«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"موجة حر" تفضح القدرات العربية للتجهيز الكهربائي
نشر في محيط يوم 30 - 09 - 2010


"موجة حر" تفضح القدرات العربية للتجهيز الكهربائي
محيط – زينب مكي
أظهرت "موجة الحرّ" التي اجتاحت مختلف الدول العربية العام الجاري سعة فجوة العجز الكهربائي في العالم العربي، فناءت شبكة مصر الكهربائية بأحمالها، ولم تعد محطات التحويل قادرة على العمل، وراحت المحروسة تقطع الكهرباء عنوة عن أهلها بالساعات، وعجزت الأردن والإمارات والكويت ولبنان وسورية عن تلبية احتياجات الطلب، واستعانت سوريا بالكهرباء التركية للتخفيف من فترات الانقطاع وتكثيف التغذية في ساعات الذروة.
وحفظا لماء الوجه راحت كل دولة تعلن عن تنفيذ وإقرار مشاريع طاقوية مختلفة، وعن دراسة برامج تطوير القدرات الطاقوية والتخطيط لها، فراحت مصر تتحدث عن وتسعي مصادر الطاقة الكهربائية واستخدام مصادر الطاقة المتجددة، كما سعت الإمارات العربية المتحدة إلى تنويع مصادر إنتاج الطاقة الكهربائية، معلنة عن عن نيتها بناء 4 مفاعل نووية كلفتها 20 مليار دولار.
ومن جانبها أعلنت سوريا عن توسيع محطاتها وبناء محطات جديدة، وكذلك أقر لبنان برنامجاً لأربع سنوات من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي، فيما يركز الأردن على استخدام الزيت الصخري والطاقة النووية، وفيما يلى بعض التجارب العربية في مواجهة تلك الأزمة.
مصر
كانت الأزمة في مصر الأكثر وضوحا، خاصة بعد أن وصل الغضب الشعبي إلى ذروته في شهر رمضان الفضيل، وخرجت المظاهرات في عدداً من المحافظات، بما في ذلك القاهرة، تندد بانقطاع التيار الكهربائي، الذي صاحبه انقطاع المياه، إذ يتسبب انقطاع التيار في توقف محطات الضخ.
وكانت وزارة الكهرباء والطاقة المصرية قد لجأت إلى قطع الكهرباء عن بعض المناطق لفترات تراوحت ما بين نصف الساعة والساعة، لمنع انهيار شبكة الكهرباء في مصر، بعد أن تجاوزت درجات الحرارة حاجز ال45 درجة مئوية نهارا، وهو ما شكل تهديدا بانهيار محطات توليد الكهرباء بعد زيادة الضغط عليها نتيجة تزايد استخدام الطاقة الكهربائية لتشغيل أجهزة مكيفات الهواء كما قامت الوزارة بمناشدة المواطنين بالمساهمة في حل أزمة الكهرباء في مصر خلال أوقات الذروة، مع ضرورة ترشيد الاستهلاك وخاصة في استخدام أجهزة التكييف.
وصرح الدكتور أكثم أبو العلا وكيل وزارة الكهرباء والطاقة في مصر، بأن هذه النسبة في الزيادة تعادل قدرات توليد لعدد من محطات الكهرباء يبلغ استثماراتها نحو 20 مليار جنيه (3.5 مليار دولار)، وتلك الزيادة لتغطية ساعات الذروة فقط.
وشن بعض خبراء الكهرباء والمناخ أيضا هجوما عنيفا على الوزارة، وأجمعوا أن تلك الحلول التي لجأت إليها الوزارة ما هي إلا حلول لن تجدي نفعا خلال الفترات المقبلة، حيث إن هناك تقارير مناخية تقر بأن السنوات المقبلة سترتفع فيها درجات الحرارة في مصر لتقارب درجات الحرارة في دول الخليج.
من جانبه، قال الدكتور محمد عوض، رئيس "الشركة القابضة لكهرباء مصر"، إن الاستهلاك زاد الصيف الجاري عن المخطط له بنحو 1200 ميغاواط، من 22.2 إلى 23.4 ألف ميغاواط، بسبب الزيادات في محطات المياه والصرف وإنارة العشوائيات ومشروع "ابني بيتك".
وتحدث بعض الخبراء عن إن مصر غير مؤهلة للتعامل مع ارتفاعات درجات الحرارة مثل دول الخليج، فسواء في أماكن المعيشة أو الأسواق والسيارات حتى أكشاك الحراسة يتم تزويدها هناك بأجهزة مكيفات، بالإضافة إلى أن التكنولوجيا والمواد التي تم استخدامها في إنشاء محطات توليد الكهرباء في الخليج مجهزة للتعامل مع أقصى درجات الحرارة، وهذا ما لا تتمتع به المحطات المصرية التي لم تأخذ في عين الاعتبار عند إنشائها التغيرات المناخية التي قد تتسبب في وقوع مصر ضمن تيارات موجات الجو الحارة.
وعن العجز المتوقع للإمدادات عام 2011، أكد عوض إن هذا مرتبط بدرجات الحرارة، التي لو تحسنت في الصيف المقبل فلن يكون هناك عجز في الطاقة، والقطاع وضع خططه على أسوأ الظروف لمواجهة ما قد يحدث لاحقاً، وسندخل 600 ميجاواط من غرب القاهرة، ولدينا برنامج لعمل عمرات جسيمة لبعض الوحدات، وهناك خطط لتزويد الشبكة بوحدات جديدة، وكل هذه البرامج كافية لملاحقة أي عجز محتمل في الطاقة العام المقبل.
وعن المشاريع المستقبلية، يذكر أن وزارة الكهرباء والطاقة بصدد إنشاء عدد من محطات توليد الكهرباء لمواجهة مشروعات التنمية في مختلف المجالات ومواجهة الزيادة المضطردة في الطلب على الطاقة، حيث رصدت خطة لزيادة الإنتاج بنحو 17 ألف ميجاوات باستثمارات تقدر بنحو 120 مليار جنيه لمواجهة الطلب المتزايد.
وتستهدف الوزارة تنفيذ مشروعات جديدة خلال الخطة الخمسية 2012 - 2017، حيث يقدر التمويل الذاتي من جملة الاستثمار الجديد بنحو 40% والباقي من جهات التمويل العالمية.
وتنتج مصر 60 مليار متر مكعب سنوياً من الغاز، إلا أن نصيبها فيها لا يتجاوز 65%، وتذهب الحصة المتبقية للشركاء الأجانب، الذين يستثمرون في هذا القطاع، وفي الوقت نفسه تقوم وزارة البترول بتصدير 19 مليار متر مكعب من نصيبها سنوياً إلى إسرائيل وإسبانيا.
الأردن
وكانت الأزمة فى الأردن تعدد تحدياً كبيراً في تأمين مصادر الطاقة كونه يفتقر إليها ويعتمد على استيراد 95% من احتياجاته من الدول المجاورة، وفي مقدمتها مصر التي شهدت نفس موجة الحر خاصة فى أغسطس آب الماضي.
وفي هذا الصدد،يقول مدير مديرية التخطيط في وزارة الطاقة والثروة المعدنية والناطق الإعلامي المهندس محمود العيص، إن المصادر المحلية للطاقة في الأردن تساهم فقط بنسبة 3% من احتياجاته.
وشهد الاردن في أغسطس/ آب الماضي زيادة في الطلب على الطاقة الكهربائية الى مستويات عالية نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، ما أدى الى ارتفاع الاحمال الكهربائية، وتراجعت القدرة التوليدية للمحطات من 2600 جيجاواط الى اقل من 2300 جيجاواط، اي بعجز قدره 350 جيجاواط، واضطرت شركة الكهرباء الوطنية للجوء الى اطفاءات مبرمجة نفذتها خلال ساعات الذروة ولفترات متكررة، شملت مناطق المملكة، ما أحدث إرباكاً كبيراً بخاصة في برامج توزيع المياه حيث سجل الحمل الاقصى للنظام الكهربائي 2650 ميغاواط بنمو 15%.
و عن المشاريع المستقبلية وبعد ان فشلت جهود الحكومة في عمليات التنقيب والبحث عن النفط والغاز، وما اسفرت عنه بالعثور على كميات متواضعه وغير تجارية، يدرس الاردن الآن خيارات التنوع في استيراد الغاز الطبيعي من الدول المجاورة.
ويعول الأردن الآن على امتلاكه لكميات ضخمة من الصخر الزيتي، يمكن استغلالها تجارياً بالحرق المباشر لتوليد الطاقة الكهربائية، او التقطير لإنتاج النفط الخام، وبالفعل وقعت الحكومة 8 مذكرات تفاهم مع الشركات لاستغلال الصخر الزيتي السطحي لإنتاج النفط، واتفاقية مع شركة "ايستي انيرجي" الاستونية لاستغلال الصخر الزيتي لتوليد الكهرباء بالحرق المباشر، وتبني محطة لتوليد طاقه كهربائية تعمل بتكنولوجيا الحرق المباشر بقدرة 600 - 900 ميغاواط، تنتج تجارياً عام 2015.
كما يعتبر البرنامج النووي الاردني الخيار الاستراتيجي لطاقة المستقبل في البلاد، بحيث يكون قادراً على اعطاء الاردن الاستقلالية في توليد طاقة كهربائية اقتصادية ومستقرة لمواجهة التحديات الصعبة المتمثلة بقلة مصادر الطاقة المحلية وازدياد الطلب عليها في ضوء الارتفاع المتزايد في اسعارها والكلفة المرتفعة لاستيرادها، اضافة إلى شح مصادر المياه وبخاصة مياه الشرب.
واستهلك الأردن 11956 جيجاوات/ساعة خلال 2009 مقارنة مع 11509 خلال 2008 بزيادة 3.9%، وبلغ متوسط استهلاك الفرد من الكهرباء 2427 كيلوات/ساعة. وتوزع استهلاك الطاقة الكهربائية عام 2009 بين 40.9% للاستهلاك المنزلي و 25.1% للصناعة و16.6% للتجارة و18.8% لضخ المياه و 2.5% لإنارة الشوارع.
سوريا
وفي سوريا أدت موجة الحر الشديدة التي شهدتها البلاد في أغسطس/ آب إلى تسجيل ذروة غير مسبوقة في الطلب على الطاقة تجاوزت 7500 ميجاواط، واعتمدت وزارة الكهرباء سياسة التقنيين في جميع المحافظات السورية، وحضَّت المواطنين على اتباع سلوكيات الترشيد والابتعاد عن الإسراف والهدر.
وتشير إحصاءات رسمية إلى أن استهلاك سوريا من الطاقة بلغ العام الماضي 44.5 مليار كيلوواط في الساعة، وتوقع وزير الكهرباء احمد قصي كيالي أن يرتفع الاستهلاك الكلي على الكهرباء إلى 47.5 بليون كيلوواط/ساعة والى 63 بليون كيلواط/ساعة في 2015.
وتواجه سورية طلباً متزايداً على الكهرباء بين 8 و10% سنوياً، ما يجعلها في حاجة إلى محطة توليد جديدة بطاقة 700 ميجاواط سنوياً تكلّف 1.4 مليار دولار، وتقدر وزارة الكهرباء العجز بما بين3 و4 آلاف ميجاواط / ساعة.
ولجأت سوريا إلى الاعتماد على تركيا لسد النقص في الطاقة الكهربائية ليصبح الحجم الكلي للطاقة التي تضخها تركيا إلى سورية500 ميجاواط/ساعة، خاصة بعد أن أوقفت السلطات المصرية تصدير نحو 450 ميجاواط/ساعة إلى دول خط الربط العربي وهي سورية ولبنان والأردن على خلفية الاحتجاجات ضد أزمة انقطاع التيار الكهربائي في مصر.
و عن خطط الحل والمشاريع المستقبلية، دفع الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية في السنوات الأخيرة الحكومة السورية إلى اتخاذ قرار يسمح للقطاع الخاص المحلي والعربي والأجنبي بإنشاء محطات لتوليد كهرباء وتشغيلها بموجب آلية عمل "بي أو أو تي".
وسارعت الحكومة في بناء محطات كهرباء جديدة وتوسيع محطات قائمة لمواجهة العجز في الطلب، وأعلن نائب رئيس الوزراء عبدالله الدردري في وقت سابق عن توقيع عقوداً بخمسة مليارات دولار لإنتاج 5000 ميجاواط كهرباء، تصبح في الخدمة قبل نهاية 2013.
لبنان
أحد شبكات الكهرباء بلبنان
وفي لبنان تحولت أزمة الكهرباء الى شكوى عامة في مختلف المناطق اللبنانية من دون استثناء، من العاصمة الى أقصى الجنوب والشمال، مروراً بالضاحيتين الجنوبية والشمالية، وصولاً الى الجبل والبقاع، مما أدخل لبنان في أوسع مساحة تعتيم منذ سنوات طويلة، وألحق أضراراً متعددة بملايين الدولارات بالمواطنين والمؤسسات، و ارتفاع اشتراكات المولدات الكهربائية الخاصة في أغلب المدن، وذلك في ظل انقطاع التيار المستمر والمتنامي والعشوائي من دون أي برنامج معلن للتغذية من قبل مؤسسة كهرباء لبنان.
ووفقا للموقع الرسمي للحزي "التقدمي الاشتراكي اللبناني" يعد الاهم في تفاقم الازمة، تزايد الفجوة أو الفارق بين كميات الكهرباء المنتجة في المعامل والبالغة حسب ادارة كهرباء لبنان حوالى 1500 ميجاوات، في حين ان الطلب على الاستهلاك، وحسب مؤسسة كهرباء لبنان ايضاً، الذي خلال ايام "الحر" ال2600 ميجاوات، الامر الذي أدى الى زيادة الضغط على الخطوط والشبكات، وأحدث الكثير من الاعطال على المحولات التي احترق بعضها نتيجة الضغط والتعليق، على اعتبار ان الحاجة تولد زيادة في التعليق على الشبكات لسرقة التيار، فتحدث الاضرار التي طاولت كل المناطق، الامر الذي ضاعف التقنين في المناطق الى اكثر من 14 و15 ساعة يومياً.
الكويت
وفي الكويت وفي مطلع صيف 2010، بدأت عمليات انقطاع التيار الكهربي في بعض المناطق الكويت حيث سجلت درجات الحرارة أعلى معدلاتها حين بلغت في بعض ساعات النهار 53 درجة، وكان مؤشر الأحمال الكهربائية يسجل أرقاما قياسية جديدة أيضا، حيث بلغ مؤشر الاستهلاك الكهربائي وقت الذروة 10916 ميگاواط أي بفارق 34 ميجاواط فقط عن لجوء وزارة الكهرباء إلى القطع المبرمج للتيار عن المناطق.
ووصف وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء روضان الروضان مؤشر استهلاك الكهرباء المسجل وقت الذروة بالخطير جداً مشددا على ضرورة اضطلاع الجميع بمسؤولياتهم في الحد من زيادة الاستهلاك، والتعاون مع الجهات المعنية بهذا الشأن.
وقال الروضان في تصريح صحفي إن أزمة الكهرباء ليست في الكويت وحدها، بل هي في دول الخليج، وبعض الدول في العالم، مبينا ان تعميما تم اصداره لكل المؤسسات الحكومية بضبط الاستهلاك، واطفاء الكهرباء بعد نهاية الدوام الرسمي.
وردا على سؤال بشأن مقترح تقليص فترة الدوام للحد من استهلاك الكهرباء، اوضح ان الحكومة درست في وقت سابق مثل هذا التوجه "لكنها انتهت الى عدم امكانية تطبيقه، وخلصت الى ان تغيير وقت الدوام ليكون من الساعة السابعة حتى ال‍ 12 قد يساعد في الحل".
وعن تكرار حوادث احتراق محولات الكهرباء، قال الشريعان ان لدى الوزارة 28 الف محول كهربائي، ينقطع منها بشكل يومي ما بين 8-10 محولات "وبالتالي فان نسبة تلك الحوادث لا تشكل سوى واحد من الف وهي نسبة بسيطة جدا اذا قورنت بدول مجاورة".
وحلا للأزمة ، شدد مسؤولون في الحكومة الكويتية على ضرورة تعاون المواطنين والمقيمين في حل ازمة الكهرباء من خلال الحد من الاستهلاك واطفاء الأجهزة الكهربائية غير الضرورية، محذرين في الوقت ذاته من ان "عدم تعاون الجميع سيبقي الازمة"، كما تم الاستعانة بمولدات كهربائية من وزارة الدفاع، للمساعدة على توفير الكهرباء لحين الوصول لوسيلة أخرى لحل الأزمة.
العراق
وفي العراق خرجت المظاهرات احتجاج على قطع التيار الكهربائي في مختلف محافظات العراق منذ مطلع صيف وذلك للسنة الثالثة على التوالي وعدم استجابة الحكومة لحل هذه الأزمة، خاصة في محافظة البصرة، الناصرية،ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى.
وفي المقابل عقد مجلس الوزراء العراقي جلسة اعتيادية لمناقشة الوضع الحالي للطاقة الكهربية في العراق،كما قدم وزير الكهرباء العراقي كريم وحيد استقالته على خلفية الأزمة وقرر المجلس إخضاع جميع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية بما في ذلك مقرات المسؤولين والأحزاب وجميع مساكن المسؤولين والمنطقة الخضراء للقطع المبرمج ورفع التجاوزات عن الشبكة الوطنية.
وإلى جانب "موجه الحر" تواجه وزارة الكهرباء العراقية والمؤسسات التابعة لها مشاكل وعقبات بعضها يعود الى قدم المحطات الكهربائية في العراق التي عانت في زمن الحصار الاقتصادي الذي استمر 13 عاماً من شحة وصول قطع الغيار لها ،يضاف الى ذلك ، الارهاب والفساد الاداري والمالي ، مما ادى الى استهداف امكانات الوزارة وطاقاتها البشرية ومحطاتها وأنابيب الوقود المغذية لها.
وحلا للأزمة أجمع المتخصصون في هذا المجال ان الحل في العراق يتمثل بالبدء في بناء محطات عملاقة لتوليد الطاقة الكهربائية تنفذ من قبل شركات معروفة وفي اماكن آمنة ، الا ان هذا الحل يصطدم بعزوف تلك الشركات عن المجيء الى العراق في ظل الاوضاع الامنية السائدة.
ولاول مرة في تاريخه يضطر العراق الى استيراد الكهرباء من دول الجوار لتغطية العجز في امدادات الطاقة ، وتم الاتفاق مع ايران على استيراد 90 ميجاوات، ومن المفترض ان تصل الى 400 ميجاوات مستقبلاً وحتى 800 ميگاوات بعد ان وافقت إيران على ربط شبكتها الكهربائية بالشبكة الوطنية العراقية.
وحسب تقرير حديث للمفتش العام الخاص المكلف بإعادة الإعمار في العراق، فإن الإنتاج اليومي الأقصى تراجع من كمية مشجعة بلغت 5530 ميجاوات في 11 يناير 2009 إلى نحو 4500 ميگاوات، أي أكثر ب500 ميجاوات فقط تقريبا مما كان عليه الإنتاج بعيد الشروع في إعادة الاعمار قبل خمس سنوات قبل استكمال آلاف المشاريع المدعومة من قبل الولايات المتحدة، وحسب تقديرات وزارة الخارجية الأميركية، فإن الإنتاج الأقصى خلال الصيف قد يبلغ 11000 ميجاوات على الأقل.
ويبلغ إنتاج وزارة الكهرباء من الطاقة بحدود ال 5500 كيلو واط في حين أن الحاجة الفعلية تتجاوز 10000 كيلو واط، موازنة هذا العام خصصت ما يقرب من مليار و300 مليون دولار وهو نفس الرقم الذي خصص للسنة الماضية وما يلزم الوزارة وحسب تقديراتها هو ملياران و600 مليون دولار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.