أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تمسكها بالمقاومة كخيار إستراتيجي، مشددة على رفضها الحصار الصهيوني، وتفاوض السلطة في رام الله مع الاحتلال في ظل رفض الفصائل الفلسطينية. جاء ذلك -في بيان للحركة في الذكرى الخامسة لحرب "الفرقان" أو "الرصاص المصبوب"- التي بدأت 27 ديسمبر 2008 واستمرت إلى 17 يناير 2009، حاولت فيها سلطات الاحتلال كسر المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عبر هجمات برية وجوية وبحرية لم تنجح. وقالت الحركة في بيان: "تمرّ على شعبنا الفلسطيني المجاهد الذكرى الخامسة لمعركة الفرقان التي كانت وستبقى معلماً لصمود الشعب الفلسطيني وثباته رغم كل جرائم الاحتلال البشعة. لقد أراد العدو الإسرائيلي كسر شوكة المقاومة وعلى رأسها حركة حماس، فكان ردّ شعبنا الصَّامد " لن نرحل عن أرضنا، ولن نتخلّى عن المقاومة مهما بلغت التضحيات"، وخرج الاحتلال من أطراف القطاع يجرّ أذيال الخيبة والفشل، لتكون معركة الفرقان أسطورة العصر، ولتبرهن على أنَّ إرادة شعبنا العالية أقوى من كل دباباتهم وطائراتهم وأسلحتهم المحرَّمة دولياً". وقدَّمت حركة "حماس" التحيَّة إلى أرواح الشهداء الذين سقطوا في المعركة وفي مقدّمتهم الشهداء القادة، كما نبرق بالتحيَّة إلى جرحى المعركة الذين لا يزالون يمثلون دليلَ إدانة وشاهداً على جرائم الاحتلال البشعة. وشددت على أن صمود شعبنا في معركة الفرقان يعد نقطة تحوّل في تاريخ التضامن العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية وأصبحت ملحمة غزّة درساً لكلّ الأحرار في المنطقة والعالم". واعلنت الحركة تمسكها -في ذكرى حرب الفرقان- بنهج المقاومة مهما بلغت التضحيات، وأنَّها ماضية على درب الشهداء حتّى تحقيق أهدافنا الوطنية، وتحرير أرضنا الفلسطينية، وأنَّها لن تتنازل أو تعترف بهذا العدو الغاشم، وأنَّ المقاومة بإذن الله هي أشدّ جاهزية من أيّ وقت مضى. وعبرت الحركة عن رفضها القاطع لنهج المفاوضات، قائلة: "إنَّ شعبنا لم يفوِّض أحداً بإجراء المفاوضات مع الاحتلال، وأيّ نتائج يمكن أن تصدر عن هذه المفاوضات لا تمثل شعبنا ولا تعبّر إلاَّ عن من يوقع عليها، في ظل الإجماع الوطني من كل الفصائل الفلسطينية على رفض المفاوضات، وأنَّ أيَّ غطاء عربي يفوّض رئيس السلطة بمواصلة المفاوضات وللتنازل عن أي جزء من أرض فلسطين لا يمكن أن يوفّر أيّ شرعية له". وأشارت إلى أن "الحصار المستمر والخانق على قطاع غزة لا يمكن أن يُفلح في تحقيق أهدافه في إسقاط مشروع المقاومة أو عزلها سياسياً، وستبقى حماس وقوى المقاومة قادرة على تفجير المفاجآت في وجه المحاصرين لشعبنا ، وستثبت يوماً تلو الآخر أنها متجذرة في قلوب شعبها وأمتها وأن أعداءها هم أضعف من أن يفلحوا في إضعاف الحركة أو دفعها للتراجع عن مسيرة المقاومة والتحرير". ودعت الحركة كل الأحرار في العالم أن يتحركوا لكسر جدار الحصار عن غزة براً وبحراً في ظل التواطؤ الدولي والإقليمي ضد شعبنا الفلسطيني. وأضافت "نؤكّد في ذكرى معركة الفرقان حرصنا على تحقيق الوحدة الوطنية رغم ارتماء البعض في أحضان التسوية مع العدو، وحتّى إن تأخّر تحقيق ذلك، فإنَّ الحركة ستقدم على اتخاذ العديد من الخطوات الإيجابية التي ستسهم في خلق مناخ أكثر إيجابية في قطاع غزة بإذن المولى".