الذهول ولا شيء سواه حين علمت أن ماريو جوميز وصل برصيده التهديفي إلى 72 هدفا في أخر 72 مباراة لعبها بقميص بايرن ميونيخ بعد الرباعية التي سجلها في شباك بازل. "سوبر ماريو" أحرز 11 هاتريك خلال ال17 شهرا الأخيرة!!! رغم أن هناك مهاجمين كبار حول العالم لم يسجلوا 11 هاتريك طوال مشوارهم الذي امتد لسنوات. وهذه هي Status أحدهم على (فيس بوك) أثناء مباراة دوري الأبطال: "بايرن كسبان بازل 6-0 وجوميز جايب 4، هبتدي أفكر أقتنع بيه، فاضله جون ويعمل زي ميسي". صديقي العزيز سيبدأ التفكير في الاقتناع بمهاجم سجل سبعة أهداف في ثلاثة أيام (3 في هوفنهايم و4 في بازل)، وبات على بعد هدفين من كسر الرقم القياسي لهدافي بايرن في دوري أبطال أوروبا، جيوفاني إلبر 24.. وجوميز 22. كما أن جوميز - 26 عاما - هو أصغر لاعب فى تاريخ البوندزليجا يتخطى حاجز المائة هدف، بعد أن سجل لفريقه القديم شتوتجارت 63 هدفا وأكلمها مع بايرن. وماريو هو اللاعب الثالث في تاريخ بايرن الذي يسجل 27 هدفا أو أكثر في موسم واحد بالبوندزليجا بعد كل من الأسطورتين جيرد مولر وكارل هانز رومنيجه، فضلا عن قناعاته التي تسير به ليسطر اسمه في كتب الأرقام القياسية على الصعيدين الألماني والأوروبي. هذه الأرقام وهذا الحال لسوبر ماريو جعلني أتذكر أحمد جعفر ومعاملة جمهور الزمالك له ومدى اقتناعها به ومدى نجاحه هو دائما في قيادة هجوم الفريق الأبيض. ماريو جوميز أثبت لمن يكرهون أحمد جعفر أن المهاجم الآن لا يجب أن يكون "ستايل" شكلا ولعبا، لكن يكفيه أن يعرف طريق الشباك جيدا و"ينصرك على مين يعاديك"، وليس النجم الكارتوني صاحب السيارات الفارهة وإعلانات المشروبات الغازية. جوميز وجعفر من نوعية مهاجمين أمثال الإيطالي كورادي أو الإنجليزي بيتر كراوتش، مهاجم فعال لكنه غير مهاري ولا مبدع. لكن الفارق هنا أن استمرارية جعفر وجوميز جعلهما من أهم لاعبي الزمالك وبايرن رغم أنف الجماهير. قال جوميز عندما توقع الخبراء بأنه يستطيع تسجيل 40 هدفا في موسم واحد بالبوندزليجا مثل جيرد مولر "أفضل تسجيل 20 هدفا في خمسة مواسم متتالية على أن أهز الشباك 40 مرة في موسم واحد ثم اختفي". متقشرة؟ ويقول أصدقائي ومثلهم جماهير بايرن العريضة إن جوميز تأتيه الكرة "متقشرة" دائما، ولا يبذل أي مجهود في إسكانها الشباك، فالمهاجم فارع الطول يلعب خلفه خط وسط ناري، يفعل كل شيء ويسجل ماريو في النهاية. صحيح أن ماريو يكتفي بدور المهاجم الذي أقصى ما يفعله هو أن يشتت انتباه المدافعين أو يتمركز في المواقع المثالية لكي تصله الكرة على طبق ذهبي. لكن هذا لا يقلل من قدرات جوميز أو جعفر التهديفية لأن أمثلة عديدة في تاريخ الكرة تؤكد لنا بأن هناك منتخبات وأندية عملاقة خسرت بسبب افتقادها للمهاجم الذي يترجم الهجمات إلى أهداف حاسمة. فجعفر استطاع أن يحرز 22 هدفا خلال موسمين ونصف قضاهم مع الزمالك، وهو رقم لم يصل إليه أي مهاجم آخر في القلعة البيضاء، إذا استثنينا شيكابالا صاحب المهارة الكبيرة باعتباره صانع ألعاب. رغم ذلك فجمهور الزمالك لا يثق بجعفر كثقته في ميدو وعمرو زكي اللذان لم يحرز أي منهما نصف ما سجله هو. والمثير هنا أن دائما إدارة الزمالك تدعم خط هجومها. ثم تتلاعب الظروف بالفريق الأبيض ويصاب لاعب ويوقف أخر ليعود أحمد أساسيا ويثبت نفسه وينهي الموسم كلاعب لا غنى عنه، فقط ليبدأ النادي في دراسة شراء مهاجم جديد لأن جعفر ليس المهاجم الحلم للقلعة البيضاء. أتفهم أن قلة ثقة الجماهير البيضاء في جعفر تأتي كونه بطئ "بطء التنين"، كما أنه يستنفذ وقتا كبيرا فى التفكير عندما تكون الكرة تحت قدميه حتى تضيع الهجمة.. لهم الحق في ذلك، ولكن عليهم أن ينظروا لما يقدمه ويقارنوه بزملاءه في الخط الأمامي.