أربع وسبعون دقيقة فقط هى زمن مشاركة النجم البرازيلى رونالدو مع فريقه الجديد ريال مدريد حتى الآن ، ولكنها كانت كافية ليطفأ نار شوق جماهير النادى التى انتظرت حوالى الشهر لتشهد ظهوره الأول مع الفريق ، وكافية ليسرق الأضواء من الجميع بستاد سنتياجو برنابيو معقل أصحاب الزى الأبيض الشهير. ولم يستغرق الأمر من رونالدو أكثر من دقيقة واحدة كانت هى "الدقيقة الساحرة" كما وصفها الإعلام الأسبانى ، سجل فيها الهدف الأول له مع ريال مدريد أمام آلافيس فى الدورى المحلى لتشتعل المدرجات التى احتشد فيها ما يقرب من 75 ألف مشاهد جاءوا ليشهدوا هذه اللحظة الرائعة عندما تلقى رونالدو كرة عرضية من مواطنه روبرتو كارلوس. أما عن مشهد الاحتفال بالهدف فحدث ولا حرج ، حيث تجمع كل لاعبى ريال مدريد حول زميلهم الجديد فيما هو أشبه بإعلان رسمى عن وصول هداف كأس العالم لينضم إلى قافلة النجوم التى يكتظ بها الفريق. ولم يشأ رونالدو أن يترك الملعب دون احتفال آخر ، فسجل هدفا ثانيا ، وحاول إكمال الثلاثية (هاتريك) ولكن الوقت لم يسعفه ليخرج فريقه فائزا بخمسة أهداف مقابل هدفين. وفى يوم الثلاثاء الماضى ، واصل رونالدو تألقه مع ريال مدريد وشارك لمدنة 47 دقيقة أمام ريال بيتيس هى زمن المباراة المتبقى بعد أن كانت قد تأجلت لانقطع الأنوار. وعلى الرغم أنه فشل فى هز الشباك هذه المرة ،لكنه صنع هدفا لزمليه راؤول جونزاليس فى أول لقاء يشهد مشاركة الثنائى الخطير لتنتهى المباراة بالتعادل الإيجابى بهدف لكل من الفريقين. وبانضمام رونالدو إلى ريال مدريد ، يكون قد اكتمل عقد "فريق الأحلام" الذى سعى إليه رئيس النادى فلورنتينو بيريز ، وأصبح السؤال الذى يفرض نفسه على الجميع هو من يقدر على مثل هذا الفريق؟
الأرسنال؟ إجابة تبدو منطقية للوهلة الأولى ، خاصة مع البداية الرائعة للفريق فى الدورى الإنجليزى ودورى أبطال أوروبا وتمتعه بأكثر من لاعب على مستوى رائع مثل الفرنسى تييرى هنرى ومواطنيه سلفان ويلتورد وباتريك فييرا والهولندى دينيس بريجكامب ، ومعهم النيجيرى نوانكو كانو الذى يشهد إحدى أفضل فترات حياته الكروية. ولكنك قد تعيد النظر فى إجابتك عندما تتمعن قليلا لتدرك أن رونالدو – هداف كأس العالم – ليس بأفضل لاعب فى ريال مدريد ، وإن كان أحد أبرز النجوم فى الفريق ، فهناك الفرنسى الرائع زين الدين زيدان أفضل لاعب فى العالم لعام 2000 ، والبرتغالى لويس فيجو أفضل لاعب فى العالم لعام 2001 ، وهما يشكلان دعامة رئيسية فى خط وسط ريال مدريد يخشاها أى فريق آخر فى العالم. ليس هذا وحسب ، بل إن الفريق يمتلك مجموعة من العناصر الممتاز فى كافة خطوطه ، بدياة من الحارس إيكار كاسياس ، مرورا بروبرتو كارلوس وكلود ماكاليلى وفيرناندو مورينتس وجوتى ، والأخير أعاد اكتشاف نفسه فى الفترة الأخيرة كهداف من طراز رفيع واستحق الانضمام لمنتخب أسبانيا الوطنى. تبقى نقطة ضعف ريال مدريد الوحيدة هى خط دفاعه الذى كلفه خسارة بطولة الدورى الموسم الماضى ، خاصة مع عدم وجود البديل الكفء لقائد الفريق (البطئ) فيرناندو هييرو. فهل يستطيع هنرى وويلتورد بسرعتهما الفائقة التغلب على هييرو ، أم هل يثبت زيدان ورونالدو أن ريال مدريد أصبح فريقا لا يقهر؟ سؤال سنعرف إجابته لو التقى الفريقان فى دورى أبطال أوروبا هذا الموسم. إنها حتما مباراة تستحق المشاهدة.