صبت التصفية الأولى من بطولة كأس أمريكا الجنوبية للأمم (كوبا أميركا) في مصلحة جماهيرها بعدما أبعدت الفرق المرشحة لنيل لقبها عن مشاكل المواجهات المباشرة وهو ما يعد بمباريات جميلة في دور الثمانية ورائعة في الأدوار المقبلة في البطولة الأقدم على مستوى قارات العالم والأمتع على مستوى البطولات القارية. فنزويلا – الأوروجواي دائما ما تكون حظوظ أصحاب الأرض لا علاقة لها كثيرا بما قدمه خلال الدور الأول من البطولة فالمباريات التي تقام بنظام خروج الخاسر تصب غالبا في كفة من يمتلك روح قتالية ورغب كبيرة في الفوز وهو ما يصف حالة الفرق التي تلعب على أرضها، فما بالك وصاحب الأرض نجح في الظهور بشكل مميز وحجز مكانه بثبات في دور البطولة الثاني بعدما حقق فوز وتعادلين تصدر بهم مجموعته. وفي المقابل بدأ المنتخب الأزرق البطولة بخسارة مذلة أمام رفاق كلاوديو بيتزارو حيث استقبلت شباكهم ثلاثة أهداف حعلتهم يخسرون أول ثلاث نقاط وهو ما جعلهم يتأهلون بصعوبة بالغة. ولكن النتائج السلبية لن تغير من حقيقة أن منتخب أوروجواي يملك من اللاعبين وتاريخ يدفعهم لتقديم عرضا كبيرا والتأهل للدور الثالي من البطولة، فمع عودة ألفارو ريكوبا الذي تغيب عن الدور الأول للإصابة وفي وجود دييجو فورلان وبابلو جارسيا ارتكاز الفريق يملك المنتخب الأوروجواياني كل الحظوظ للمضي قدما في البطولة التي حقق لقبها 14 مرة. المباراة ستجمع بين فريقين لعبا في مجموعة واحده، وكانت نتيجة المباراة التي جمعتهما التعادل السلبي وهو ما يوضح أن أصحاب الأرض والفريق الأوروجواني رفضا كشف أوراقهما تماما قبل المواجهة المرتقبة. البرازيل – تشيلي دخل راقصو السامبا هذه البطولة كتحدي خاص مع أنفسهم قبل منافسيهم، غياب النجوم ومدرب جديد وجيل لم تقدمه الملاعب الأوروبية كما ينبغي عكس حال المنتخب البرازيلي الذي قدم عروضا متواضعة مقارنة مع ما كان منتظرا منه قبل انطلاق البطولة.
الارجنتين اقوى المرشحين لنيل اللقب حتى الآن لم ينجح دونجا في تقديم أوراق اعتماده كمدرب وإن كان مستوى روبينيو العالي منحه المزيد من الوقت لترتيب صفوف فريقه والعثور على التشكيلة التي تؤمن له النقاط والأداء كما عودنا أبناء "السليساو"، وينتظر المنتخب البرازيلي دخول دييجو وفاجنر لوف بشكل أفضل في الفريق وانصهارهم مع زملاءهم حتى يستفيد الفريق الأصفر من موهبتين كبيرتين نجحا مع فريقيهما وفشلا مع منتخبهما حتى الآن. تعتبر أكبر مشكلات البرازيل في دور البطولة الثاني هو غياب مدافعي الجبهة اليمنى للفريق عن مباراة تشيلي بعدما تلقى دانيل ألفيس البطاقة الصفراء الثانية له في البطولة وتعرض مايكون للإصابة التي قد تبعده عن المباراة. وفي المقابل ربما كان عدم تأهل المنتخب التشيلي لنصف نهائي البطولة منذ عام 1999 عامل شؤم لجماهير هذا الفريق وربما كان دافعا للاعبيه الذين لم يقدموا الكثير خلال دور البطولة الأول. عدم نجاح تشيلي في مقارعة الكبار كما حدث عندما تلقت شباكها ثلاثة أهداف من روبينيو وحده في مواجهتهم الأولى أمام البرازيل ثم تعادلها مع المكسيك سلبا يجعلها تبدو الطرف الأضعف وسط فرق الدور الثاني ولا يبشر بأن الفريق قادر على الذهاب إلى أبعد من ذلك في البطولة خاصة وأنها ستواجه أبناء ااسامبا. المكسيك – باراجواي ينظر للمنتخب المكسيكي على أنه مفاجئة البطولة، دخل المنتخب الضيف تلك البطولة وهو وصيف الولاياتالمتحدة في كأس أمريكا الشمالية للأمم ولكن كوبا أميركا كان لها رأي أخر عندما جعلتها فريق يخشى مقابلته منتخبات بحجم البرازيل والأرجنتين وأخرجت الولاياتالمتحدة من دور البطولة الأول دون أي رصيد من النقاط. أبناء هوجو سانشيز حققوا معادلة لم ينجح سواهم والمنتخب الأرجنتيني في تحقيقها وهو الدفاع الجيد والهجوم الفعال وتتحدث أرقامهم عن نفسهم والتي تقول أنهم تلقوا هدف وحيد في شباكهم وأحرزوا أربعة أهداف خلال ثلاثة مباريات جمعتهم بالرازيل وتشيلي والإكوادور. وعلى الجانب الأخر لفت أداء روكي سانتا كروز قائد الفريق البراجواني أنظار العديد من المدربين وعلى رأسهم زفن جوران إريكسون مدرب فريق مانشستر سيتي وهو ما يعكس المردود الذي يقدمه خط الوسط وخط الهجوم ليكونا عونا لمهاجم الفريق على الظهور بمظهر لائق. المركز الثاني ورصيد ست نقاط من فوزين وهزيمة أحرز خلالهم لاعبوا الفريق ثمانية أهداف وتقبل مرماهم هدفين فقط هي نتائج منتخب الباراجواي والذي ينظر إليه على أنه المنتخب الأوقع على مستوى أمريكا الجنوبية بسبب تطبيقه للوسائل الدفاعية واعتماده على الهجمات المرتدة وهو ما يساوي فرصهم في ا