بدأ الجميع يبحث عن أسباب إخفاق الزمالك بعد أن ودع دوري أبطال أفريقيا مبكرا، وبدأت أصابع الإتهام تشير إلى اللاعبين أو الجهاز الفني أو مجلس الإدارة، ولكني شخصيا أرى أن المتهم الأول في هذا الإخفاق هو المدعو "دوري أبطال العرب". فالأيام أثبتت بالدليل القاطع والبرهان صحة وجه نظر مجلس إدارة الأهلي بعدم الإشتراك في بطولتين خارجيتين في وقت واحد، فمنذ إنطلاق بطولة دوري أبطال العرب في نسختها الأولى قبل أربع سنوات من الآن لم ينجح أي فريق مصري شارك في البطولتين الأفريقية والعربية معا في تحقيق أي إنجاز في البطولتين، بل كانت المشاركة في كلا البطولتين تؤثر بالسلب على أداء الفريق وفي النهاية لا يطول بلح الشام ولا عنب اليمن مثلما حدث مع الإسماعيلي الذي تأهل لنهائي البطولتين معا منذ ثلاث سنوات وخسر كلاهما. ودعونا نوجز النقاط التي أثرت بالسلب على الزمالك وجعلته يودع البطولة الأفريقية مبكرا، وسنرى أنها جميعا بسبب الإشتراك في دوري أبطال العرب: أولا: هزيمة الزمالك أمام الهلال بهدفين نظيفين في مباراة الذهاب جاءت بعد فوز الزمالك على أهلي البرج الجزائري في دوري أبطال العرب وإعلان تأهله للدور قبل النهائي للبطولة، ومن الناحية النفسية أثر هذا الإنتصار على لاعبي الزمالك الذين ظنوا أنهم بعد الفوز على الفريق الجزائري في ملعبه سيكونوا قادرين على الفوز على الهلال أيضا في ملعبه بإعتباره في نفس المستوى تقريبا وهو ما تسبب في هزيمة الفريق الأبيض. ثانيا: التأثير النفسي لم يكن فقط سبب هزيمة الزمالك من الهلال في مباراة الذهاب بل كان أيضا سببه حالة الإرهاق التي إنتابت اللاعبين جراء السفر من مصر إلى الجزائر وخوض مباراة صعبة ثم العودة إلى مصر وبعدها بيوم واحد فقط سافروا إلى السودان، أضف إلى ذلك أن خوض مباراة أهلي البرج على ملعب من النجيل الصناعي "الترتان" يؤدي إلى إرهاق اللاعبين بشدة خاصة أن اللاعب المصري غير معتاد على هذه النوعية من الملاعب. ثالثا: ما حدث قبل مباراة الذهاب أمام الهلال تكرر في صورة بالكربون قبل مباراة العودة أيضا، ولكن مع إختلاف المنافس الذي أصبح أهلي جدة السعودي وليس أهلي البرج، وحقق الزمالك تعادلا ثمينا جعل الفريق يتصدر المجموعة وفي حالة نشوة وفرح كبيرة أثرت بالسلب معنويا على أداء الفريق في مباراة العودة أمام الهلال.
أطالب من اتحاد كرة القدم المصري بإتخاذ قرار جريء بمنع مشاركة أكثر من فريق في بطولتين خارجيتين رابعا: الإرهاق أيضا كان عاملا مهما للمرة الثانية، حيث وضح التعب على لاعبي الزمالك في الثلث ساعة الأخير من مباراة العودة التي تلقى فيها مرمى الزمالك هدفين قاتلين، وكانت مباراة أهلي جدة القوية والتي أقيمت قبل مباراة الهلال بأربعة أيام فقط هي السبب الرئيسي في هذه الحالة، أضف إلى ذلك رحلة السفر من السعودية إلى مصر وأيضا أداء العمرة للاعبي الفريق في فترة قصيرة للغاية. خامسا: بخلاف الحالة النفسية والإرهاق أثرت مباراة أهلي جدة على لاعبي الزمالك بإصابة إثنين من أعمدة الفريق الرئيسية وهم هداف الفريق عمرو زكي وحارس مرماه عبد الواحد السيد، وظل أمر مشاركتهم في المباراة محل شك حتى قبل اللقاء بيوم واحد فقط وهو ما جعلهم يخوضوا اللقاء بدون تركيز ذهني وأيضا شاركوا في المباراة وهم غير مكتملي الشفاء. وقد ظهر ذلك بوضوح على عمرو زكي الذي لم يكن في مستواه ولم يغعل شيئا سوى الهدف الذي سجله والذي كانه به شبهة تسلل كبيرة، وكان مشهدا غريبا أن يطلب زكي من زميله أسامة حسن أن يقوم هو بلعب الركلة الركنية لأنه لن يكون قادرا على اللعب برأسه بسبب كسر أنفه، فهل كان المطلوب أن يقوم أسامة بدور رأس الحربة بدلا منه، وفي رأيي أنه كان يجب ألا يشارك زكي من الأساس ويلعب بدلا منه رأس حربة آخر جاهز مثل جمال حمزة أو مصطفى جعفر أو حتى الصاعد حسام أسامة. عبد الواحد السيد أيضا ورغم تألقه في العديد من الكرات إلا أنه يسأل عن الهدف الأول الذي دخل مرماه بغرابة شديدة والذي لا يدخل في حارس ناشيء، وكان من الأفضل أيضا إشراك عبد المنصف في هذه المباراة. سادسا: مشكلة موعد ومكان إقامة المباراة التي شغلت الرأي العام خلال الأسبوع الماضي، والتي كان سببها أيضا موعد مباراة أهلي جدة كان لها تأثير كبير في خروج الزمالك، لأن الأمور ظلت متأرجحة بين إقامة المباراة يوم 17 أو 18 أو 19، وإقامتها بالقاهرة أو الإسكندرية، وفي رأيي أنه كان من الأفضل إقامة المباراة يوم 18 بالإسكندرية ليحصل اللاعبين على يوم راحة إضافي كما أن ملعب الإسكندرية أقل حجما من ملعب القاهرة وهو ما يفيد الفريق المضيف في حالة بحثه ع