابيح المستعملة.
وشدد المتحدث الرسمى لوزارة الكهرباء على دور مباحث الكهرباء فى القضاء على سرقة الكابلات التى وصلت إلى 11% بسبب الانفلات الأمنى والأكشاك التى تسرق الكهرباء وبعض البيوت متعهدًا ببذل مجهود كبير للقضاء على هذه المخالفات.
مؤكدًا الحد من انقطاع الكهرباء فى المستشفيات الذى حدث فى الماضى وسبب مشاكل جسيمة، قائلاً إن الصيانة للمصادر الكهرباء داخل المستشفيات وانقطاع الكهرباء الذى حدث فى الماضى داخل المستشفيات مهمة وزارة الصحة.
على الجانب الآخر قال الدكتور على الصعيدى -وزير الكهرباء السابق والأستاذ بقسم الكهرباء- إن كمية الكهرباء التى تولد سنويًا غير كافية لتوفير احتياجات المصرين وأكبر دليل على ذلك هو انقطاع الكهرباء عن حى أو قرية بأكملها ومعناه أن الحمل أكثر من الكميات المولدة من الكهرباء.
وأضاف الصعيدى أنه يجب بناء محطات جديدة لتوليد الكهرباء لكن المشكلة أن المحطات تحتاج من سنتين إلى خمس سنوات لإتمام بنائها هذا بخلاف الاستثمارات المطلوبة لإتمام المحطة من متطلبات لوجيستية ومعدات وكابلات و هى استثمارات مكلفة.
وأكد الصعيدى أن الزيادة فى احتياجات المصريين من الكهرباء هى أسرع بكثير من الاستثمارات فى قطاع الكهرباء والطاقة.
وأن مصادر الحصول على الكهرباء تكون عن طريق حرق البترول، الغاز أو الفحم وهذا يولد ثانى أكسيد الكربون، وعلى الرغم من جهود العلماء الحثيثة لمحاولة الحصول على الطاقة اللازمة لإنارة البيوت وتوفير طاقة للمصانع عن طريق ما يسمى (بالطاقة النظيفة) أو مصادر الطاقة المتجددة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الجيو مغناطيسية وطاقة البراكين ولكن للأسف فى مصر يصعب استخدام الطاقة النظيفة، لاسيما فى الوقت الراهن.
حيث إن طاقة الرياح غير متوفرة بشكل أساسى فى مصر، أما بالنسبة للطاقة الشمسية فهى متوفرة فى مصر لكن للأسف تكلفتها عالية جدًا تقدر بحوالى خمس أضعاف تكلفة إقامة محطات الكهرباء العادية، لكن بالطبع ممكن أن تستهلك على نطاق ضيق على أسطح العمارات أو فى المدارس وهذا ما نأمل أن تتبناه وتساعد فيه الدولة.
الثقافة الخاطئة
وأضاف وزير الكهرباء السابق أن المشكلة فى مصر تكمن فى الثقافة الخاطئة لدى قطاعات كبيرة من المصريين ومنها استغلال دعم الكهرباء فيغالون فى استهلاك الكهرباء فلو فكر كل شخص أنه حين يستعمل كل لمبة زائدة أو حين يستخدم أكثر من جهاز تكيف هواء فى نفس الوقت هذا كله يحمل على لوحة الكهرباء بمنزله وعلى محطة الكهرباء فى النهاية لكان الوضع أفضل بكثير لكن ثقافة الترشيد والوعى بقيمة الطاقة غائبان عند كثير من المصريين. هذا بالإضافة إلى أن جدران المنازل.
ولاسيما المنازل الجديدة لا تكون سميكة بالقدر الكافى الذى يجعلها تمتص الحرارة والعازل الحرارى مكلف ولا تستطيع الكثير من الأسر تحمل كلفته.
و ضرب الصعيدى مثلاً بالكثير من المنازل والفنادق بأوروبا والتى تعمل الكهرباء فيها عن طريق بطاقة دخول الغرفة أو ببطاقة منفصلة للإضاءة وحين يغادر الشخص شقته أو غرفة الفندق تنطفئ الإضاءة بالكامل توفيرًا للمال وتحسبًا للنسيان واتجاه العالم كله لاستخدام إضاءة خفيفة فى الطرقات على عكس ما يحدث فى مصر فإنارة الشوارع نجدها فى الصباح والمساء.
ثقافة الترشيد تبدأ من المدرسة
ويرى الصعيدى أن ثقافة الترشيد يجب أن تبدأ من المدرسة وفى سن صغير جدًا فمن دور المدرسين مثلاً أن يلفتوا نظر الأطفال إلى أهمية الطاقة وينصحوهم أن يغلقوا الإضاءة قبل مغادرة الفصل فى فترة الفسحة أو فى حصص الألعاب، هذا سيرسخ فى أذهانهم أهمية الطاقة ومدى النفع الذى سيعود على الطالب، المدرسة والمجتمع ككل فى النهاية إذا طبق مفهم الترشيد فى حياته.
وعلق الصعيدى على نسب الزيادة السنوية من الطاقة التى تنتوى وزارة الكهرباء توليدها، أن ال2400 ميجاوات ليست كافية فهى لا تتناسب مع معدلات الزيادة السكانية ولا تتناسب مع الازدياد المتواصل لاحتياجات الفرد من الطاقة فاليوم أصبح فى الكثير من البيوت أكثر من ثلاجة وأكثر من جهاز تكييف وأصبح كل فرد من أفراد الأسرة يمتلك أجهزة كثيرة.
"فالشعب المصرى مازال جائعًا للطاقة" -على حد قوله- وأيضًا يجب ألا نغفل احتياجات قطاع الصناعة المتزايدة من الطاقة.
أما نسب زيادة توليد الطاقة المعترف بها عالميًا تكون مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بمعدل التنمية فمثلاً إذا زاد معدل التنمية إلى 7% يجب أن تكون نسبة الزيادة فى إمداد الكهرباء من 8 إلى 9 بالمائة.
لدينا خطان للكهرباء
من زاوية أخرى قال الدكتور عبد المنعم سعيد إبراهيم - نائب مدير مستشفى دار الشفاء- نحن لدينا خطان للكهرباء بالإضافة إلى محولات احتياطية فى حالة انقطاع كلا الخطين وهو شىء مستحيل الحدوث لكنها إجراءات احترازية واجبة فجميع الأجهزة والمعدات بالمستشفى تعتمد بالأساس على الكهرباء هذا بالإضافة إلى أن من أهم المعايير العالمية بالمستشفيات هو الإضاءة الكافية فى الممرات وغرف العمليات.
فمن الضرورى أن يكون لدينا نظام احترازى لتأمين الكهرباء و"لا يجب أن أعتمد على مدى التزام شركة الكهرباء بتوفير الطاقة بلا انقطاع".
فصل الصيف والكهرباء
من منطلق آخر أضاف الدكتور طارق شرف - الأستاذ بقسم الكهرباء كلية الهندسة جامعه القاهرة-: إن فصل الصيف هو ذروة استهلاك الكهرباء وتكون الحرارة فيه فوق الأربعين درجة مئوية وأجهزة التكييف تعمل بأقصى طاقة لها.
وبالطبع هناك خطط مختلفة لإنشاء محطات وشبكات توافق توليد الكميات المطلوبة من الطاقة الكهربائية حسب الزيادات المدروسة مسبقًا، لكن فى قطاع الكهرباء يكون التخطيط قبل الحدث بأربع سنوات أو بحد أدنى ثلاث سنوات وإذا لم يكن التوقع للزيادة المستقبلية.
وأشار شرف إلى أن الحد الأدنى لإنشاء محطة متوسطة الحجم والطاقة بسعة 1500 ميجاوات تكلف خمسة مليارات جنيه، وفى ظل أزمات السيولة والتى تكون معظمها فى شكل اقتراض من الخارج وصعوبة الاقتراض بحيث يكون إنشاء المحطات الكهربائية شيئًا يحسب له ألف حساب، لكن هذا لا يمنع أن أصحاب القرار دائمًا متأخرون فى اتخاذه.
وعلى الجانب الآخر أكد شرف أن المجهودات المبذولة منذ العام الماضى لا يمكن إغفالها فقد اتجهت وزارة الكهرباء والطاقة لإيجاد حلول بديلة وبتكلفة أقل بكثير من إنشاء المحطات ومنها توفير وسائل تبريد لمحطات الكهرباء (تبريد الهواء داخل محطات توليد الكهرباء).
وهناك حلول موضوعية مثل إنشاء محطات الذروة وهى تلك المحطات التى تنشأ فى وقت قصير وبتكلفة عالية جدًا ولكنها تستخدم فى أوقات الطلب القصوى.
وأوضح شرف أن سياسة (التدوير) التى يتبعها قطاع الكهرباء والطاقة لا غبار عليه، وهو تطبيق لسياسة الأولويات فى الأحمال وتطبق فى دول عديدة وتعنى قطع التيار الكهربائى فى الحالات الاضطرارية حينما يكون الضغط على الشبكات يفوق قدرات المحطات والمولدات وأن هذا شىء لا يعيب وزارة الكهرباء على الإطلاق، لكن هذا لا يعنى أن قطع التيار يكون فى المطلق إنما فى حدود ضيقة.
وهناك جهات وأماكن تعفى من قطع التيار الكهربائى وهى الجهات الحيوية كالمطارات والمصانع والمصالح الحكومية وغيرها .
و أوضح أن المشكلة الكبرى التى يعانى منها قطاع الكهرباء والطاقة هى أن القطاع الأغلب من المشتركين من القطاعات الحكومية فمثلاً استهلاك أحد المنشآت الحكومية تعدى ال400 مليون جنيه سنويًا دفع منها 260 مليونًا فقط، والباقى لم يدفع مما يشكل خسائر فادحة للقطاع.
و من المشاكل الأخرى المصانع والكيانات صناعية كثيفة استهلاك الطاقة والتى لا تدفع قيمة استهلاكها من الطاقة وسرقة الكهرباء التى انتشرت فى مصر خاصة فى الآونة الأخيرة.
وهى تشكل خسارة مادية كبيرة وتسبب مشاكل للمعدات لأنها تتم بشكل غير آمن.
وأضاف أن أشكال توفير الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية، طاقة الرياح أو من ضغط القمامة يصعب تطبيقها فى مصر حيث إن تكلفتها الابتدائية عالية الكلفة، ونأمل أن تطبق فى المستقبل خاصة أن الطلب على الطاقة الكهربائية فى تزايد مستمر.
مشكلة كبيرة "انقطاع الكهرباء"
وبعيدًا عن آراء المسئولين جاءت آراء الناس فى الشارع متنوعة فمنهم من عانى كثيرًا من انقطاع التيار الكهربائى، خاصة فى الصيف ومنهم من تسير الأمور معه على ما يرام.
فى البداية تقول الحاجة زينب -من سكان منطقة العباسية- إن الكهرباء لا تنقطع كثيرًا فى المنطقة، لكن المشكلة الكبيرة التى تواجههم هى عدم التزام محصل الكهرباء فى المجىء لقراءة العداد أو لتحصيل الرسوم وهى كبيرة فى السن ولا تقدر على الذهاب لشركة الكهرباء لدفع الفواتير، وقالت غاضبة "أنا من الشرقية والكهرباء لا تأتى أبدًا"، وهذا ما يجعل الحاجة زينب لا تذهب لقريتها بالشرقية مطلقًا.
من ناحية أخرى قالت سهى أشرف - من سكان جسر السويس- هذا الصيف تنقطع الكهرباء كثيرًا وغالبًا تنقطع لأكثر من نصف ساعة والمشكلة الكبيرة إذا انقطع التيار لأكثر من مرة فى وقت قصير مما يؤدي إلى تلف الثلاجة.
فى سياق آخر تقول أسماء محمد - من منطقة قليوب بمحافظة القليوبية- إن الكهرباء تنقطع فى شكلين الأول انقطاعات متتالية قصيرة وانقطاعات طويلة قد تصل إلى يومين متتاليين، والنوع الأول يؤدى إلى تلف الأجهزة المنزلية وقد حدث هذا فى منزلنا، والنوع الثانى تكون أضراره أكبر ومنها حدوث أكثر من حريق فى بيوت مجاورة و بعض حالات السرقة استغلالاً لانقطاع الأنوار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.