تتحول أنظار جميع عشاق كرة القدم الحقيقية في العالم بأسره اليوم تجاه ملعب كامب نو بمدينة برشلونة الإسبانية ، وذلك من أجل متابعة اللقاء العالمي والدربي الأشهر على مستوى العالم بين قطبي الكرة الإسبانية برشلونة وريال مدريد. وبالنظر للمباراة باعتبارها مباراة في "الليجا" ، فإن برشلونة سيسعى لتحقيق الفوز على منافسه من أجل ضمان حسم الأمور لمصلحته للموسم الثاني على التوالي ، فالفوز على الغريم الأبدي في ملعب كامب نو سيزيد الفارق إلى 14 نقطة بين الفريقين وسيؤكد فوز البارسا باللقب قبل ثمانية أسابيع من نهاية المسابقة. ولذلك فإن ريال مدريد سوف يدخل المباراة من أجل الحفاظ على الخيط الرفيع من الأمل في المنافسة على لقب الليجا ، مستغلا تعادل منافسه في الجولة الماضية مع مالاجا بدون أهداف ، كما أنهم في حاجة للنقاط الثلاث حتى لو فشلوا في اللحاق بمنافسهم وذلك من أجل حسم الصراع الشرس على المركز الثاني مع كل من أوساسونا وفالنسيا. معنويات "الجالاكتيكو" مرتفعة للغاية في الوقت الحالي ، لاسيما بعد فوزهم الساحق على ديبورتيفو لاكورونيا برباعية نظيفة ، والآن هم لا يريدون إلا الثأر من منافسهم الذي هزمهم في مباراة الدور الأولى على ملعبهم وبين جماهيرهم في سانتياجو برنابيو بثلاثية مع الرأفة. لاعبو الريال نفسهم أعلنوا عن رغبتهم في الثأر أمام الجميع ، فقال إيكار كاسياس حارس مرمى الفريق لموقع ناديه الرسمي : "إنها فرصتنا للثأر من مباراة الدور الأول ، لأننا جرحنا بشدة من هزيمتنا الأخيرة أمامهم بثلاثة أهداف نظيفة أمام جماهيرنا والصورة السيئة التي تركناها في أعين مشجعينا ، نحن واقعيون بشدة وهدفنا هو الفوز على برشلونة في كامب نو حتى نبتعد بالمركز الثاني عن باقي المنافسين ، ولذلك فإن الاختيار أمامنا إما الفوز أو الفوز".
مهمة صعبة على ريال مدريد فوز برشلونة بالمباراة سوف يعطي الفرصة لأوساسونا لاستعادة المركز الثاني من ريال مدريد بعد خسارة الثاني في الجولة الأخيرة أمام أثليتيك بلباو بهدف نظيف ، في حين سيشعل سقوط الريال حماس فالنسيا الذي سيبذل كل ما في وسعه للحاق ب"الجالاكتيكو" ، وهو ما يعني أن ريال مدريد سوف يعاني بشدة إذا ما حقق أي نتيجة سلبية. لكن الأمور لا تسير بمثالية كاملة بالنسبة للبارسا ، فالفريق لعب مباراته الأخيرة يوم الثلاثاء في دوري أبطال أوروبا أمام بنفيكا البرتغالي ولديه مباراة أخرى يوم الأربعاء ، وهو ما يقلق مدربه الهولندي فرانك ريكارد من أن تترك المباريات المتتالية للفريق أثارا سلبية على لاعبيه ، لاسيما وأن الفريق لم يحرز هدفا واحدا في مباراتيه الأخيرتين ، فتعادل مع مالاجا متذيل "الليجا" سلبيا ثم حقق تعادلا سلبيا أيضا مع بنفيكا يوم الثلاثاء. ورغم تأكيدات ريكارد على أنه لن يدخر أي من لاعبيه لمباراة بنفيكا ، فإن الواقع يقول إن برشلونة سيفتقد عددا من لاعبيه في تلك المواجهة الهامة ، إذ سيغيب كل من الأرجنتيني الواعد ليونيل ميسي بسبب الإصابة ، ومعه كل من المكسيكي رافائيل ماركيز والبرازيلي ادميلسون ، بالإضافة إلى شابي هرنانديز الغائب منذ فترة طويلة. لكن من ناحية أخرى ، إذا ما استطاع دفاع البارسا التماسك وإرسال كرات طولية إلى النجم البرازيلي رونالدينيو أو المهاجم الكاميروني القناص صامويل إيتو ، فمن المؤكد أن الكفة ستميل آنذاك لمصلحة الفريق الكتالوني ، وسيصبح إحراز برشلونة للأهداف مسألة وقت لا أكثر. أما من جانب الريال ، فلن يفتقد العملاق المدريد سوى جهود لاعب وسطه المهاجم خوزيه ماريا جوتي ، لكن ذلك لن يسبب له مشكلة كبيرة في ظل عودة الفتى الذهبي للفريق راؤول جونزاليس ومعه البرازيلي المتألق في الآونة الأخيرة خوليو بابتسيتا ، بالإضافة إلى ثنائي قلب الهجوم رونالدو وروبينيو ، وفي حين يعاني لاعب الوسط الإنجليزي ديفيد بيكام من الإصابة في كاحله ، فإنه وعد بالمشاركة في المباراة.