قررت قرية ناهيا بالجيزة بصورة جماعية معاقبة قتلة الشهيدين حسني العقباوي وعاطف الحلفاوي بعدم المشاركة في الاستفتاء على "دستور الدم". واصطف الأهالي في أضخم مسيرة لتشييع الشهيدين، وتلقائيا تحولت الجنازة المجمعة من مسجد القنطرة بناهيا إلى أكبر تظاهرة عرفتها القرية، فقد امتدت الجنازة من ناهيا لبني مجدول. ولم تعود الجنازة حتى داهمها رصاص الجيش والشرطة بعد صلاة العشاء، وبدأت ميلشيات الانقلاب في هجوم غير مبرر بالغاز المسيل للدموع في أثناء عودة الشباب من الجنازة فرد بعض شباب الألتراس بالألعاب النارية فأطلقت الداخلية من رصاصها الحي والخرطوش، ولوحظ أن قناصة تعتلي المدارس بدأت متزامنة مع الضرب في الشباب الغاضب. الجنود باغتوا الشباب بتحريك مدرعات وغلق شوارع، الشارع القبلي، وشارع المطحن، وشارع سكة المدينة، وسمع دوى إطلاق نار كثيف بمنطقة السهراية أمام الجمعية التعاونية، وكانت طيارات حربية تجوب القرية والقرى المجاورة لها بني مجدول وأبور واش وكرداسة منذ الرابعة عصرا، وكان التحليق منخفضا جدا ويحدث دويا مزعجا. وقدم شباب القرية ملحمة صمود ما دفع ميلشيات الجيش والشرطة للوقوف على أطراف الشوارع دون اقتحامها. وفي أثناء الاشتباكات أمطرت الطائرات القرية بمفرقعات مرعبة، وأسفر الاشتباك عن ارتقاء الشهيد شادي حسين جمعة من بني سويف، ويقيم منذ سنوات بالقرية ويعمل سائقا على طريق ناهيا-بولاق، كما أصيب طفل في الثانية عشرة من عمره في فكه الأيمن بطلق حي. واختنق العشرات من جراء القنابل المسيلة للدموع في الشارع القبلي، ووقعت إصابات بالجملة في منطقة الكوبري الجديد، وإصابات بالخرطوش في منطقة شارع سكة المدينة. يذكر أن قرية ناهيا قدمت الشهداء محمود السنديوني وحسن الوراقي ومصطفى شيخون وممدوح موسى وعبد المنعم خلف، وبالأمس قدمت عاطف الحلفاوي وحسني العقباوي، واليوم تقدم الشهيد شادي حسين جمعة وطفل في الثانية عشرة من عمره.