حوار – دي خيا يتحدث عن نقاط التحول في مسيرته ودور فيرجسون.. تصديات غير معتادة وريال مدريد

خطأ قاتل في أول مباراة له تسبب في استقبال شباكه لهدف أمام وست بروميتش وبدأت الانتقادات بطريقة لاذعة.. اتهامات بأنه ليس من مستوى فريق مثل مانشستر يونايتد.. معاناة من إصابة ببعد النظر.. ولكن الآن الإشادات تنهال عليه من كل حدب وصوب.. إنه ديفيد دي خيا.
حارس عرين الشياطين الحمر أجرى حوارا مطولا مع جريدة "ديلي ميل" الإنجليزية وتحدث فيه عن بداية مسيرته الصعبة مع يونايتد قبل أن يصبح أحد أهم حراس المرمى في العالم.
البداية الصعبة
صحفي الجريدة الإنجليزية جعله يشاهد خطأه الأول أمام وست بروميتش والذي بسببه تعرض لانتقادات لاذعة عقب استقباله للهدف وقال دي خيا: "يا إلهي.. كانت بداية عنيفة وصعبة للغاية، لاعبو وست بروميتش شاهدوا ذلك الطفل الإسباني في المرمى ولعبوا كرات عالية والتحموا معي بدنيا بقوة".
وشدد "عرفت أن علي التغيير والاعتياد على طريقة اللعب والحصول على بعض الخبرات".
انضم دي خيا إلى يونايتد في عام 2012 قادما من أتليتكو مدريد ليكون بديلا لصاحب ال40 عاما وقتها إدوين فان دير سار الذي أعلن اعتزاله بنهاية الموسم السابق.
وتحدث دي خيا عن بدايته قائلا: "الأمر كان صعبا للغاية فأنا في بلد جديد وغرفة خلع ملابس جديدة لم أكن أعرف فيها أي شخص ولا أتحدث اللغة الإنجليزية وكنت صغيرا للغاية، في ذلك الوقت كان الشباب يذهبون للجامعة وأنا كنت في غرفة خلع الملابس مع لاعبين يتوقعون ليس فقط الفوز بكل مباراة، بل الفوز بل كل مواجهة في المران".
وواصل "كان لدينا أيقونات في الدفاع مثل ريو فرديناند ونيمانيا فيديتش وباتريس إيفرا، أتذكر ريو وفيديتش قالا لي نعلم إنك مازالت صغيرا لكن هذا هو مانشستر يونايتد نحن نقبل الأفضل فقط".
وعن كيف خاطر السير أليكس فيرجسون المدير الفني التاريخي لمانشستر يونايتد بضمه قال: "هو تحلى بشجاعة كبيرة واتخذ مخاطرة ضخمة لضمي، قال لي يجب عليك أن تتأقلم وستكون الأمور صعبة في طريقك".
وواصل "حينما عرفت باهتمام يونايتد لم أصدق نفسي فهم كانوا يبحثون عن بديل لفان دير سار صاحب الخبرات الكبيرة، وأنا كنت طفلا وأعرف أنه ستقابلني تحديات كبيرة".
ولكن بعد البداية الصعبة الآن دي خيا يصنف من بين أفضل حراس المرمى في العالم وفاز بجائزة لاعب العام في يونايتد ثلاث مرات على التوالي من 2014 إلى 2016، كما أنه اختير في فريق العام في إنجلترا خمس مرات من أصل ستة، وكان بين المرشحين الستة للفوز بجائزة لاعب العام في 2018.
تصديات غير معتادة
وعن مثله الأعلى تحدث دي خيا "في المدرسة كان الأطفال يكتبون ما يتمون تحقيقه في المستقبل وكنت أقول أريد أن أكون مثل بيتر شمايكل حارس مرمى يونايتد السابق".
ولكن على الرغم من ذلك فإن طريقة تصديات شمايكل ودي خيا مختلفة كليا، فالدنماركي كان يعتمد على يديه أما دي خيا فيلجأ كثيرا لقدميه.
التصديات بالقدم أمر غير معتاد كثيرا في عالم كرة القدم ولكن رغم ذلك طلب دي خيا من يونايتد مساعدته على تحسين قدرته في ذلك الأمر.
وأضاف "حينما أجد الكرة قادمة لي هذا يكون رد فعلي، حاول أكثر من مدرب أن يغير طريقتي ولكن هذا لا يحدث أنا أحبها ومن الجيد أن يكون لديك طريقة خاصة".
شارك دي خيا في الخسارة التاريخية في دربي مانشستر أمام سيتي بستة أهداف لهدف في عام 2012 وكشفت الصحف عن معاناته بإصابة ببعد النظر وكان يضطر لارتداء عدسات طبية ليرى بشكل جيد.
ورغم كل تلك البدايات الصعبة حدث أمرين ساهما في تحول مسيرته نحو الأفضل.
لحظات غيرت مسيرته
في عام 2012 كان يونايتد يحل ضيفا على تشيلسي في ملعبه ستامفورد بريدج وتسائل البعض إن كان فيرجسون سيدفع بدي خيا أم لا ولكن الحارس الإسباني شارك في اللقاء.
ورغم أن المباراة انتهت بالتعادل الإيجابي بثلاثة أهداف لكل فريق تصدى دي خيا لركلة حرة مباشرة من خوان ماتا لاعب تشيلسي آنذاك بطريقة رائعة وتلك كانت اللحظة الأولى التي غيرت مسيرته.
وقال: "ربما هذه اللحظة التي تغيرت فيها مسيرتي في يونايتد، كل شيء سار أفضل بعد ذلك، ماتا مازال يشعر بالضيق كلما ذكرته بذلك التصدي".
أما اللحظة الثانية فكانت مواجهة ريال مدريد في ملعب سانتياجو برنابيو ذهاب دور ال16 من دوري أبطال أوروبا في عام 2013 بعدما ارتكب خطأ قاتلا أمام توتنام.
وفجأة وجد فيرجسون يصطحبه للمؤتمر الصحفي وشدد لكل الصحفيين الإسبان والإنجليزي أنني لدي موهبة جيدة.
وقال: "أتذكر جيدا ما قاله فيرجسون وقارنني بالطفل الصغير الذي يأخذ خطواته الأولى للأمام وقال هو يتمايل ويحاول ويسقط ثم يقوم ليسير، والآن الفتى يسير".
وشدد "فيرجسون كان صبورا معي للغاية ولم يصرخ في وأن يقسو علي هو كان يعرف أنني أحتاج للوقت والثقة فقط".
وعن هل شعر دي خيا بالخوف من أن مسيرته سوف تنتهي مع يونايتد في بدايتها بسبب أخطائه وقال: "امممم.. ربما، ولكن الحقيقة إنني دائما ما وثقت في نفسي وتم اختباري كثيرا ولكنني كنت أعرف أن الأفضل سوف يأتي".
الانتقال إلى ريال مدريد
في عام 2015 وفي موسم لويس فان جال الثاني مع مانشستر يونايتد كان دي خيا قاب قوسين أو أدنى من الانتقال إلى ريال مدريد ولكن الصفقة تعطلت بسبب عدم إتمام بعض الأوراق اللازمة قبل موعد غلق باب الانتقالات الصيفية.
وقال فان جال مدرب يونايتد وقتها أن دي خيا لا يريد أن يلعب في أول مباراتين للفريق في ملعبه أولد ترافورد واضطر للتدرب مع الفريق الرديف.
ولكن دي خيا يرفض كل ما قيل من المدرب الهولندي، وأوضح "مباراتي الأولى في أولد ترافورد كانت أمام ليفربول وفان جال قال ما قاله، ولكن الحقيقة إنني لم أكن واثقا كيف كان سيتفاعل الجمهور معي".
وأردف "كنت أشعر بالقلق فهم دائما كانوا خلفي، ولكنهم كانوا مدهشين وقاموا بترديد اسمي كثيرا وهذا كان في غاية الأهمية لي".
جوزيه مورينيو
وعن مدربه الحالي جوزيه مورينيو علق "مع فان جال الأمر كان غريبا أنهينا الدوري رابعا وهذا لم يكن جيدا أنا أريد الفوز، إن كنت في مانشستر يونايتد فتحتاج لمدرب ذو عقلية تحتب الفوز وكان لدينا ذلك مع فيرجسون والآن مع مورينيو، هو يرغب في الفوز بكل مباراة".
وأضاف "تحدثنا سويا في يورو 2016 وقال لي أنه يريد الفوز بالبطولات فنحن حظينا بوقت صعب منذ اعتزال فيرجسون، وكان علينا إعادة يونايتد لمكانه في دوري أبطال أوروبا وأن نكون أبطالا لإنجلترا".
في الوقت ذاته انتدب مورينيو مدرب حراس المرمى إيميليانو ألفاريز والذي كان شاهدا على تطور دي خيا مع أتليتكو مدريد.
أحد أهم الأشياء التي قام بها ألفاريز مع دي خيا هي جعله يتدرب وهو معصوب العينين مع تسديد الكرات عليه من مسافات قريبة وهذا ساعده على التطور بشكل أكبر.