يقوم الإعلام دائما بنقد السلبيات المتأصلة في الكرة المصرية , التي تعاني بشدة عبر عقود من الزمن , ولكن في أغلب الأحيان للأسف لا يتم تقديم الحلول المناسبة لرفع شأنها والنهوض بمستواها , ولكن مقارنة سريعة بين كيفية إدارة هذه اللعبة الشعبية في مصر وإدارتها في كثير من الدول الأوروبية قد يكون عاملا مهما في إضافة الكثير للكرة المصرية. بالنسبة للدوري الممتاز ، مما لا شك فيه أن الدوري المحلي في أي دولة هو الأهم والأشهر على الاطلاق ، إذ يعد خط الامداد الأول للمنتخبات الوطنية بجانب دوره في إبراز صورة هذه الدولة على المستوى الكروي. يعتقد كثير من الناس أن أحد الأسباب الرئيسية لضعف الدوري المصري هي انعدام المنافسة ، ولكن هذا الكلام ثبت عدم صحته ، إذ أن غياب المنافسة شيء مشترك في جميع دول العالم حتى المتقدمة منها. على سبيل المثال في الموسم الحالي ، نجد أن بطولة الدوري قد حسمت تقريبا في اسبانيا وايطاليا وألمانيا وانجلترا بالاضافة إلى فرنسا ، ومع ذلك لا تعاني هذه الدول من غياب الإثارة .. فالإثارة الحقيقة تكمن في الصراع ، لأن في هذه الدول الأندية الصغيرة لا تركن للدفاع الصريح أمام الفرق الكبيرة كما تفعل نظيرتها في مصر ، بل يكون عندها الدافع والأمل في احداث مفاجأة أمامهم. وعلى الرغم أن إمكاينات الفرق الصغيرة في مصر تبدو متواضعة للغاية بالمقارنة مع الأهلي والزمالك علي سبيل المثال ، إلا أنهم قادرين على تحقيق نتائج إيجابية ولكن في حالة توافر الدافع والرغبة لذلك. وأتذكر في هذه النقطة تحديدا مباراة الأهلي وغزل المحلة في الدور الأول للدوري الممتاز الموسم الحالي حينما تقدم الأهلي بهدف لفلافيو أمادو قبل أن يلعب المحلة بشكل متوازن من أجل إدراك التعادل وسيطر علي المباراة حتي عادل هشام سعيد النتيجة , وبعدها تغلبت العادة الكروية المصرية السيئة ، وتقهقر حميع لاعبي المحلة للدفاع بتعليمات مدربهم شريف الخشاب ظنا منه أنه بهذه الطريقة سوف يقتنص نقطة ثمينة من الأهلي ، وكان من المنطقي أن يحرز الأهلي هدفين متتاليين ويفوز بمباراة كان من الممكن أن يحقق فيها المحلة نتيجة إيجابية بسهولة.
وعلى الرغم أن إمكاينات الفرق الصغيرة في مصر تبدو متواضعة للغاية ، إلا أنهم قادرين على تحقيق نتائج إيجابية ولكن في حالة توافر الدافع والرغبة لذلك. الإثارة تتواجد أيضا في الدوريات الأوروبية بسبب المنافسة علي المقاعد المؤهلة لدوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الأوروبي التي تمتد من المركز الأول حتى السادس , وهو من الممكن أن نطبقه في مصر عن طريق عدم مشاركة أي فريق تأهل إلى احدى بطولتي أفريقيا في دوري أبطال العرب حتي يتيح الفرصة لفرق الوسط في الدوري أن تلعب بطموح المشاركة في البطولة العربية ، وليس لمجرد الهروب من شبح الهبوط إلى الدرجة الثانية كما هو الحال في الدول العربية الأخرى. ملحوظة : إذا ما تم تطبيق دوري المجموعتين في الموسم القادم لن يجدي أي حل ، إذ أن هذا النظام سيفقد الدوري آخر أمل في التحسن! أما بالنسبة للتحكيم ، فلن أتكلم كثيرا عنه ، فهو دائما مثار جدل كبير ، ولكن يجب الاشارة هنا إلى أن احترام جميع عناصر اللعبة بما فيهم الحكام مهما كانت أخطائهم هو واجب على جميع الأندية. في الدول الأوروبية - خاصة انجلترا - عندما ينتقد أي مدير فني حكما بشكل علني في وسائل الإعلام يتم تغريمه ، وفي بعض الاحيان يتم أيضا إيقافه ، وهذا ما يجب أن يتم إزاء الهجوم العنيف من المدربين في مصر على الحكام. والمشكلة تبرز في مصر بسبب نظرية المؤامرة التي تسيطر على الجميع ، ولا تقبل الجماهير ومسئولي الأندية أي أخطاء تحكيمية ضدها ، وتنطلق الاتهامات بأن هذا الحكم أهلاوي وذاك زملكاوي. أما الجماهير فهي أحد من أهم عناصر نجاح كرة القدم ، فهي التي تعطي المباريات طعما وبريقا لا يتواجد في ظل مدرجات خاوية , وبما أن سلوك الجماهير قد تغيرت تماما عقب "الثورة" التي حدثت في كأس الأمم الأفريقية , وقلت كثيرا ظاهرة السباب الجماعي التي تميزت بها الملاعب المصرية في العقود الأخيرة ، فلم يبقى إلا أن يحضر الجمهور بكثافة جميع مباريات الدوري الممتاز مثلما يحدث في أوروبا. وفي هذا الإطار يجب على اتحاد الكرة أن يضع في الاعتبار أن تكون جميع مباريات الدوري الممتاز الموسم القادم في يومي الأجازة الرسمية وهي الجمعة والسبت علي غرار ما يحدث في جميع دول العالم حتي نضمن أعلى حضور جماهيري , ليس كما يحدث حين نفاجىء بمباريات تقام في جميع أيام الأسبوع!