قالت جماعة الإخوان المسلمين، إن الأصل في عمل الأجهزة الأمنية والاستخبارية هو الحفاظ على الأمن القومي للوطن والشعب، مشيرة إلى أنه في بعض الأحيان تنحرف عن مهمتها لتحقيق أغراض سياسية لمن في أيديهم السلطة، وتتجرد عن كل القيم لتقوم بأعمال إرهابية أو تستغل أعمالا إرهابية لتلصقها زورًا وبهتانا بخصوم السلطة. وأضافت الجماعة، في بيان لها اليوم، "نعلن أننا برآء من كل حادثة عنف ارتكبت أو سترتكب، وأننا سلميون في الماضي والحاضر، وسنظل- بإذن الله- في المستقبل، وأننا لا يمكن أن نريق قطرة دم واحدة ولا أن نخرب بنيانًا عامرًا؛ لأننا دعاة خير وسلام وتقدم، ولأن قيم الإسلام هي التي تحكمنا في كل أفكارنا ومبادئنا وأعمالنا. وأكد البيان أن الإخوان تعرَّضوا لمظالم وأكاذيب لا تُحصى، ولعدوانٍ تخرُّ له الجبال هدًّا، إلا أنهم سيظلون معتصمين بالله رب العالمين، مستمسكين بالحق والخير والسلم والحرية للشعب كله. وهذا نص البيان: الأصل في عمل الأجهزة الأمنية والاستخبارية هو الحفاظ على الأمن القومي للوطن والشعب، إلا أنها في بعض الأحيان تنحرف عن مهمتها لتحقيق أغراض سياسية لمن في أيديهم السلطة، وتتجرد عن كل القيم الدينية والوطنية والأخلاقية، فتقوم بأعمال إرهابية أو تستغل أعمالا من هذا النوع قامت به منظمات سرية إرهابية، وتلصقها زورًا وبهتانًا بخصوم السلطة السياسية السلميين؛ للانتقام منهم وتحقيق أهداف سياسية ظالمة. ويحدثنا التاريخ، على لسان الرئيس عبد الناصر، أنه قال لزميليه في مجلس قيادة الثورة عبد اللطيف البغدادي وخالد محيي الدين سنة 1954: إنه قام بستة تفجيرات في يوم واحد في أماكن مختلفة من القاهرة؛ لترويع الناس وصرفهم عن المطالبة بعودة الديمقراطية ("الآن أتكلم" لخالد محيي الدين ومذكرات البغدادي). ومنذ سنوات قليلة قامت مباحث أمن الدولة بتفجير كبير أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية في ليلة عيد الميلاد المجيد، فأودت بحياة عدد كبير من إخواننا المسيحيين، وألصقت الجريمة بالجماعات الإسلامية السلمية لإثارة الفتنة الطائفية بالمجتمع. وتجند هذه الأجهزة أعوانًا وأذرعًا لها في أجهزة الإعلام لتروج اتهاماتها المكذوبة، إلا أنهم أحيانًا ما يفضحون أنفسهم وأجهزة الأمن التي تحركهم، فيذيعون أخبار الأعمال الإرهابية قبل أن تقع، وكلنا نذكر كيف أن بعضهم أذاع أن المجمع العلمي المصري قد احترق قبل أن يمسه أذى، وتم حرقه بعد ذلك بفترة، وكذلك مبنى الضرائب العقارية الذي أُحرق بعد أن تمَّ نشر خبر حرقه في الإعلام بفترة. وقد سمعنا من أحد الإعلاميين منذ أيام أن تفجيرًا كبيرًا سوف يحدث، وبعد يوم واحد وقع التفجير الإجرامي في مديرية أمن الدقهلية الذي اتخذ ذريعةً لوضع جماعة الإخوان المسلمين على قائمة الإرهاب قبل إجراء أي تحقيق، وبالرغم من أن الجماعة نددت بالحادث الآثم، وبالرغم من أن جماعةً تُسمِّي نفسها "أنصار بيت المقدس" أعلنت أنها المسئولة عن التفجير، الأمر الذي يقطع بالتربص بجماعة الإخوان المسلمين، والرغبة في إرهاب الحراك الشعبي السلمي الذي يطالب بحقوق الشعب في الحرية والكرامة والسيادة حتى ينصرف عن المطالبة بالديمقراطية والحقوق، ثم خرج عددٌ من الإعلاميين يتنبئون بتفجير وزارة الدفاع واغتيال بعض الشخصيات، وهم ينسبون هذه الجرائم وقبل أن تقع إلى الإخوان المسلمين؛ من أجل التحريض على استئصالهم ووقوع حالةٍ من الاحتراب الأهلي، ينسى فيها الناس قضايا الحريات والحقوق والديمقراطية. والإخوان المسلمون يعلنون من الآن أنهم برآء من كل حادثة عنف ارتكبت أو سترتكب، وأنهم سلميون في الماضي والحاضر، وسيظلون- بإذن الله- في المستقبل، وأنهم لا يمكن أن يريقوا قطرة دم واحدة ولا أن يخربوا بنيانًا عامرًا؛ لأنهم دعاة خير وسلام وتقدم، ولأن قيم الإسلام هي التي تحكمهم في كل أفكارهم ومبادئهم وأعمالهم؛ حيث يقول عز وجل: "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها"، (والله لا يحب الفساد)، ويقول: (ومَن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدَّ له عذابًا عظيمًا). وبالرغم من أن الإخوان تعرَّضوا لمظالم وأكاذيب لا تُحصى، ولعدوانٍ تخرُّ له الجبال هدًّا، إلا أنهم سيظلون معتصمين بالله رب العالمين، مستمسكين بالحق والخير والسلم والحرية للشعب كله، واثقين من قوله تعالى: "فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"، وقوله تعالى "ولا يحيق المكرُ السيئُ إلا بأهله"، وقوله سبحانه "فلا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون". فليتق الله أولئك المتآمرون وأعوانهم، وليقدموا مصلحة الشعب والوطن الذي صار يئنُّ تحت وطأة الظالمين.